«ديبكا فايل»: السعودية تستعد لتزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية

السبت 5 مارس 2016 04:03 ص

لأول مرة في الصراع السوري الممتد على مدار 5 سنوات، تستعد المملكة العربية السعودية لتزويد الجماعات المتمردة السورية بالصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات في محاولة لعرقلة جهود العسكرية الروسية لتوسيع أيام بقاء رئيس النظام السوري «بشار الأسد» في السلطة. نائب ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» هو الذي يقف وراء تصميم الرقصة المرتقبة للتدخل السعودي في الحرب السورية. وهو يخطط لتسليح فصائل المعارضة السورية بصواريخ قادرة على مواجهة دبابات تي 90 الروسية والتي تم شحنها بالفعل إلى الجيش السوري في الأسبوعين الأخيرين من قاعدة البحر الأسود الروسية في ميناء نوفوروسيسك وفق ما كشفته مصادر استخباراتية.

وقد تم رصد هبوط مركبة التحميل الروسية الضخمة «نوفوتشركاسك»، والتي قامت تفريغ المزيد من إمدادات الدبابات في ميناء طرطوس يوم الخميس الماضي، الموافق 3 مارس/أذار. كما حملت أيضا شحنة من قاذفات الصواريخ من طراز «MLRS».

وهناك سفينة روسية ثانية في طريقها إلى سوريا حاملة المزيد من المعدات. وهذا يتماشى مع قرار موسكو برفع مستوى التسلح الجيش السوري وإعادة بناء وحداته بعد معاناة 5 سنوات من القتال. وبالنسبة للرياض، فإن هذا يعد جهدا غير مقبول لإطالة أمد بقاء الرئيس السوري «بشار الأسد» في السلطة.

ويعتقد معظم المراقبين الغربيين والشرق أوسطيين أن المملكة العربية السعودية تواصل تسليح المعارضة السورية بالصواريخ من أجل إجبار واشنطن وموسكو على التعامل معها كلاعب جدي على الساحة السورية وأخذ مصالحها بعين الاعتبار. من الناحية المثالية، فإن الرياض تأمل في كسر التعاون الأمريكي مع إيران في العراق والتعاون الروسي مع إيران في سوريا.

وقد شرع السعوديون بالفعل في اتخاذ خطوات عملية في سيناريو معقد يبدو لا نهاية له، ويمكننا أن نرصد خطوتين بارزتين بشكل رئيسي في هذا الصدد:

1- خلال الأسبوع الماضي، قامت المملكة العربية السعودية بنشر 4 طائرات من طراز «إف 15» في قاعدة إنجرليك التركية بالقرب من الحدود السورية، ومن المنتظر أن تتبعها وحدة برية استعدادا لأي عمليات في سوريا.

2- قامت السعودية بتحدي حزب الله اللبناني، الذراع المقاتل لإيران في سوريا، وزعيمه «حسن نصر الله»، وذلك من خلال إلغاء حزمة المساعدات العسكرية التي كانت قد قررتها لصالح الجيش اللبناني بقيمة 4 مليارات دولار. ترى السعودية أن القيادات العليا في لبنان تتعاون بشكل متزايد مع حزب الله، وأن شريحة كبيرة من أموال المساعدة السعودية ربما تقع في أيدي الحزب.

ووفقا لمصدر سعودي رفيع المستوى، فإن قرار المملكة العربية السعودية إمداد المعارضة السورية بالصواريخ هو قرار نهائي. وقد أكد المصدر أن المعارضة السورية سوف تمتلك في وقت قريب صواريخ أرض جو تسمح لها بمواجهة روسيا وإيران. وقد أضاف بالقول أنه «لا أحد من المسؤولين السعوديين سوف يعترف بهذه الشحنات. قبل 30 عاما، لم يتمكن أحد من إثناء المملكة عن التدخل ضد الجيش الروسي في أفغانستان وقد خرجنا فائزين». نحن لن نتردد في التدخل ضد الروس في سوريا أيضا.

ولكن لا يمكن التسليم بتشبيه الوضع في أفغانستان مع الوضع الحالي في سوريا بشكل مطلق. في أفغانستان، تصرف السعوديون بدعم كامل من الولايات المتحدة، بينما في سوريا، فإن الأمريكيين يعارضون بقوة أي تدخل سعودي، وهذا يشكل فارقا كيرا بين الحالتين.

ومن شأن إدخال صواريخ السعودية بهدف دعم المعارضة المناهضة للأسد أن يخلق وضعا جديدا في الصراع السوري ويمنح الرياض كلمة فعلية بالموازاة مع واشنطن وموسكو وطهران. وهذا بالضبط ما يسعى إليه وزير الدفاع السعودي «محمد بن سلمان». رغبة السعوديين في منح صواريخ نوعية للمعارضة السورية ربما تدخل المملكة النفطية إلى مستويات أعمق داخل الصراع السوري، ويأتي ذلك بالتوازي مع تركيا التي تبدو هي الأخرى على استعداد لأن تذهب بعيدا.

  كلمات مفتاحية

السعودية التدخل البري في سوريا روسيا إيران الأسد سوريا المعارضة السورية تسليح المعارضة السورية

«ناشيونال إنترست»: السعودية ليست مؤهلة للتدخل في سوريا بمفردها

أول أمين عام لـ«حزب الله» يدعو السعودية لتسليح «المعارضة السورية»

المغامرة الخطرة: ما الذي يعنيه تدخل سعودي تركي محتمل في سوريا؟

«مجتهد»: تدريبات «رعد الشمال» تمهيد للتدخل السعودي في سوريا

«الأمن القومي التركي» يبحث التدخل العسكري في سوريا

«مجتهد» يتعجب من موقف أمريكا المتناقض من تسليح السعودية والجيش النظامي السوري

حين يصبح الحل العسكري خيارا سلميا وحيدا

«فورين بوليسي»: واشنطن ستزود المعارضة السورية بأسلحة نوعية حال انهيار الهدنة

أمريكا تمنع دولة خليجية كبرى من تزويد المعارضة السورية بأسلحة «نوعية»

«ن. تايمز»: سرقة أسلحة أرسلتها السعودية وأمريكا للمعارضة السورية وبيعها بالسوق السوداء