«زيكا».. خطر جديد يواجه العالم ورحلة للبحث عن علاجه

الأربعاء 3 فبراير 2016 07:02 ص

انتقاله إلى مرحلة «التهديد المثير للقلق»، وإصابته لقرابة 1.5 مليون شخص في البرازيل، وانتقاله إلى 20 دولة، جعل من فيروس «زيكا»، خطرا جديدا لا يقل عن خطر فيروس «إيبولا» الذي لم يتخلص العالم من آثاره حتى اليوم.

ودفع ظهور عشرات آلاف الحالات المصابة بفيروس «زيكا»، المنظمة الأممية لتشكيل «فريق طوارئ» لمواجهة تفشي المرض، الذي يربط العلماء بينه وبين ولادة آلاف الأطفال برؤؤس صغيرة في البرازيل.

وحذرت المنظمة، في وقت سابق، من أن ما بين 3 إلى 4 ملايين شخص قد يصابوا بفيروس «زيكا» في الأمريكتين خلال العام الجاري.

وقالت الدكتورة «مارغريت تشان»، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن «زيكا» انتقل «من مرحلة التهديد البسيط إلى التهديد المثير للقلق»، ووصفته بأنه «أمر مفجع»، مضيفة أن «هناك خوفا من إمكانية انتشاره على المستوى العالمي».

وشكلت المنظمة الدولية «فريق طوارئ» بعد الانتشار «المدوي» للفيروس، كما ستعقد اجتماعا الاثنين المقبل، لتقرير ما إذا كان يجب التعامل مع «زيكا» كحالة طوارئ عالمية.

و«زيكا»، بحسب خبراء منظمة الصحة العالمية، هو فيروس ينتقل عن طريق بعوضة «الزاعجة المصرية»، التي تحمل أيضا حمى الضنك والحمى الصفراء، واكتشف لأول مرة في أفريقيا في أربعينيات القرن الماضي، لكنه ينتشر الآن في

أمريكا اللاتينية.

واكتشف فيروس «زيكا» لأول مرة في ضاحية القردة عام 1947 في غابات زيكا بأوغندا، وسجلت أول حالة إصابة بشرية في نيجيريا عام 1954، وعلى مدى عقود لم يكن الفيروس يمثل تهديدا كبيرا على صحة الإنسان، وتجاهله

المجتمع العلمي إلى حد كبير.

لكن البرازيل رصدت الحالات الأولى من الإصابة بالفيروس في مايو/ آيار 2015، ومنذ ذلك الحين، أصيب ما بين 500 ألف و 1.5 مليون شخص بالفيروس في البرازيل حتى الآن، وانتشر الفيروس بعد ذلك إلى أكثر من 20 دولة في

المنطقة.

يقول خبراء منظمة الصحة، إن حدوث حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس أمر نادر، ومعظم حالات الإصابة لا تبدو عليها أية أعراض، ومن ثم يصعب فحصهم، لكن من بين الأعراض التي تم رصدها ارتفاع متوسط في درجة الحرارة،

والتهاب في العين، والصداع، وآلام المفاصل، وحكة في الجلد.

وأضافوا أن هناك أدلة متزايدة على وجود صلة بين الفيروس وصغر حجم الرأس، الذي يؤدي إلى ولادة الرضع برؤوس صغيرة.

وأشاروا إلى أن الأعراض لدى البالغين والأطفال تكون مماثلة لأعراض حمى الضنك، لكن أقل حدة بصفة عامة، بما في ذلك آلام تشبه الأنفلونزا، والتهاب العينين والطفح الجلدي، بالرغم من أن البعض لا تظهر عليه أية أعراض على

الإطلاق.

ومن أبرز أعراض المرض، صغر حجم الرأس عند المواليد عن الطبيعي، وينتج هذا عادة عن توقف المخ عن النمو بمعدل طبيعي، لذلك حذرت السلطات الصحية في أكثر من دولة بأمريكا اللاتينية ودول الكاريبي النساء من خطورة الحمل

في الوقت الحالي بسبب مخاوف زيادة تشوهات الأطفال جراء الإصابة بفيروس «زيكا».

لا يوجد علاج لفيروس «زيكا» حتى الآن، وهناك محاولات بقيادة علماء في كلية الطب بجامعة تكساس الأمريكية، لإنتاج لقاح للفيروس.

وزار الباحثون الأمريكيون البرازيل لإجراء أبحاث وجمع عينات، ويعملون الآن على تحليلها بمختبرات في ولاية تكساس الأمريكية.

وقال العلماء إن مصل الوقاية من الفيروس قد يكون جاهزا للاختبار في غضون عامين، لكن الأمر قد يستغرق عقدا من الزمان لكي يكون متاحا للاستخدام.

ولحين ظهور أمصال للفيروس، يركز خبراء الصحة إلى طرق الوقاية من الفيروس.

وبحسب خبراء الأمراض المعدية لدى المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، فإن الطريقة الوحيدة لمواجهة الفيروس هي تطهير المياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض، والوقاية من لدغات البعوض.

وأضافوا أن طرق المواجهة تتم باستخدام دهانات طاردة للبعوض، وارتداء أكمام طويلة، ووقاية المنزل من البعوض عبر تركيب الأبواب والنوافذ المحكمة الإقفال فضلا عن الشبكات السلكية للنوافذ التي تحمي من دخول البعوض.

وحذروا أيضا من النباتات الموضوعة في الأواني، بالإضافة إلى المسابح والترع والمصارف، لأن الماء بيئة تكاثر مثالية بالنسبة للبعوض، حما حذروا من تجنب السفر إلى أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي قدر الإمكان.

وكان  المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» لشرق المتوسط الدكتور «علاء الدين العلوان» دعا دول شرق المتوسط للعمل واتخاذ خطوات للوقاية لمواجهة فيروس «زيكا» في ظل انتشاره في الأمريكتين وظهوره في 24 بلدا.

وحث «العلوان» في بيان له، الأحد الماضي، دول إقليم شرق المتوسط على تعزيز المراقبة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس «زيكا» خاصة بين المسافرين العائدين من الدول التي ينتشر فيها الفيروس حاليا.

ولفت إلى أن فيروس «زيكا» ينتشر بواسطة البعوض الزاعج وهو النوع نفسه من البعوض الذي ينقل حمى الضنك والحمى الصفراء وحمى التشيكونغونيا.

ونوه إلى أنه لم يبلغ عن حالات إصابة بالفيروس حتى الآن في إقليمنا غير أن هذا النوع من البعوض موجود في العديد من البلدان هنا لذلك ينبغي على قادة الحكومات اتخاذ خطوات لمنع الفيروس من الانتشار.

وتعمل «منظمة الصحة العالمية» على مستوى العالم لدعم البلدان التي اكتشف فيها المرض وللمساعدة في فهم أي علاقة محتملة بين الفيروس والعيوب الخلقية وللحد من الانتشار الدولي للمرض والمساعدة في الإسراع بتطوير لقاح أو علاج له.

ولم تصدر المنظمة أي توصية حاليا بفرض أي قيود على السفر أو التجارة ولكن سينظر في هذا القرار دوريا لأن الوضع يختلف بين بلد وآخر.

المصدر | الأناضول + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فيروس زيكا العالم منظمة الصحة العالمية

«الصحة العالمية» تدعو دول شرق المتوسط لاتخاذ خطوات لمواجهة فيروس «زيكا»

«الصحة الإماراتية»: البلاد خالية من فيروس «زيكا» واحتمالات وصوله ضعيفة

«الفالح»: لم نسجل أي انتقال لفيروس «زيكا» إلى السعودية

«الصحة» السعودية: فيروس «زيكا» «مزيكا إعلامية» و«حمى الضنك» أولى بالاهتمام

‏القاهرة: بعوضة «زيكا» لا تستوطن مصر لأنها تعيش على المياه النظيفة

«الصحة السعودية»: البعوضة الناقلة لفيروس «زيكا» موجودة في المملكة

«الصحة السعودية»: وجود بعوضة «زيكا» في المملكة لا يعني ظهور المرض

ترتيبات خليجية لمكافحة فيروس «زيكا» ومنع وصوله إلى المنطقة