تعهد رئيس الوزراء اللبناني «تمام سلام» بتصويب «الهفوة» التي دفعت السعودية لتوقيف مساعداتها لقوى الأمن والجيش اللبناني، وذلك خلال جلسة استثنائية تعقدها الاثنين الحكومة اللبنانية.
وأوقفت الرياض مساعدات تفوق قيمتها 3 مليارات دولار الجمعة بسبب ما وصفته بمواقف بيروت «المناهضة» لها وحملت مسؤوليتها لـ«حزب الله».
وأقر رئيس الوزراء اللبناني «تمام سلام» بحصول «هفوة» في التعامل مع الرياض دفعتها لوقف مساعداتها للقوات المسلحة اللبنانية، متعهدا في حديث لصحيفة سعودية تصويب الموقف في جلسة حكومية الإثنين.
وقال «سلام» لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية «لم يكن لبنان تاريخيا خارج الإجماع العربي، وحصول تقصير أو هفوة ما، لا يعني أن ما حصل هو الأصل».
وأضاف «الخليج، والمملكة العربية السعودية خصوصا، لم يقصرا مع لبنان في يوم من الأيام ولهذا لا يجب أن نرد على هذا إلا بالتعبير عن أخوتنا وتلاحمنا مع العالم العربي، حيث ننتمي، كما ينص دستورنا».
وتابع «من هنا دعوت لجلسة استثنائية للحكومة (اليوم) للملمة تداعيات هذا الموقف الذي صدر عن المملكة، وعن بعض دول الخليج، وهو موقف غير مريح بالنسبة إلينا ونحن لا نحتمل زعل المملكة علينا، ولا نقبل بأي ضيم يصيبها، وهذا ما يستدعي تصويبا للأمور من قبلنا».
وكانت قيادات في قوى 14 آذار حملت «حزب الله» مسؤولية ضرب استقرار لبنان الأمني والمعيشي وتدهورِ العلاقات مع السعودية، كما طالبوا في ختام اجتماع طارئ في بيروت حزب الله بالانسحاب من سوريا، وأكدوا رفضهم المس بسيادة أي دولة عربية.
وأعلن وزير العدل اللبناني اللواء «أشرف ريفي» أمس الأحد استقالته من منصبه، متهما حزب الله بتدمير علاقة لبنان مع السعودية والعرب كافة، وحمل الحزب مسؤولية تعطيل الدولة ومؤسساتها وبناء «دويلة» في لبنان.
كما دعت هيئة علماء المسلمين في لبنان الحكومة للاعتذار إلى السعودية والدول العربية عما فعله وزير الخارجية اللبناني.
وطالبت الهيئة في بيان بإقالة وزير الخارجية «جبران باسيل»، والتراجع عن المواقف التي أعلنها، ودعت رئيس الحكومة «تمام سلام» إلى «تحمل مسؤوليته والتصريح بموقف الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، والإعلان عن الوقوف مع الإجماع العربي ضد الغزو الإيراني للمنطقة العربية».