في الوقت الذي أُجلت فيه مباحثات السلام السورية في جنيف إلى الـ 25 من الشهر الجاري، تصعّد قوات النظام السوري معركة محاصرة حلب لتجويعها بمساعدة واسعة من الطيران الروسي، وهو ما تبعه من موجة لجوء غير مسبوقة هربا من القصف في حلب، طالب عدد من المفكرين والمثقفين المملكة العربية السعودية بتحالف سعودي خليجي تركي للتدخل في سوريا، مؤكدين وجود تواطؤ غربي مع مخطط روسيا، مشددين على أنه في حال سقوط حلب سيدفع الجميع ثمن الخذلان.
الكاتب الصحفي السعودي الشهير مدير عام قناة العرب الفضائية «جمال خاشقجي»، طالب المملكة بسرعة التحرك بعدما ساءت الأوضاع في حلب وتراجع الثوار تحت قصف روسي لا يتوقف حيث سجل 200 غارة روسية أمس فقط، دون أي إمدادات للمجاهدين في حلب.
وقال «خاشقجي» في تغريدة له على «تويتر»: «اقتربت ساعة الحقيقة، فهل بقي شك في حتمية التحالف السعودي الخليجي التركي ؟ هل في المنطقة غيرهم يرفض طائفية إيران ومشروعها وتحالفها مع الروس؟».
وأكد «خاشقجي» أن «السوريون في جبهات حلب يواجهون غزوا أجنبيا بمعنى الكلمة، مليشيا شيعية أفغانية وإيرانية وعراقية وروس وقليل من سوريي النظام يعملون كمرشدين» .
الأمر ذاته طالب به الأكاديمي والباحث السعودي «محمد الحضيف» مشددا في تغريدة له عبر تويتر أنه «لن يثني روسيا عن جرائمها في سوريا..إلا عمل (خارج) مايسمى (التوافق) الدولي»، مؤكدا أن «هناك تواطؤ غربي مع مخطط روسيا..بتصفية الثورة، المهددون بالخطر»، مطالبا الدول العربية بالتحرك.
وتساءل «الحضيف»: «أيهما أخطرعلى الأمن القومي للسعودية وتركيا: ترك روسيا تنفذ مخططها في سوريا..بهزيمة الثوار،أو بإقامة دولة علوية، أو مواجهتها وإفشال المخطط؟».
أما المفكر الموريتاني «محمد مختار الشنقيطي» فأكد أن انتصار إيران خسارة كبيرة لدول الخليج قائلا في تغريدة له «إذا حققت إيران طموحها في كسر الثورة السورية فسترى ميليشياتها تجوس خلال الديار في دول الخليج وتشعل تركيا من الداخل»، مؤكدا «سيدفع الجميع ثمن الخذلان».
وفي إشارة إلى تصريحات العميد «أحمد عسيري» المتحدث باسم قوات التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية باستعداد المملكة للتدخل البري في سوريا، قال «الشنقيطي» «من لم يتدخل لوقف الإبادة التي تمارسها روسيا وإيران وحزب الله والأسد ضد الشعب السوري، فالأوْلى أن يكف عليه لسانه ويستتر».
من جهته، طالب المؤرخ «بشير نافع» السوريين بالثبات قائلا «أيها السوريون البواسل، اثبتوا، فوالله لا يلومنكم إلا خوار، فقد قاتلتم كما ينبغي للشعوب المزروعة في الحق والتاريخ أن تقاتل، والحرب سجال».
وأضاف «ما تشهده سوريا لا يمكن وصفه سوى بالخذلان، خذلان العرب والمسلمين، أنظمة وشعوبا، للشعب السوري الباسل، ولثورته وتضحياته».
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا»، أعلن الأربعاء، تعليق مباحثات السلام السورية في جنيف حتى 25 فبراير/شباط الجاري.
وقال «دي ميستورا» إن المحادثات لم تفشل لكنها تحتاج إلى مساعدة عاجلة من داعميها الدوليين خاصة الولايات المتحدة وروسيا.
وحملت السعودية وتركيا والولايات المتحدة النظام السوري وروسيا مسؤولية تعليق المفاوضات.