"أنت مالك.. حشري صحيح"، هكذا رد علاء نجل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك (أطاحت به ثورة شعبية في 2011)، على تصريحات المنسق العام للحوار الوطني ضياء رشوان، التي تساءل فيها عن مدى إمكانية ترشح جمال مبارك لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024 في مصر، وهو ما أثار موجة من الجدل بين الناشطين.

كانت البداية من رد رشوان، على سؤال حول ترشح بعض الأسماء الصادرة بحقهم أحكام جنائية نهائية باتة، وقال إنها مسألة تفحصها الهيئة العليا للانتخابات، مشيرا إلى رفض الدستور خوض الانتخابات لمن صدر بحقه أحكام جنائية، وإن رد إليه الاعتبار.

كما رد رشوان، وهو نقيب الصحفيين السابق ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات (حكومية)، على تساؤل طرح بشأن نية جمال مبارك الترشح للانتخابات المقبلة، متسائلا: "لماذا لا يعلن السيد جمال مبارك الترشح إن كان يريد الترشح ليحسم الشعب أمره؟"، موجها حديثه إليه: "أنت عايز تترشح؟! يا ريت تعلن لنا".

إلا أن الرد جاء من علاء، الشقيق الأكبر لجمال مبارك، حين غرد عبر حسابه بموقع "تويتر"، وقال: "وأنت مالك.. عايز ولا مش عايز.. أما حشري صحيح.. حاجة متخصكش.. ومالك ومال الشعب".

إلا أنه حذف التغريدة لاحقا.

كما تفاعل علاء مبارك أيضا مع مغرد آخر، نشر شروط الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عبر حسابه بـ"تويتر"، ومنها "ألا يكون حُكم عليه في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو كان قد رُد إليه اعتباره"، معلقا عليها بقوله: "ههههه جهزوا لها تخريجة فعايزين يخلصوا بسرعة".

فرد علاء مبارك عليه قائلا: "هو في فقرة ناقصة عشان تبقى محبوكة كويس (ألا يكون اسمه جمال)".

قبل أن يحذف تغريدته الثانية أيضا.

ودعا ناشطون إلى التعامل مع تصريحات رشوان بجدية، باعتبارها أول اعتراف رسمي من النظام بإمكانية حدوث هذه الخطوة.

وأثار هذا الجدال تفاعلا واسعا بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لرشوان، ومؤيد لعلاء.

 

https://twitter.com/hQqG1a5zJR64jbb/status/1680672780797333507

 

https://twitter.com/MagdiNasrM/status/1680724604199862273

بينما لفت ناشطون إلى أن ما حدث مسرحية تخدم النظام الحالي، لافتين إلى أن جدلا قانونيا حول ترشح جمال مبارك، لن يستطيع أحد التوصل إلى نهايته.

وسبق أن أثار علاء مبارك، الجدل بعدما رد على تغريدة زعمت منع شقيقه جمال، من الترشح بالانتخابات الرئاسية حتى العام 2030، قلل فيها قبل أن يحذفها: "نفسي أعرف مين البهيم اللي قال لحضرتك المعلومة دي 2030.. معلومة غير صحيحة.. آسف".

وكان جمال يعتبر وريث أبيه مبارك، حتى الإطاحة بالأخير في الثورة المصرية، والتي كان أحد أبرز أهدافها إسقاط مشروع التوريث.

وحسب التعديلات الدستورية التي أقرها مجلس النواب المصري في 2019، تنتهي الفترة الرئاسية الحالية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في عام 2024، بدلا من 2022، ويحقق له الترشح لفترة رئاسية ثالثة مدتها 6 سنوات.

وفي فبراير/شباط من العام الماضي، كشف موقع "أفريكا إنتليجنس" الاستخباري، أن جمال مبارك، يسعى لمنافسة السيسي في الانتخابات، لافتا إلى أنه التقى السفير الأمريكي في مصر چوناثان كوهين؛ للتباحث حول هذا الأمر.

ووفق التقرير، فإن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر حاليا، غذّت طموح جمال للوصول لمنصب الرئيس.

وقال الموقع الاستخباري، إن لقاء مبارك مع سفير الولايات المتحدة، الحليف القوي لمصر؛ كان بهدف الاطمئنان على استمرار المساعدة العسكرية الأمريكية للقاهرة، والتي تبلغ قيمتها 1.17 مليار دولار، إذا ترشح للرئاسة، لما له من أثر في ضمان دعم الجيش المصري له.

والعام الماضي، رفعت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على عائلة مبارك، فأنهت بذلك إجراءات التجميد لأصولهم والحظر الذي كان مفروضاً على دخول مواطني الاتحاد الأوروبي في معاملات مالية مع المقربين من الرئيس الراحل.

عقب ذلك، ظهر جمال مبارك بخطاب في صورة زعيم، وتحدث لعدة دقائق باللغة الإنجليزية بلهجة موجهة للغرب، وهو ما فسره البعض برغبته في العودة لتصدر المشهد السياسي.

وخلال الفيديو، تحدث جمال في سابقة هي الأولى منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بوالده، عما سمته أسرته "الاختتام الناجح لجميع الإجراءات القضائية الدولية الخاصة بالأسرة".

جاء قرار الاتحاد بعد أكثر من عقد من انتفاضة عام 2011، التي أطاحت بالرئيس الراحل من منصبه، وطوى بذلك صفحة أخرى على الثورة المجهضة.

ولاحقا، سافر جمال مبارك إلى أبوظبي لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد، في سفر هو الأول له إلى خارج البلاد، منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

كما أجرى جولة عامة منظمة بعناية، خلال جنازة فريد الديب، محامي عائلة مبارك، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد أثار ذلك غضب السيسي بطبيعة الحال، وفق التقرير.