قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إن النقطة التي وصلت إليها تركيا هي دفاع مشروع عن النفس ولا يمكن لأحد أن يقيد حق أنقرة في الدفاع عن نفسها ضد العمليات الإرهابية.
وأضاف «أردوغان» بحسب «وكالة أنباء الأناضول» أن دولا (لم يسمها) تظهر رد فعل عنيف حيال العمليات الإرهابية التي تستهدف مواطنيها، بينما تتمنى لتركيا الصبر والسلوان فقط، مؤكدا أن هذا يعد نفاقا.
وتابع: «تركيا تملك حق تنفيذ جميع أشكال العمليات التي تراها ضرورية في إطار مكافحة التهديدات التي تواجهها، في سوريا».
وأوضح أن تركيا ستستخدم حق توسيع قواعد الاشتباك لديها؛ حيث تشمل كافة التهديدات الإرهابية، على رأسها تنظيم «الدولة الإسلامية» و«وحدات حماية الشعب الكردية».
إلى ذلك، قال ممثل تركيا الدائم في «الأمم المتحدة»، «خالد جليك» إن تركيا لن تترد في استخدام حقوقها المشروعة ضمن القوانين الدولية.
وجاء تصريح «جليك» للصحفيين، عقب المباحثات التي جرت في نيويورك حول سوريا.
وأفاد «جليك» أيضا أن تركيا ذكرت مرارا لـ«مجلس الأمن الدولي»، عزمها وإصرارها على حماية حدودها ومواطنيها، كما أن تركيا لن تترد ولو للحظة في استخدام حقوقها المشروعة ضمن القوانين الدولية.
أما فيما يتعلق بالعمليات البرية على سوريا فقال ممثل تركيا: «إن أنقرة لن ترسل قوات برية إلى سوريا ما لم يصدر قرار من مجلس الأمن بذلك أو يتخذ التحالف الدولي قرارا جماعي بالموضوع».
وأضاف: «أن وحدات حماية الشعب الكردية لا تحارب الدولة الإسلامية أو قوات نظام بشار الأسد، وأن الأراضي التي يسيطرون عليها ليست تلك التي أخذت من الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة وإنما هي أراضي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية المعتدلة، وأن تركيا ترد فقط على النيران التي تطلق من تلك المناطق وحسب قواعد الاشتباك».
وفيما يتعلق بمشروع القرار الروسي المقدم إلى «مجلس الأمن الدولي»، قال «جليك» إنه: «ينبغي على روسيا تطبيق القرارات السابقة أولا ومن ثم تقدم مشروع قرار جديد».
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» تعزيز الإجراءات الأمنية في البلاد في أعقاب تفجير أنقرة الذي وقع الأربعاء الماضي وأسفر عن مقتل 28 شخصا وإصابة العشرات.
وقال «أوغلو» في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة مع عدد من أعضاء حكومته، اليوم السبت، إن الإجراءات الأمنية الجديدة تشمل نشر مزيد من القوات والمعدات، خصوصا في العاصمة أنقرة.
وطالب رئيس الوزراء الشعب التركي بالوقوف صفا واحدا ضد ما وصفها بالموجة الإرهابية التي تواجهها بلاده، وأضاف أنه سيتم إبلاغ كل مؤسسات الدولة بما جرى الاتفاق عليه من إجراءات أمنية جديدة.
وقال «أوغلو»: «تسعى المنظمات الإرهابية إلى إحداث صدمة وفوضى في صفوف السكان، علينا جميعا أن نساعد قوات الأمن، لن تنجح أي خطة أمنية من دون دعم الشعب».
ورفض «أوغلو» تبني مجموعة كردية تفجير أنقرة، مشددا على أنه ارتكب بالتعاون بين «حزب العمال الكردستاني» والمقاتلين السوريين الأكراد في «وحدات حماية الشعب» الذين يقصف الجيش التركي مواقعهم منذ أسبوع.
وقال إنه تم الاتفاق مع العديد من الأحزاب السياسية على عودة المجلس الوطني الأعلى (البرلمان) لمباشرة عمله مجددا.
من جانبه، أوضح مصدر صحفي أن «أوغلو» اجتمع مع محافظ أنقرة وجميع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وجميع المعنيين بأمن تركيا، لمعرفة ما جرى داخل أنقرة، وللرد على اتهامات المعارضة التي اتهمت المخابرات والأمن بالتقاعس وبأنه لا توجد خطة أمنية.
وأضاف المصدر أن المنظومة الأمنية الجديدة سترتكز على اتخاذ إجراءات أمنية خاصة بكل مدينة على حده، وتخص كل مدينة بحسب مواصفاتها، فالمدن الحدودية ستكون فيها إجراءات أمنية مختلفة عن المدن داخل البلاد، وهناك مدن ذات حساسية أمنية عالية، وكذلك العاصمة أنقرة ستكون لها منظومة أمنية خاصة بها، مع عدم إعاقة حياة المواطن فيها، كما سيتم اعتماد تنظيم الأمن الاستباقي أي أخذ المعلومات والوصول لها قبل وقوع العمليات، سواء من داخل أو من خارج تركيا.