رويترز: تقدم الأكراد في سوريا يفرق بين أمريكا وتركيا

الأربعاء 17 فبراير 2016 03:02 ص

أثار ما حققه المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة من تقدم سريع في شمال سوريا بالاستفادة من غارات القصف الجوي الروسي للسيطرة على مناطق قرب الحدود التركية حنق أنقرة وهدد بدق إسفين بين أعضاء حلف شمال الأطلسي.

ومنذ فترة طويلة ترى واشنطن في حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب أفضل فرصة متاحة لها في المعركة مع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وأدى هذا إلى انزعاج تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي تعتبر هذه الجماعة إرهابية وتخشى أن تثير مزيدا من القلاقل بين الأقلية الكردية في تركيا نفسها.

وأصبح الجيش السوري على مسافة 25 كيلومترا فقط من الحدود التركية ويقول إنه يهدف لإغلاقها بالكامل ليقطع بذلك شريان الحياة الرئيسي الممتد إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة واستعاد مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية قبل الحرب.

وقال «متين جورجان» الذي يعمل محللا أمنيا مستقلا بعد تقاعده من الجيش التركي «الآن هذه هي معضلة وحدات حماية الشعب. هل ستستمر مع أمريكا أم مع روسيا؟ وستؤثر عواقب هذا الخيار الاستراتيجي على مستقبل سوريا بالإضافة إلى الاشتباكات المستمرة في تركيا».

وقد قصفت تركيا مواقع وحدات حماية الشعب داخل الأراضي السورية على مدى أربعة أيام متتالية. لكن واشنطن حثت أنقرة على وقف القصف.

وترى تركيا إن وحدات حماية الشعب تمثل امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي خاض معارك في السنوات الثلاثين الماضية من أجل انفصال جنوب شرق البلاد الذي يغلب عليه الأكراد. وانتقدت تركيا الولايات المتحدة مرارا لموقفها وقالت إن واشنطن يجب أن تعتبر الأكراد السوريين إرهابيون كما هو الحال مع حزب العمال الكردستاني وأن تتوقف عن دعمهم.

وتعهد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو هذا الاسبوع بمنع وحدات حماية الشعب من توسيع منطقتهم وقال «روسيا تستخدم هذه الأداة لوضع تركيا في وضع صعب».

وتدهورت علاقة تركيا بأكراد سوريا ووصلت إلى أدنى مستوياتها في نهاية عام 2014 عندما حاصر مقاتلو الدولة الإسلامية مدينة كوباني ذات الأغلبية الكردية على الحدود التركية لأربعة أشهر في حين كانت الدبابات التركية تراقب الوضع من التلال المحيطة.

وسمحت تركيا لقوات البشمركة الكردية العراقية بالمرور عبر أراضيها للمساعدة في الدفاع عن المدينة. لكن عدم تدخلها مباشرة لدعم وحدات حماية الشعب الكردية حتى بعد تنفيذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية أثار غضب الأكراد في كل من سوريا وتركيا.

ولم تشرح وحدات حماية الشعب الكردية السورية هدف أحدث تقدم لها. لكن مصدرا قال لرويترز يوم 28 يناير كانون الثاني إنها تخطط للاستيلاء على منطقة حدودية تسيطر عليها الدولة الإسلامية إلى الشرق من أعزاز وهي الجزء الوحيد من الحدود الذي لا يزال في قبضة التنظيم المتشدد.

وقال المحلل جورجان «تسعى وحدات حماية الشعب الكردية للتقدم حتى أبعد مدى ممكن... وتركز الآن على تحقيق الاستفادة القصوى من قوتها الدافعة. هذا وضع الولايات المتحدة في موقف سيء للغاية».

  كلمات مفتاحية

أكراد سوريا أمريكا تركيا روسيا الحدود التركية حلف شمال الأطلسي حزب الاتحاد الديمقراطي وحدات حماية الشعب الكردية الدولة الاسلامية

حسابات المخاطر والتحديات: آفاق التدخل العسكري التركي في شمال سوريا

«بروكنغز»: هل يمكن للولايات المتحدة وأوروبا ترويض الجموح الروسي في حلب؟

الأكراد يسيطرون على مطار منغ العسكري في حلب

خيانة «أوباما» الكارثية: البيت الأبيض يهدي الانتصارات لـ«الأسد» وروسيا وإيران

تركيا تقصف «العمال الكردستاني» بالعراق للمرة الأولى منذ 2013

أمريكا تؤكد رفضها الحكم الذاتي للأكراد و تؤكد: لا مكان لـ«الأسد» في سوريا

الأكراد يتجهون لإعلان نظام فيدرالي في مناطق نفوذهم شمالي سوريا

أمريكا تعارض إقامة جيب كردي في سوريا وتصر على رحيل «الأسد»

الأكراد يعلنون نظاما فيدراليا في مناطق سيطرتهم شمالي سوريا

الأكراد السوريون يفتتحون مكتبا تمثيليا في باريس

تحولات السياسة التركية: هل تقبل أنقرة بدور للأكراد في حرب «الدولة الإسلامية»؟

المسألة الكردية.. مقترح لمبادرة قَطرية لدعم تركيا