عبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن استعداد بلاده لقبول إقامة دولة فلسطينية "حتى لو كانت منزوعة السلاح"، وهو الاقتراح الذي أثار غضبا ورفضا واسعين، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال السيسي قد أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسي وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، وبلجيكا ألكسندر دي كرو، في القاهرة، الجمعة: "مستعدون لتكون (الدولة الفلسطينية) منزوعة السلاح، مع وجود قوات من (الناتو) أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية لتحقيق الأمن لكلا الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية".
وأشار إلى أن "مسار حل الدولتين فكرة استنفدت على مدار 30 سنة ولم تحقق الكثير"، داعياً إلى "الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
تصريحات السيسي ربما تكون الأكثر تفصيلاً بشأن ملامح "الدولة الفلسطينية المأمولة"، التي تتجاوز التعبيرات المعتادة في الخطاب الرسمي المصري، الذي غالباً ما يركز على أن تكون تلك الدولة على حدود "الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، لكنها ربما تكون المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس المصري عن تفصيلات بشأن ملامح مقترحة لتلك الدولة الفلسطينية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطرح السيسي فكرته، ففي 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعد نحو 11 يوما من عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها حركة حماس، بمنطقة غلاف غزة، طرح السيسي في خطاب، فكرة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مع نشر قوات أجنبية أممية أو تابعة للناتو.
الموقف المصري لم يكن هو الإشارة الأولى من نوعها في هذا الشأن، إذ تناقلت تقارير فلسطينية وإسرائيلية قبل 5 أعوام، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) أبلغ أكاديميين إسرائيليين أنه "يوافق على دولة فلسطينية منزوعة السلاح".
وقال عباس لوفد أكاديمي، زاره في مكتبه برام الله، في أغسطس/آب 2018، إنه "يدعم دولة في حدود 1967 من دون جيش، أريد قوات شرطة غير مسلحة، مع هراوات وليس مسدسات".
وأضاف عباس، حسب تقارير صحفية لم تنفها السلطة الفلسطينية في حينه: "بدلاً من الطائرات الحربية والدبابات، أفضل بناء مدارس ومستشفيات، وتخصيص الأموال والموارد لمؤسسات اجتماعية بدلاً من الجيش".
ويبدو أن ذلك الموقف الفلسطيني لم يكن جديداً، إذ أكدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، أن عباس دعم فكرة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في مفاوضات السلام التي عقدتها معه بين عام 2013 و2014، خلال حكومة نتنياهو الثالثة، قبل أن تنهار تلك المفاوضات، التي توسط فيها وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري.
وحسب ليفني، فقد وافق عباس آنذاك على وجود قوات دولية، قد تكون من حلف شمال الأطلسي، على حدود الدولة الفلسطينية، كما وافق على اقتراحات بوجود أجهزة إنذار في مناطق حساسة، لكن نتنياهو رفض ذلك، وتمسك نتنياهو بوجود قوات إسرائيلية في المناطق الحدودية، ما أفشل المفاوضات آنذاك.
وقبل ذلك، تبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، في أكتوبر/تشرين الأول 2001، خطابا قال فيه إن "الدولة الفلسطينية التي قد يوافق على قيامها يجب أن تلبي ما أسماه احتياجات إسرائيل الأمنية وتكون منزوعة السلاح ويقوم الجيش الإسرائيلي بمراقبة حدودها".
ولا تلقى فكرة دولة منزوعة السلاح قبولاً لدى العديد من الفصائل الفلسطينية.
وسبق أن قال الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، عقب انتشار التقارير بشأن حديث الرئيس الفلسطيني عام 2018، إن "تصريحات عباس حول رغبته إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح هي تصريحات شخصية لا تمثل شعبنا الفلسطيني".
إلا أن حركة "فتح" أصدرت بياناً توضيحياً بشأن تصريحات الرئيس الفلسطيني، قالت فيه إن الهدف الحالي هو "إقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وليس الخوض في سباق تسلّح مع أحد".
وعاد طرح الدولة الفلسطينية "منزوعة السلاح"، للظهور مجدداً عام 2020، كخطةً بديلةً لصفقة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، أو ما شاع وصفها بـ"صفقة القرن"، وتبناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وحينها أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، عن تقديم "مقترح فلسطيني مكون من أربع صفحات ونصف الصفحة، ينص على قيام دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة ومنزوعة السلاح" إلى الرباعية الدولية، التي تضم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة الأميركية".
وعدَّ اشتية تلك الخطة "ضمن المساعي الفلسطينية لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية".
وأمام إعادة طرح الفكرة من جديد، عبر ناشطون عرب رفضهم لرؤية السيسي، لافتين إلى أنه تقضي على المقاومة الفلسطينية.
السيسي والدولة "منزوعة السلاح".
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) November 24, 2023
أنا لا أدري من أين جاء بشرط "منزوعة السلاح" للدولة الفلسطينية على حدود 67؟!
نعلم أنها وهْمٌ فقد قابليته للترويج بعدما أعلن العدو رفضها مرارا؛ بالقول وبالاستيطان والتهويد، لكننا نسأل عن إضافة شرط لم تنصّ عليه القرارات الدولية ولا "المبادرة العربية"!
منزوعة السلاح يعني منزوعة الكرامة والإرادة والأمان. يعني معسكر اعتقال مش دولة. منزوعة السلاح لصالح من؟؟
— Hitch هشام (@the___hitch) November 25, 2023
دولة فلسطسنية منزوعة السلاح
— مــنـِِـِـآر نصر الدين🇵🇸رحمه الله 🕊🇵🇸 (@manar1975) November 24, 2023
يعني تدمير المقاومة والقضاء عليها
والقادة العرب يريدون ذلك ومؤيديهم سيؤيدونهم ويجملون لهم قبيح ودميم
باختصار إسرائيل لن تقبل بوجود دولة فلسطينية لا كاملة السيادة ولا منزوعة السلاح
وما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالجـ.ـهاد
ياريت فخامة الرئيس السيسي يقول للرئيس عبد الفتاح " البواب" يجاوبنا على الأسئلة دي؟
— Osama Gaweesh (@osgaweesh) November 24, 2023
يعني ايه الدولة الفلسطينية الوليدة؟
يعني ايه دولة فلسطينية منزوعة السلاح؟
عاصمتها ايه؟
حدودها فين؟
سلاحها مع مين؟
مصير الفصائل ايه؟
هل اسرائيل هتكون منزوعة السلاح؟
هل المستوطنين هيسلموا سلاحهم؟… pic.twitter.com/7VjZewqNvf
وتساءل البعض عن جدوى هذه الدولة، في ظل تسليح كامل وعلى أعلى مستوى لدولة الاحتلال.
دولة منزوعة السلاح إلى جانب دولة عندها 200 رأس نووي.
— مكارم الأخلاق (الأقصى) (@Muslim4eternit1) November 24, 2023
أهم شيء أن تكون منزوعة السلاح؛ حتى يتجبر عليها في الوقت الذي يشاء، وفي الوقت الذي يخدم أسياده من الصهاينة ...؟!
— أبو بصير الطرطوسي، عبد المنعم مصطفى حليمة (@Abubaseer123) November 25, 2023
"كيف تعيش دولة منزوعة السلاح إلى جوار دولة مسلحة منزوعة الضمير"
— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) November 24, 2023
الفنان أحمد عز العرب
ندعو لدولة مصرية شريفة منزوعة السيسي الذي يدعو لدولة فلسطينية ذليلة منزوعة السلاح.
— يوسف الدموكي (@yousefaldomouky) November 24, 2023
بينما اتهم البعض السيسي بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، لافتين إلى أن مثل هذا القرار يمثل الفلسطينيين ولا أحد غيرهم.
من الذي يُعطي الحق للسيسي ليقول أنه يقبل بدولة فلسطينية "منزوعة السلاح"؟! طبعاً إلى جانب اسرائيل النووية!!!
— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) November 24, 2023
لماذا يُصمم بعض الزعماء العرب على فرض "الهزيمة" على الشعب الفلسطيني؟!
لماذا يحاول هذا البعض أن يُكرر النكبة من جديد عبر فرض الهيمنة الصهيونية على شعبنا..
إن كنتم عاجزين… https://t.co/rVsmoO9Ktn
#السيسي: "مستعدين أن تبقى هذه الدولة منزوعة السلاح"!
— محمد المدهون (@mohamed_mdn) November 24, 2023
طيب … عزيزي السيسي .. أنت احكم على قرار فتح واغلاق معبر #رفح والسيادة عليه وبعدها بنرد عليك بخصوص نزع سلاح مقاومتنا!! pic.twitter.com/UPZTtjNQSR
فاض الكيل، فاض الكيل عند هذا الحد
— حياة اليماني 🔻🦌🇵🇸 (@HaYatElYaMaNi) November 24, 2023
لم يكتف السيسي بارتكاب جريمة المشاركة في حصار قطاع غزة انصياعاً لقرار الاحتلال المعلن، وتقزيماً لمصر و قيمتها، بل هو الآن يقول نقبل بدولة فلسطينية وليدة منزوعة السلاح! من أنت لتقبل أو ترفض؟ من أنت لتقرر لفلسطين من و كيف تكون؟
🔻 pic.twitter.com/9cNMaxayQ0
في تصريحات منزوعة الدسم والمنطق، وبعد التضحيات والآلام، السيسي يخرج ويطالب بفكرة دولة فلسطينية " منزوعة السلاح " وكأن تخاذله وغالبية العرب والمسلمين عن نصرة غزة لم تكفي حتى يخرج علينا بفكرة، لا أظنها دارت بذهن الصهاينة أنفسهم !
— د.عـبدالله العـمـادي (@Abdulla_Alamadi) November 24, 2023
من يده على الزناد هو من يقرر مستقبله
لا من خذله.. pic.twitter.com/AgPjWNBie5
بينما لفت البعض إلى أن صمود المقاومة، وما قدمته من أوجاع لدولة الاحتلال، يجعلها في موقف قوي، بدولة فلسطينية ذات سيادة.
ليه منزوعة السلاح!!!
— Dr.Mohamed El.wakeel (@Wak75053Wakeel) November 24, 2023
مفيش دولة في العالم منزوعة السلاح ممكن تكون تسليح دفاعي مثلآ إنما منزوعة السلاح تبقي مستباحة في اي لحظة!!!!
فكرة غير مبررة في هذا الوقت بالذات.
صمود المقاومة يسمح بشروط أقوي ودولة ذات سيادة حقيقية.
تكلم عن نزع سلاحك انت واترك المقاومين وشأنهم.
— N 🇵🇸🥷🏼🔻 (@N4737085576956) November 24, 2023
من حرر الأسري؟
— Yehia Hamed (@yhamed) November 24, 2023
المقاومة
من فتح المعبر؟
المقاومة
من أذل الصهاينة؟
المقاومة
ثم يأتي نذل متخاذل يقول منزوعة السلاح ...
فشرت انت وكل واحد بحكي بهاد الحل.. فلسطين كاملة من النهر للبحر هو مطلبنا وخيارنا تحت حكم فلسطيني كامل بدون وصاية او حماية ولن نرضى بأقل من ذلك.. لن يحل القضية انصاف حلول ولكم في أوسلو تجربة فاشلة..
— Mohammad Hamza (@Mohapal) November 24, 2023
بينما سخر ناشطون من السيسي، لافتين إلى أن فشل الجيش المصري في مهمه ولجوئه إلى مهام أخرى كالتجارة والمقاولات، هو ما دفع السيسي لتقديم هذا الاقتراح.
دولة منزوعة السلاح،..زي الجمبري منزوع الرأس كده يا جيش فوزية pic.twitter.com/wU9Hcbk0lV
— am not sollyman🔻 (@solly_man76) November 24, 2023
طول عمره الحليب منزوع الدسم ، لا "يَرُمّ" العظم، وكذلك الدول منزوعة السلاح ، وكذلك الرجال منزوعة الكرامة .
— Nawras Abu Saleh (@Nawrasabusaleh) November 24, 2023
القزم بيقولك
— Seco❣ 👽 (@senpadok_seco) November 24, 2023
««منزوعة السلاح»»
فاكرهم زي الجيش اللي خلاه #جيش_فوزيه سلاحهم الجمبري «منزوع الراس»
.
لاعجب في أمر #قزم_مصر فهو «منزوعه النخوه»
°°عميل صهيوني بامتياز°°#غزة_تنتصر #لا_سمح_الله
فقط مصر من تملك.. بقوة جيوشها وعدم خضوع اراضيها لقواعد عسكرية اجنبية وبالتالي استقلال قرارها.
— ابراهيم عكاشة (@IbOk20454178) November 25, 2023
العرب من غير مصر، سراب.
عاشت مصر وعاش جيش مصر ورئيس مصر.
اقسم بالله احنا بنعيش احلى واقوى وأعز ايامنا مع السيسي.. بس اللي مش فاهمين مايعرفوش غير سعر البطاطس.