فجر مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة في اليمن، أمس السبت، مقر قوات الأمن المركزي، في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بعد تلغيمه بالكامل.
وبحسب مصادر محلية لصحيفة «الحياة»، فإن المسلحين فجروا مقر قوات الأمن المركزي، بعد يومين من مقتل القيادي البارز في التنظيم «جلال بلعيدي» في غارة أمريكية بدون طيار.
وكان منتسبون لتنظيم «القاعدة»، أعلنوا مدينة زنجبار قبل يومين «إمارة إسلامية»، قبل أن ينعوا قائده «بلعيدي» في بيان بثه على حسابات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وكانت القاعدة قد سيطرت منتصف شهر مارس/آذار 2011م، على مدينتي «جعار» و«زنجبار» وباقي مدن محافظة أبين، وأعلنتها إمارة إسلامية، قبل أن يتم طردها منها، بعد معارك دامت لعام كامل مع وحدات من الجيش اليمني مطلع يونيو/حزيران 2012م، في الوقت الذي استعاد فيها التنظيم مرة أخرى المدينتين في ديسمبر/ كانون الأول 2015.
من جهة أخرى، امتدت غارات التحالف إلى مواقع المتمردين وتعزيزاتهم في ضواحي صنعاء في منطقتي نهم وسنحان وفي محافظات صعدة وحجة وتعز بالتزامن مع معارك الكر والفر التي تخوضها قوات الشرعية في جبهات تعز والضالع وشمال غربي محافظة حجة في مديريتي حرض وميدي.
وأكدت مصادر المقاومة والجيش، أن قواتهما اقتربت من السيطرة على منطقة مسورة، في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، وأفشلت محاولات الحوثيين وقواتهم للالتفاف على المواقع المحررة في جبال نهم ومنطقة الفرضة الإستراتيجية، وشرق وادي ملح من جهة منطقتي بني فرج والمجاوحة المجاورة لجبل وصت.
في الوقت الذي كثف الانقلابيون في صنعاء، ومحيطها إجراءات الأمن ونشر نقاط التفتيش وشن حملات الاعتقال في صفوف الناشطين ورجال القبائل المناوئين لهم، كما واصلوا قصف الأحياء السكنية والقرى في محافظة تعز وشمال محافظة الضالع بصواريخ «كاتويشا» والمدفعية الثقيلة في ظل تقدم مستمر لقوات الشرعية في الجبهة الجنوبية والجنوبية الشرقية لتعز.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، منذ انقلاب نفذوه مع قوات موالية للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، في سبتمبر/أيلول 2014، ويقومون بين وقت وآخر بضرب الحدود السعودية.
ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية والرئيس اليمني، «عبدربه منصور هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء الانقلاب، حيث تمكن من تحقيق بعض الانتصارات على الأرض من خلال مساندة قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية.
على صعيد منفصل، أفاد مصدر أمني في عدن بأن مسلحين مجهولين اغتالوا ضابطاً في «جهاز الأمن السياسي»، يدعى «عمار ثابت» أثناء خروجه من منزله في مدينة الشعب بمديرية البريقة.
وأضاف أن «المسلحين لاذوا بالفرار عقب إصابة الضابط برصاصتين في الرأس ما أدى إلى وفاته متأثراً بجراحه في المستشفى».
وكثر الحديث في الفترة الماضية عن تطبيق خطة أمنية في عدن، التي أعلنتها الحكومة اليمنية مطلع مارس/آذار 2015 عاصمة مؤقتة لليمن، إلا أن سيناريو الاغتيالات والتفجيرات لازال مستمرا، في ظل عجز السلطات الأمنية عن وضع حد لعجلة المشكلة التي تؤرق حياة معظم سكان المدينة.
وتشهد عدن سلسلة من الحوادث الأمنية منذ استعادت القوات الموالية للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» السيطرة الكاملة عليها في يوليو/تموز الماضي، بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية الذي ينفذ عمليات ضد المتمردين «الحوثيين» وحلفائهم.
وتعاني المدينة وضعا أمنيا هشا وتناميا لنفوذ الجماعات المسلحة، وبينها مجموعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية».