ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجمعة، أن أغلبية الطائرات الحربية الروسية قد غادرت سوريا، بموجب قرار اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين الماضي، حول تنفيذ انسحاب جزئي، من الأراضي السورية.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية لعمليات المنطقة الوسطى العقيد «باتريك رايدر»، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، من مقر القيادة في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، مع صحفيين في واشنطن، «تقديراتنا تشير إلى أن أغلبية، إن لم تكن جميع الطائرات الحربية الهجومية الروسية قد غادرت سوريا، ولا نعرف عددها».
وتابع المسؤول العسكري الأمريكي، قائلا «نحن لم نر كذلك أية غارات جوية روسية جديدة خلال الأسبوع الماضي»، موضحًا في الوقت ذاته أن «الروس لا زالوا يمتلكون مروحيات وطائرات نقل داخل سوريا».
وأكد أن المدفعية الروسية، لا زالت تقوم بضرب أهداف من أجل دعم نظام الأسد، لافتاً أن «الاتصالات بين الروس والأمريكيين في المنطقة، لا زالت مستمرة لتنسيق تحركات الطائرات في الأجواء السورية».
يذكر أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» كان قد كلف وزير الدفاع «سيرغي شويغو» الاثنين الماضي، بسحب القوات الروسية الأساسية العاملة في سوريا، نظرا لإتمامها المهمة التي أرسلت إليها، على أن تعكف باقي القوات الروسية في سوريا على مراقبة صمود الهدنة، وخلق الظروف المطلوبة للعملية السلمية في هذا البلد
وبررت موسكو سحب تلك القوات بأنها أنجزت المهمة الموكلة إليها، وبرغبة روسيا في إنجاح المحادثات الجارية في جنيف بين النظام والمعارضة السوريين بوساطة «الأمم المتحدة»، وبناء على تفاهم بين موسكو وواشنطن.
وقالت روسيا الشهر الماضي إن «الأسد» لا يسير بخطى متجانسة مع جهودها الدبلوماسية، مما أثار تكهنات بأن «بوتين» يضغط عليه لأن يكون أكثر مرونة بمحادثات جنيف للسلام حيث استبعدت حكومته مناقشة موضوع الرئاسة أو التفاوض على انتقال للسلطة.
وكانت موسكو قد تدخلت عسكريا في سوريا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بذريعة محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» عقب تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء المصرية، بيد أن جل الغارات الروسية استهدفت منذ ذلك الوقت فصائل المعارضة -التي توصف بأنها معتدلة- والمدنيين.
وأسفرت الغارات الروسية خلال خمسة أشهر ونصف الشهر عن مقتل ما لا يقل عن 1500 مدني سوري، فضلا عن مئات من مقاتلي المعارضة السورية، وفق بعض التقديرات.