قتل 17 مسلحا حوثيا و10 من المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، اليوم الأحد، في معارك عنيفة بمحافظة تعز، وسط اليمن، فيما انتشرت وحدات من الجيش الوطني بالمناطق المحررة خلال اليومين الماضيين.

وذكر بيان للمقاومة، على حسابها في «تويتر»، أن المعارك التي دارت في أحياء الكمب، والدعوة، شرقي المدينة، ومديرية جبل حبشي، غربيها، بالإضافة إلى غارات طيران التحالف، أسفرت عن مقتل 17 مسلحًا حوثيًا وإصابة العشرات.

وأضافت المقاومة أنه قتل 10 من مقاتليها، وأصيب 29 آخرين، في المعارك التي تمكنت فيها من استعادة أحياء الدعوة، والكمب، وبلدة العنيين، غربي المدينة، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الحوثيين الذين لا يعلنون عن قتلاهم.

وفي الأثناء، قالت مصادر عسكرية، وشهود عيان، إن جنودا من الجيش الوطني الموالي للحكومة، انتشروا في المناطق التي تم تحريرها بالجهة الغربية لتعز، وقاموا بتأمين الشوارع والمقرات الحكومية فيها.

وذكرت المصادر، أن «قائد اللواء 35 مدرع، العميد عدنان الحمادي، قام باستلام المعسكر من مقاتلي المقاومة الذين سيطروا عليها، وكذلك مباني جامعة تعز الحكومية، غربي المدينة».

 ويحاول الحوثيون تعزيز تواجدهم في المنافذ الشرقية والشمالية لمدينة تعز، وتشديد الحصار عليها بعد خسارة مناطق واسعة بالجهة الغربية منها، لكن مقاتلات التحالف العربي قامت باستهداف مواقعهم.

وقال شهود، إن طيران التحالف قصف أرتالا عسكرية وآليات للحوثيين في المدخل الشرقي للمدينة، وتلة سوفتيل، وسُمع دوي انفجارات فيها.

وأمس السبت، قال مستشار وزير الدفاع السعودي العميد ركن «أحمد عسيري» إنه تم تحرير مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) بالكامل من ميليشيات الحوثيين، مشيرا إلى أن القوات الحكومية الشرعية وقوات التحالف التي تقودها المملكة أصبحتا الآن تسيطران على مداخل المدينة بشكل كامل.

وضاف «عسيري» أن العمليات لا تزال جارية لإتمام عملية التنظيم وتعزيز القوات والقضاء على بقية جيوب الحوثيين.

وأشار العميد السعودي إلى أن تحرير تعز والسيطرة على مداخلها «سيرفع المعاناة عن المواطن اليمني ويسمح بدخول المساعدات الإغاثية التي طالما انتظرت خارج المدينة، بسبب تعنت الميليشيات الحوثية ومحاولتهم تجويع ومعاقبة المواطنين داخل المدينة».

وتابع: «الأولوية الأولى لقوات التحالف الآن هي إدخال المساعدات الغذائية والطبية ورفع المعاناة عن المواطنين في تعز».

ووصف «عسيري» تحرير تعز بأنه «خطوة إيجابية إلى الأمام نحو إعادة هيبة الدولة وشرعية الحكومة على كامل أراضي الجمهورية اليمنية»، مضيفا: «سوف تستمر العمليات كما هو مخطط لها نحو اكتمال سيطرة الحكومة وتحرير بقية المحافظات وإعادة هيبة الدولة».

وأكد أن الحكومة اليمنية الشرعية سوف تعمل على إعادة تنظيم الوضع الداخلي في تعز بعد تحريرها.

وفي وقت سابق، تمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني التابعين للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» من فك الحصار عن مدينة تعز بالكامل، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح».

وكان الحصار المشدد الذي فرضه الحوثيون وحلفاؤهم على مدينة تعز دفع السكان إلى سلوك دروب جبلية وعرة لجلب بعض المؤن والأدوية بواسطة الجمال والحمير.

كما تشهد تعز بسبب الحصار أزمة صحية خاصة بعد توقف جل المستشفيات عن العمل, وتدهور الخدمات الأخرى على غرار المياه والكهرباء.

وتقع تعز التي تعد ثالث مدن اليمن الكبرى، بين العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر/أيلول 2014 ومدينة عدن الساحلية (جنوب) التي استعادتها القوات الحكومية في يوليو/تموز الماضي.

وتؤكد الأمم المتحدة أن النزاع في اليمن أوقع أكثر من 6100 قتيل نصفهم تقريبا من المدنيين منذ تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس/آذار عام 2015.