بدأت قوات النظام السوري وحشد المليشيات الشيعية وبدعم جوي روسي كبير، عملية عسكرية برية واسعة، فجر الإثنين، في ريف حلب الشمالي. وتمكنت القوات المهاجمة من التقدم لتسيطر على قرى وبلدات تل جبين ودوير الزيتون ومعرستة الجهاد، بالإضافة إلى عدد من المواقع المتقدمة التي كانت تتمركز فيها المعارضة، إلى الشرق من حيان وحردتنين.
ونشرت قناة العالم الإيرانية فيديو لما قالت أنها دبابة روسية (تي-90) تشارك في العمليات، وهو ما قد يعتبر إشارة على تلقي قوات النظام دعما بريا روسيا.
وتسعى قوات الأسد لفك حصار بلدتي «نبل» و«الزهراء»، المواليتان للنظام، لتتمكن من فرض حصار كامل على أحياء حلب الخاضعة للمعارضة المسلحة، إلى جانب بعض المدن التي دخلت مع هذه الأحياء في الحصار، مثل عندان وحريتان وكفر حمرة.
وسبق أن شنت قوات النظام حملة مشابهة العام الماضي، وانتزعت ذات القرى التي سيطرت عليها اليوم، لكن فصائل المعارضة استعادت ما خسرته وأفشلت مخططات النظام آنذاك.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) أن 16 قتيلا سقطوا خلال الساعات الـ24 الماضية في صفوف «قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية»، فيما قتل من «الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)» ما لا يقل عن 23 عنصرا قضوا في اشتباكات وغارات جوية وضربات صاروخية ومدفعية مهدت لتقدم النظام في ريف حلب الشمالي.
ولفت المرصد أيضا إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا بينهم 5 مواطنات واثنان من متطوعي الهلال الأحمر جراء قصف لطائرات حربية استهدف عندان وقرية الطامورة ومناطق أخرى في ريف حلب الشمالي.
وعرضت قناة الجزيرة الفضائية تقرير أكد «نزوح أكثر من 5 آلاف عائلة سورية بريف حلب بعد الهجوم الذي شنه جيش النظام».
المعارضة السورية تطالب بإجراء دولي لوقف قصف حلب
وبينما تلتهب حلب بنيران النظام والطيران الروسي تشهد أروقة الأمم المتحدة برودا دبلوماسيا ولقاءات لا تزال تراوح مكانها، ما جعل الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في المحادثات التي تستضيفها جنيف بهدف إيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية تدين قيام القوات الحكومية السورية وبدعم من الضربات الجوية الروسية بالتقدم نحو خطوط الإمداد الرئيسية لمسلحي المعارضة في مدينة حلب، وتطالب في بيان لها الثلاثاء بـ«إجراء واضح وفوري من جانب المجتمع الدولي» في هذا الصدد.
وقالت اللجنة: «من خلال هذا الإجراء فقط، سيمكن الاستمرار في العملية السياسية»، مضيفة أن قراراتها «سوف تعتمد على ما سيحدث في هذا الشأن».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن الطيران الحربي الروسي الذي يدعم القوات السورية، قد نفذ نحو 320 ضربة جوية منذ يوم الاثنين الماضي.
نشطاء يدينون
قصف حلب أشعل صفحات التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء ومثقفون بإجراء دولي واضح لوقف هذا العدوان، مؤكدين أن سقوط حلب فضيحة للدول المعروفة بأصدقاء الشعب السوري.
الكاتب والمحلل السياسي محمد مختار الشنقيطي قال «إذا استطاعت قوات الأسد وإيران إحكام حصار حلب فسيكون ذلك ضربة موجعة للثورة السورية وفضيحة مدوية للدول المعروفة - رياء - بأصدقاء الشعب السوري».
أما الكاتب الصحفي السوري بسام جعارة فقلل من خطر الضربات الجوية على حلب قائلا «عندما بدأت الثورة كانت سوريا محتلة من بحرها إلى باديتها ولم يكن شعبنا يملك السلاح ولم نستسلم، الأهم الأن هو أن لا يعم الذعر واليأس لأن روسيا ومن معها تحتاج إلى 100 سنة للتمكن من احتلال أرضنا».
بدوره قال الشاعر السوري« أنس الدغيم» «حلب في خطر فعلى المبادرات أن تنصرف إلى التوحّد على الجبهات لا إلى تأهيل الفاشلين و المزاودات .#يا_قادة_الفصائل_اعتصموا».
وكان وفد المعارضة السورية قد رفض أمس الثلاثاء الاجتماع مع «دي ميستورا»، مصرا على تحقيق مطالب في المجال الإنساني حددها في 3 نقاط هي: «رفع الحصار عن بلدات، والإفراج عن معتقلين، ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي ومن قبل النظام».