«بوتين»: بقاء قواتنا في سوريا صار مكلفا.. وقادرون على العودة خلال ساعات

الخميس 17 مارس 2016 12:03 ص

برر الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، سحب «القوات الرئيسية» لبلاده من سوريا بأن تواجدها أصبح مكلفا وغير مبرر خاصة بعد وقف تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أن القوات الروسية يمكنها العودة إلى سوريا خلال ساعات حال اقتضت الضرورة ذلك.

وبينما لفت إلى أن مهمة القوات الروسية المتبقية في سوريا ستكون مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ودعم العملية السياسية، أشار إلى أنظمة الدفاع الجوي، التي أبقتها موسكو في سوريا، ستمنع أي هجوم قد تتعرض له قوات بلاده هناك، وستمنع خرق الأجواء السورية، متعهدا بمواصلة تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي لنظام «بشار الأسد».

وفي كلمة له بالكرملين، اليوم الخميس، خلال حفل لتكريم العسكريين العائدين من سوريا، سعى «بوتين» إلى التقليل من شأن أي حديث عن وجود خلاف مع دمشق، وقال إن انسحاب روسيا الجزئي من سوريا جرى بالاتفاق مع رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، حسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء والموقع الإلكتروني لفضائية «روسيا اليوم» الحكومية.

ورغم تأكيده على تفضيل روسيا لحل دبلوماسي للقتال في سوريا عبر المفاوضات، قال «بوتين» إن روسيا تستطيع بسهولة تعزيز قواتها مرة أخرى.

وأضاف: «إذا اقتضى الأمر ففي خلال ساعات فعليا تستطيع روسيا زيادة قوتها في المنطقة إلى حجم يتناسب مع الموقف المتطور هناك، واستخدام ترسانة القدرات الكاملة المتاحة تحت تصرفنا».

ولفت إلى أن منظومتي الدفاع الجوي الروسيتين «جي إس 400» و«بانتسير» مستمرتان في عملها بسوريا.

وقال في هذا الصدد: «مضاداتنا الجوية ستستهدف أي محاولة تهدد قواتنا المتبقية في سوريا، وستمنع خرق الأجواء السورية».

ولفت الجماعات المسلحة التي لا تقاتل قوات «الأسد» «لن تكون عرضة لعملياتنا العسكرية».

وفي المقابل توعد الجماعات التي ستخرق الهدنة بالاستبعاد تلقائيا من القائمة الأمريكية لـ«منظمات المعارضة المعتدلة».

تبرير الانسحاب

ومبررا قرار انسحاب «القوات الرئيسية» لبلاده من سوريا، قال «بوتين»
 إن «مهمة روسيا في سوريا كانت تتمثل في مكافحة الإرهاب (حسب زعمه) لكي لا ينتقل إلى أراضي روسيا»، مشيرا إلى أن القوات الجوية الروسية هدفت منذ البداية إلى دعم العمليات الهجومية لجيش «الأسد» ضد «المنظمات الإرهابية».

وتطلق روسيا تعبير «المنظمات الإرهابية» على أي جماعات مسلحة تقاتل قوات «الأسد»، ويدخل من ضمنها قوات المعارضة السورية.

ولفت الرئيس الروسي، في كلمته، إلى أن موسكو «أكدت مباشرة أنها لا تنوي التورط في النزاع السوري الداخلي».

وأشار إلى أن روسيا عززت من وضع قوات «الأسد» التي «أصبحت قادرة الآن ليس فقط على صد الإرهابيين (حسب وصفه) بل وإجراء عمليات هجومية ناجحة ضدهم».

وأكد أن موازين القوى العسكرية في سوريا «ستبقى مضمونة»، ورأى أن القوات الروسية، التي ستظل في سوريا، «كافية لتحقق هذا الغرض».

كما أكد أن روسيا «ستستمر في تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي» للنظام السوري.

وفي سياق تبريره لقرار الانسحاب، أيضا، قال «بوتين» إنه بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة تراجعت الغارات الروسية.

وأصاف: «أصبح بقاء القوات الروسية في سوريا مكلفا وغير مبرر؛ لذلك قررنا سحبها».

وأشار إلى أن «مهمة القوات الروسية المتبقية في سوريا ستكون مراقبة وقف إطلاق النار، ودعم العملية السياسية».

وزعم أن بلاده قامت بتهيئة الظروف للعملية السلمية، و«فتحت الطريق إلى السلام» في سوريا.

وأضاف: «تمكنا من إقامة تعاون إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وكذلك القوى المعارضة المسؤولة داخل سوريا التي تريد بالفعل وقف الحرب وإيجاد الحل السياسي الوحيد الممكن للأزمة».

إشادة بدور القوات الروسية

وأشاد بوتين بالدور الذي أدته قواته في سوريا.

وقال: «عملياتنا في سوريا ساهمت في قطع طرق الإمداد عن الإرهابيين (وفق تعبيره) وقضت على عدد كبير منهم».

وأضاف: «قمنا بعمل كبير لتقوية الحكومة السورية (نظام الأسد) ودعم الجيش للقضاء على الإرهاب».

واعتبر أن القوات الجوية الروسية «نفذت مهماتها في سوريا بشكل ممتاز»، مضيفا أنها كانت تعمل بشكل فعال ومنسق.

ولفت إلى أن سلاح الطيران الروسي قام بأكثر من 9 آلاف طلعة جوية في سوريا باستخدام أحدث الأسلحة.

كان الرئيس الروسي أمر، يوم الإثنين الماضي، بسحب معظم القوات الروسية من سوريا، وذلك بعد خمسة أشهر من توجيه ضربات جوية، قائلا إن الكرملين «أنجز معظم أهدافه».

وقال «فيكتور بونداريف»، قائد سلاح الطيران الروسي، في مقابلة مع صحيفة «كمسمولسكايا برافدا»، نشرت اليوم الخميس، إن روسيا ستكمل سحب أغلب قوتها الجوية في سوريا في أي وقت قبل نهاية الأسبوع الجاري.

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا القوات الروسية بوتين انسحاب

روسيا: سنستكمل سحب معظم قواتنا من سوريا خلال يومين أو ثلاثة

«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر الانسحاب الروسي على القوات الموالية للنظام السوري؟

«فورين أفيرز»: هل يمكن أن يربح «الأسد» أيضا من الانسحاب الروسي؟

«الجبير»: انسحاب روسيا من سوريا إيجابي للغاية ونأمل أن يسرع وتيرة العملية السياسية

الانسحاب الروسي من سوريا .. أهداف محققة وتداعيات مرتقبة

قطر ترحب بالانسحاب الروسي من سوريا وتعتبره «خطوة إيجابية» للحل السياسي

السوريون يواصلون المظاهرات ضد «الأسد» في جمعة «ثورة الكرامة»

رغم قرار الانسحاب.. الإرث العسكري الروسي سيبقى حاضرا بقوة في سوريا

مواقف لافتة لـ«الممانع الكبير» بوتين!!

«بوتين» يقرر إنشاء حرس وطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة