بدأت أول منشأة بحثية في العالم لإنتاج الوقود الحيوي والغذاء في الأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر اليوم عملياتها التشغيلية في موقع يمتد على مساحة هكتارين في مدينة مصدر بأبوظبي.
ويجري تمويل المنشأة التي يديرها معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا من قبل «اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة» الذي يضم عدة أطراف عالمية تهدف إلى تعزيز التزام قطاع الطيران بالحد من انبعاثات الكربون عبر تطوير إمدادات مستدامة من الوقود النظيف.
ووبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، «شهد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة (الإماراتي) بدء العمليات التشغيلية في المنشأة البحثية لإنتاج الوقود الحيوي والغذاء باستخدام مياه البحر بحضور محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة مصدر والدكتورة بهجت اليوسف المدير المكلّف في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا والعضو المؤسس في اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة ومارك الان رئيس شركة بوينج إنترناشيونال وريتشارد هيل رئيس شؤون العمليات التشغيلية في الاتحاد للطيران وفريد الجابري نائب رئيس التوريد لشركة تكرير وعدد من ممثلي الشركات وأعضاء اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة».
من جانبه قال الدكتور «ثاني الزيودي» إن البحوث والابتكارات توفر دعما كبيرا لدولة الإمارات في مساعيها للتصدي للتحديات البيئية والاجتماعية مثل ضمان الأمن الغذائي والمائي فضلاً عن حماية النظم البيئية في البلاد سواء الساحلية منها أو الصحراوية.
وأضاف أن تلك التحديات توفر كذلك فرصاً مهمة وواعدة وهذا ما تسعى المنشأة البحثية لتأكيده فإلى جانب إنتاج الطاقة الحيوية المستدامة ستوفر المنشأة مساراً محدداً لتنمية قطاع تربية الأحياء المائية وهذا بالتالي سيدعم أمننا الغذائي.
وتستورد الإمارات اليوم ما يقرب من 90% من احتياجاتها الغذائية بتكاليف من المتوقع أن تزداد بنحو 300% خلال العقد المقبل مما يستوجب إيجاد حلول مبتكرة لضمان الأمن الغذائي ويمثل هذا التحدي فرصة غير مسبوقة لتحفيز وطرح أفكار وابتكارات جديدة تساعد على تطوير حلول مستدامة ومجدية اقتصاديا وهذا ما يعمل عليه معهد مصدر بالتعاون مع شركائه في المشروع.
من جهتها قالت الدكتورة «بهجت اليوسف»، إن ضمان استدامة مصادر الطاقة والمياه والأمن الغذائي يعد من المتطلبات الأساسية والمترابطة في دولة الإمارات ونحن فخورون بإدارة هذه المنشأة البحثية التي تعمل على إنتاج طاقة حيوية بطرق مبتكرة بالإضافة إلى انتاجها لمصادر غذاء كجزء من التزام معهد مصدر لدعم الأهداف الاستراتيجية للدولة وتنويع اقتصادها كما تمثل المنشأة مركزاً لتدريب جيل جديد من المبتكرين.
وأضافت أن تعزز هذه المنشأة البحثية من منظومة مدينة مصدر البيئية والتي تشجع على الابتكار وتعزز من الشراكات بين الأوساط الحكومية والصناعية والأكاديمية وتوفر البحوث في هذه المنشأة مثالاً واضحاً لما يمكن التوصل إليه من نتائج حقيقية وقيمة عبر الشراكات بين الأوساط المختلفة مما يستقطب المزيد من المبادرات البحثية لإمارة أبوظبي.
وتعد تربية الأحياء المائية (الاستزراع الصناعي للأسماك أو القشريات) من أسرع قطاعات الأغذية نمواً في العالم إذ يصل معدل نموه حالياً إلى نحو % سنويا.
وفي حين يمكن لنظم تربية الأحياء المائية أن تقلل من الاعتماد على استيراد المواد الغذائية الخارجية وأن تعزز الأمن الغذائي إلا أنها تنطوي في الوقت نفسه على تحديات بيئية ناتجة عن التأثير السلبي الذي تخلفه النفايات الغنية بالمغذيات التي تصب في مياه المحيط وتسعى هذه المنشأة إلى إيجاد حلول لهذه التحديات وتقليل البصمة البيئية لممارسات الزراعة التجارية.
وتسعى المنشأة البحثية لإنتاج الوقود الحيوي والغذاء باستخدام مياه البحر إلى استكشاف مجال بحثي جديد من شأنه أن يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة بما في ذلك التوصل إلى طريقة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق براءات اختراع ذات قيمة عالية وقابلة للتطبيق في أماكن مختلفة وتطوير التقنيات المناسبة للاستخدام التجاري.