قال وزير خارجية البحرين الشيخ «خالد بن أحمد آل خليفة»، إنه على لبنان أن يختار بين انتمائه إلى أمته وأشقائه أو التعايش مع الإرهابي العميل الذي يضر بمصلحته وكيانه أيما ضرر، وذلك في إشارة منه إلى الأمين العام لــ«حزب الله» اللبناني «حسن نصر الله».
وأكد في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «حزب الله الإرهابي ليس عدوا للسعودية والبحرين ولكل العرب فحسب، بل هو العدو الأول للبنان، وحدة لبنان وحضارة لبنان العربية الأصيلة»، مضيفا: «ليس كافيا أن يوقف حزب الله الإرهابي تعرضه لأشقاء لبنان لتعود المياه إلى مجاريها، لبنان أمام مفترق رئيسي وله الاختيار».
في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، اليوم السبت، أن العلاقة بين لبنان والسعودية ليست علاقة ظرفية مرتبطة بظروف عابرة، بل هي علاقة تاريخية عميقة، وذلك في أول تعليق لها، على قرار المملكة قطع مساعدات بمليارات الدولارات لشراء أسلحة من فرنسا للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، بعد المواقف التي أعلنها وزير الخارجية «جبران باسيل» و«حزب الله».
وقالت الوزارة في بيان إنها كانت أول من بادر في لبنان إلى إصدار موقف رسمي على لسان وزير خارجيتها أدان فيه التعرض للبعثات الدبلوماسية السعودية في إيران ولأي تدخل في شؤونها الداخلية، حسبما نقلت «وكالة الأنباء اللبنانية» الرسمية.
واعتبرت وزارة الخارجية أن المواقف اللبنانية التي تصدر محاولة الاستفادة السياسية الرخيصة من موقف المملكة من دون أن تتحمل المسؤولية في تقديم البديل وتحمل تبعاته، هي مواقف تزور حقيقة الموقف اللبناني السليم وتسبب في زيادة التشنج في العلاقة اللبنانية-السعودية.
وقالت الوزارة إن الموقف السعودي المستجد لا يلغي الحرص الذي يبديه اللبنانيون، المقيمون والموجودون في المملكة، بالحفاظ على هذه العلاقة، ولا يوقف الجهد الدائم الذي تقوم به الخارجية لحماية هذه العلاقة مما يسيء إليها خارجا عن إرادة الوزارة والحكومة اللبنانية، مع أهمية التفهم السعودي لتركيبة لبنان وظروفه وموجبات استمرار عمل حكومته واستقراره.
وأضافت: «الموقف الذي عبرت عنه جاء مبنيا على البيان الوزاري وبالتنسيق مع رئيس الحكومة، وهو موقف قائم على الحفاظ على الوحدة الوطنية من دون التعرض للتضامن العربي، حيث أن الموقف المبدئي الدائم الذي اعتمدته الحكومات اللبنانية الأخيرة هو عدم الدخول في نزاعات إقليمية بل اعتماد مقاربة توفيقية، وإذا تعذر ذلك فالاكتفاء بالنأي بلبنان بحسب مقررات الحوار الوطني والبيان الوزاري وهو الأمر الذي تم تفهمه وتشجيعه دائما من قبل إخواننا العرب، إلا إذا أصبح المطلوب من لبنان الآن أن يدخل في قلب هذا الصراع وفي أحد محاوره».
هذا، وقد أعربت كل من الإمارات والبحرين، أمس الجمعة، عن تأييدهما لقرار السعودية بمراجعة علاقاتهما مع لبنان، وذلك بعد أن أعلنت الرياض وقف تمويل الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني، بسبب المواقف الرسمية التي اتخذها لبنان في بعض المناسبات، والتي قررتها قوى لبنانية حليفة لإيران، وهو الموقف الذي أيده «مجلس التعاون الخليجي».
وأعلنت مملكة البحرين عن تأييدها لقرار السعودية بإجراء مراجعة شاملة على العلاقات مع لبنان، وأوضحت أن قرار الرياض يهدف إلى ألا يقع اللبنانيون أسرى لإملاءات «حزب الله».
وأضافت البحرين أن «حزب الله» الإرهابي بات متحكما في القرار الرسمي اللبناني، معربة عن أملها بأن «تعيد الدولة اللبنانية حساباتها وتردع حزب الله الإرهابي».