فورين بوليسي: انخفاض أسعار النفط لغز في ظل اشتداد الحروب والقلاقل العالمية

الاثنين 15 سبتمبر 2014 09:09 ص

قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن انخفاض أسعار النفط عالميا رغم أن العالم يقف علي فوهة بركان، يشكل لغزا كبيرا، لأن الحروب المنتشرة في أنحاء كثيرة من العالم والتحالف الدولي للحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، وانهيار الأوضاع في دول مثل اليمن وشرق أفريقيا المفترض أن تشى كلها بارتفاع جنوني للأسعار واشتداد الطلب علي النفط، إلا أن هناك غزارة بالإنتاج ووفرة من النفط في الأسواق أدت لانخفاض أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية حتي أن «خام برنت» الشهير انخفض لحوالي 97 دولارا للبرميل الخميس 11 سبتمبر/أيلول، و«خام غرب تكساس» المتداولة في نيويورك، مهدد بالانخفاض إلى 80 دولار للبرميل.

المجلة استغربت في تقرير لها تحت عنوان «انفجار دولي ولازال النفط رخيصا» قالت: إنه «انفجار الأزمات الجيوسياسية في العديد من مناطق الإنتاج ولكن منتجو النفط لا يزالون يضخون أكثر مما يحتاجه العالم بما فيهم السعودية التي كانت تسارع لترتيب الأوضاع مع دول النفط لتقليص الإنتاج ورفع السعر».

وكتب «كيث جونسون» الخميس 11 سبتمبر/أيلول 2014 يقول: «Iraq Is in Flames. Russia Is on the March. So Why Are Oil Prices Falling?»، أي «العراق علي نار وروسيا علي موعد مع مارس «حرب عقوبات مع أوروبا».. إذن لماذا هبوط أسعار النفط؟»، وينبه لأنه رغم أن العالم يعيش علي بركان، إلا أن أسعار النفط تنخفض علي عكس السوق الذي تشهد فيه الأسعار ارتفاعا مع أجواء التوتر والحروب.

فهناك مجموعة إرهابية إسلامية -يقصد «الدولة الإسلامية»- أشعلت النار في منطقة الشرق الأوسط، و«البيت الأبيض» يستعد لمعركة أخرى في العراق، وروسيا وأوروبا لا يزالون يتداولون العقوبات، واليمن ينهار وشمال أفريقيا تعاني من الفوضى، وكأن ذلك لم يكن كافيا، والحمى القاتلة «إيبولا» تنتشر بشكل كبير في أفريقيا، ومع هذا لا يزال هبوط أسعار النفط مستمرا ووصل الآن لأدنى مستوياته مقارنة بالعام الماضي.

وقال: إن «الأسواق ليست مجنونة مثل الحروب والتوترات السائدة، فالعرض والطلب علي النفط قليل، واقتصاديات دول كثيرة في العالم، وخاصة في آسيا، وصلت إلى طريق مسدود، أدى إلى تراجع النمو في الطلب على النفط وصولا إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ الكساد العظيم».

والأغرب أنه رغم هذا، حافظ منتجو النفط علي استمرار ضخ نفس الكميات الكبيرة من النفط، وأضافت الولايات المتحدة أكثر من 3 ملايين برميل يوميا في السنوات الثلاث الماضية، ومنتجو «أوبك» يعملون بكامل طاقتهم وحتى ليبيا، التي لا تملك حتى حكومة فعلية والمملكة العربية السعودية، التي كانت بمثابة صوت العقل للحفاظ على أسواق النفط أكثر أو أقل توازنا، لم يتحرك أحد، والسعودية قلت العرض في مناطق ولكنها زادته في مناطق أخري.

والنتيجة وفرة من النفط دفع بانخفاض أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية ويهدد بانخفاض أجود الأنواع إلي 80 دولارا للبرميل بعدما وصلت إلي 116 دولارا.

ويقول «كيث جونسون» أنه «إذا كان هناك أي وقت مضى في عالم الجيوسياسية وقت ما ينبغي فيه رفع أسعار النفط، فإنه هو الوقت الراهن»، وينقل عن «دانيال يرغين»، نائب رئيس استشارات الطاقة «IHS» قوله: «ولكن ماذا تقول والقوي الأساسية في السوق الآن لا يهمها سوي الفوز لا الربح».

ويقول: «بدلا من السؤال لماذا تتراجع أسعار النفط ونعتبره خطأ في العالم، يكون من المنطقي أكثر أن نسأل ما إذا كان تراكم جميع المشاكل في العالم هي الشيء الوحيد الذي حفظ أسعار النفط الخام من الانهيار».

ويعدد مظاهر الانكماش الاقتصادي التي كان من الممكن أن تدفع الأسعار للانهيار أكثر فيقول «إن هناك انكماش مروع في اليابان بلغ 7% في الناتج المحلي الإجمالي والاقتصاديات الآسيوية الأخرى لا تزال تضغط علي فرامل عدم الانزلاق، والصين خفضت طلبها علي النفط سنويا، وأوروبا لا تساعد علي تجاوز الهبوط بتصعيدها مع روسيا، والطلب على النفط في الولايات المتحدة أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية».

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية «EIA» أن تبقى الأسعار دون 100 دولار للبرميل حتى في العقد القادم عندما يحدث انتعاش في الأسعار، ولذلك خفضت تقديراتها لأسعار الخام العالية الكفاءة من 165 دولارا للبرميل عام 2014 إلي 141 دولارا فقط، وتري أنه إذا استمر النمو الاقتصادي العالمي بطيئا، سوف تظل أسعار النفط ثابتة عند 75 دولارا للبرميل لعقود قادمة.

وتقول «فورين بوليسي» أن انخفاض أسعار النفط لا يضر المنتجين فقط مثل السعودية والعراق وإيران وروسيا ونيجيريا، ولكنه يضر كردستان واسكتلندا، الذين يأملون –بعد استقلالهم– في تحويل الذهب الأسود لديهم إلي ثروة تقود الدولة الحديثة المستقلة.

بل وربما يحدد هذا أحلام اسكتلندا في الاستقلال عن المملكة المتحدة في استفتاء 18 سبتمبر/أيلول الجاري، وقد يتوقف الأمر كليا تقريبا على مسألة: «كم تبقى من احتياطي النفط في بحر الشمال ؟وكم سوف يجلب؟».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نواب كويتيون يرفضون توجه الحكومة لرفع أسعار البنزين والكهرباء

نزيف النفط الكويتي مستمر.. سعر البرميل يهبط إلى 85.30 دولارا

«الكهرباء الكويتية»: لدينا 242 مليون دينار في ذمة المستهلكين

غروب شمس هيمنة «أوبك» في عهد جديد من انخفاض أسعار النفط

«التليجراف»: السعودية تخوض مغامرة غير مأمونة بخفض أسعار النفط

«فورين أفيرز» : لعبة النفط الخطرة .. لماذا تصر السعودية على خفض الأسعار؟

ما الذي يمكن أن تتعلمه الولايات المتحدة من سوق النفط؟