«داود أوغلو»: على «وحدات حماية الشعب الكردية» الانسحاب من «أعزاز» فورا

الأحد 14 فبراير 2016 04:02 ص

قال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، إن قصف بلاده المناطق القريبة من أعزاز السورية، جاء ردا على نيران، صدرت من هناك، وفقا لقواعد الاشتباك، مشيرا إلى أن تركيا تحمي أمنها القومي.‎‎

ونقلت «وكالة الأنباء الأناضول» عن «أوغلو»، قوله، مساء أمس السبت، من مطار أرزينجان، قبيل عودته إلى العاصمة أنقرة: «وفقا لقواعد الاشتباك، وبموجب القرارات التي اتخذناها سابقا، بشأن منع تدفق اللاجئين نحو تركيا، وتأمين بقاءهم في بلادهم بشكل آمن، ردت قواتنا اليوم، على العناصر التي تشكل تهديدا علينا في أعزاز (بمحافظة حلب في الشمال السوري) ومحيطها وفقا لقواعد الاشتباك».

وتابع: «وحدات حماية الشعب، الإرهابية التي تعتبر، امتدادا للنظام السوري، تتعاون مع روسيا في قصف المدنيين، «تحرشت بالحدود التركية، وموقفنا واضح حيال تلك التهديدات».

وفي رده على سؤال حول ادعاءات بأن القصف الذي نفذته تركيا، السبت، على مواقع تابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، في حلب، يستهدف الأكراد، قال «أوغلو»: «هناك جهات تسعى لخلق ذلك التصور، وهذه الجهات علينا أن نسألها: إلى أين لجأ 197 ألف كردي، عند الهجوم على كوباني (عين العرب)؟.. لجؤوا إلى تركيا، فالأكراد والتركمان والعرب لجؤوا إلى أراضينا». 

وأكد رئيس الوزراء التركي، تصميم بلاده على «اتخاذ التدابير الضرورية لحماية حدودها، واللاجئين المتوجهين نحو أراضينا، بل وحماية وجود المعارضة، التي تقاتل ضد كل من النظام السوري، والتنظيمات الإرهابية، وأيضا للحيولة دون ارتكاب تلك التنظيمات تطهيرا عرقيا بحق السوريين».

ولفت أنه في «إطار هذه التطورات الراهنة، طلب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إجراء اتصال هاتفي معي اليوم»، مضيفا بالقول: «وخلال الاتصال، أبلغت المسؤول الأمريكي، عزمنا اتخاذ كافة التدابير اللازمة، حال حدوث أي تهديد تجاه بلادنا».

واستطرد: «أبلغته أيضا، أن حزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردية، يمثلان امتدادا لمنظمة، بي كا كا الإرهابية، في سوريا، وأنهما تشكلان تهديدا واضحا لنا»، مضيفا «وأكدت له عزمنا، اتخاذ التدابير، حيال تدفق اللاجئين نحو حدودنا، جراء الحملة العسكرية، التي تقوم بها قوات النظام، والميليشيات الأجنبية، والوحدات الكردية».

وأردف «أوغلو»: «قلت للمسؤول الأمريكي، أيضا، إننا سنتخذ كل التدابير، لتأمين الأجواء التي توفر الأمن لأراضينا، على طول الشريط الحدودي، لتكون المنطقة خالية من داعش، وقوات النظام، ووحدات حماية الشعب». 

وحذر «أوغلو»، من حصار حلب، والتهديد باحتلالها، مضيفا «القوى التي تستخدم حزب الاتحاد الديمقراطي كبيدق (كأداة)، ترغب في إحداث موجة لجوء كبيرة (نحو الحدود التركية)، وتهجير مئات الآلاف من البشر، بشكل يغير التركيبة السكانية وبنيتها في الشمال السوري، وتفريغ حلب من سكانها، لصالح قوات النظام، والجهات الأخرى الموالية لها، فهذا أمر واضح للعيان».

ولفت إلى أن «موقف تركيا من قضية اللاجئين، قائم على مبادئ»، مضيفا: «استقبلنا 2 مليون و600 ألف من أخوتنا السوريين، وإذا جاءت إلينا أعداد أخرى، سنرحب بها، لكننا نعتقد أنه ينبغي على المجتمع الدولي، مواجهة القصف الجوي الذي يستهدف عشرات الألوف منهم، ويسعى لإزعاج تركيا، وأوروبا، بموجات النزوح التي نراها حاليا».

وشدد على ضرورة «ابتعاد وحدات حماية الشعب الكردية، عن أعزاز ومحيطها، فنحن لن نسمح لها بالاقتراب حتى إلى ضواحيها، وعلى تلك الوحدات أيضا، ألا تحاول إغلاق الممر (بين تركيا وحلب)، وألا تقع في هوس استخدام مطار منغ ضد بلادنا أو المعارضة (السورية)، هذا المطار سيتم إفراغه، هذا ما أبلغته للسيد بايدن (نائب أوباما)».

ونوه رئيس الوزراء التركي، أنه «ينبغي على الجميع، أن يدرك، كون الأكراد، مواطنين أصليين في تركيا، والموجودون منهم خارج حدودنا، شركاؤنا في التاريخ والثقافة، كما هو الحال بالنسبة للتركمان والعرب»، مشيرا أنه «حين وصل تنظيم الدولة الإسلامية، إلى أبواب أربيل، وإقليم شمال العراق الذي أسسه إخواننا الأكراد هناك، كانت تركيا من أوائل الدول التي هبت لمساعدتهم».

في المقابل، قالت الرئاسة التركية، إنه من غير المحتمل أن يغير اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في مدينة ميونخ الألمانية، مؤخرا، الوضع في سوريا.

وفي مقال نشرته صحيفة «ديلي صباح» التركية، أمس  السبت، بعنوان «الحرب والدبلوماسية والمأساة السورية»، قال المتحدث باسم الرئاسة «إبراهيم قالن»: «في الوقت الذي تتحدث فيه الدول الغربية عن حل سياسي في سوريا، تكثف روسيا من هجماتها العسكرية بسوريا بغية تغيير سير الأحداث فيها».

وتابع أن «الأطراف المتحاربة في سوريا، بينها روسيا، تقدمت على مدار العامين الماضيين بحلول سياسية تحت شعار أن لا حل عسكري في سوريا، لكن الحلف الثلاثي بين أنظمة روسيا، وإيران، وسوريا، فعلت عكس ما قالته».

واعتبر «قالن» أن الحملة العسكرية الأخيرة لهذه الدول، نسفت بنود قرار مجلس الأمن رقم 2254 (الصادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي)، ومباحثات جنيف التي نصت على وقف اطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق والمدن المحاصرة، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في سوريا.

ورأى المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن إقامة المنطقة الآمنة، لا تزال فرصة لإنقاذ أرواح السوريين، والحد من استهداف روسيا والنظام لمناطق المدنيين، مشددا على ضرورة دعم المجتمع الدولي لمفاوضات سوريا القادمة (25 من الشهر الجاري)، بشكل كبير، لتكون ذات معنى وتأثير.

وخلص «قالن» إلى أن «الدبلوماسية لن تكون إلا ضحية للحرب، إذا لم تُدعم المعارضة السورية، وتقام المنطقة الآمنة لحماية المدنيين السوريين».

وكان اجتماع «مجموعة الدعم الدولي لسوريا»، الذي شاركت فيه 17 دولة، وممثلون عن العديد من المنظمات الدولية، قد أقر، أول أمس الخميس، في مدينة ميونخ الألمانية، إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في الداخل السوري، ووقف أعمال العنف في عموم البلاد، إضافة إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 2254 اعتبارا من الأسبوع القادم.

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.

ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا سوريا الولايات المتحدة حلب أحمد داود أوغلو وحدات حماية الشعب الكردية

«داود أوغلو»: روسيا ستنسحب من سوريا مهزومة كما حدث في أفغانستان

محادثات السلام السورية .. هل تقتنع روسيا أن «الأسد» هو المشكلة؟

ألمانيا: السعودية وإيران قد تشاركان بمحادثات دولية بشأن سوريا في ميونيخ

«داود أوغلو»: قوات «الأسد» قطعت الممر الإنساني إلى حلب بهدف تجويعها

«داود أوغلو»: نظام «الأسد» و«وحدات حماية الشعب» و«الدولة الإسلامية» تهديد لأمن تركيا

أنقرة: لن نسمح بسقوط «أعزاز».. ونرفض الموقف الأمريكي

واشنطن تطالب «وحدات حماية الشعب» بوقف التوتر مع تركيا والمعارضة السورية

500 مقاتل من المعارضة السورية يعبرون الحدود التركية إلى أعزاز

الرئيس التركي «حزين» لتسليح أمريكا أكراد سوريا

فشل مشروع قرار روسي بمجلس الأمن ضد تركيا

«أردوغان»: لا يمكن لأحد أن يقيد حق أنقرة في الدفاع عن نفسها

المعارضة السورية تكسر حصار «الدولة الإسلامية» لـ«مارع» بريف حلب