كشف مصدر سياسي يمني رفيع أن السلطات الإيرانية حذرت جماعة الحوثيين من المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها في اليمن وفقا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعته جماعة الحوثي والحكومة اليمنية والقوى السياسية اليمنية في دار الرئاسة اليمنية بصنعاء، الأحد الماضي.

و شهدت العاصمة صنعاء حالة من الفوضى وأعمال النهب منذ سقوطها بيد جماعة الحوثيين الأحد الماضي، وسط انهيار كبير لقوات الجيش والأمن الذي اختفى من شوارع العاصمة.

ونهب الحوثيون (98) دبابة من معسكرات الجيش واعترف القيادي في جماعة الحوثي «علي البخيتي»، بأن الجماعة خدعته عندما قالت إنها ستأتي بدولة مدنية حديثة، وأنه صدم من تصرفات ميليشيات الحوثيين بعد ساعات من وصولها إلى العاصمة صنعاء. مضيفا «سأغلق تليفوناتي الآن وأتوقف عن مواصلة النشر على صفحتي وأي أنشطة أخرى وأعتكف، عذرًا من كل الأحبة والأصدقاء الذين خيبت ظنهم ولم أتمكن من إنصافهم».

قائد الحوثيين يشيد باجتياح ميليشياته العاصمة صنعاء ويقول إنها ”ثورة“

من جانبه، أشاد «عبدالملك الحوثي» زعيم جماعة «أنصار الله» الشيعية، أمس الثلاثاء، بسيطرة مقاتليه على أجزاء كبيرة من العاصمة اليمنية «صنعاء» بعد أربعة أيام من القتال خلال الأسبوع الماضي، واصفا ما حدث بأنه «ثورة ناجحة» لكل الشعب.

كما أكد «الحوثي» في كلمة ألقاها عبر التلفزيون هي الأولى له منذ الأحد الماضي على أجزاء واسعة من «صنعاء»، على التحول المثير في السلطة تجاه المتمردين الذين قال إن القوات الحكومية هاجمتهم على مدى عقد، وهم يحرسون الآن مواقع أساسية في العاصمة دون معارضة.

وكان الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» قد وقع الأحد الماضي اتفاقا لتقاسم السلطة مع المتمردين «الحوثيين بعدما توغلوا في العاصمة في معركة قتل فيها حوالي 200 شخص وأصبحوا بعدها يسيطرون على «البنك المركزي» وعدة قواعد عسكرية.

وقال «الحوثي» إن هذه الجهود العظيمة صنعت هذا الانجاز العظيم، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز يمثل انتصارا لكل الشعب بكل مكوناته مضيفا أن الاتفاق يتضمن تخفيضات للأسعار وإصلاحات اقتصادية لتخفيف الضغط على الفقراء.

وأوضح «الحوثي» أن هذه الصيغة أيضا تغير الحكومة التي نادى الشعب بإسقاطها لفشلها ولأنها كانت قائمة على صيغة لا هي سليمة ولا موفقة بل قائمة على صيغة المحاصصة والإقصاء وتلبى فقط مصالح محدودة لفئات محدودة، على حد قوله.

كما أشاد «الحوثي» في كلمته بهزيمة «الأحمر»، متهما إياه بالفساد وبوضع مصالحه قبل مصالح الناس.

هذا ويكافح اليمن للتعافي من آثار الإطاحة بالرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» وسط ثورات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها في 2011، حين انقسم الجيش بين قوات مؤيدة لـ«صالح» وأخرى مؤيدة للواء «علي محسن الأحمر» الذي أصبح لاحقا مستشارا عسكريا لـ«هادي».

وقد ساهم استنزاف الجيش في تقدم «الحوثيين» على مدر الأشهر الماضية، وصلت إلى الاعتصام على حدود العاصمة «صنعاء» وقطع الطرق، وتمكن «الحوثيون» من السيطرة على العاصمة خلال الأسبوع.

عمليات نهب

في نفس الوقت استمرت عمليات الاقتحام والنهب التي تقوم بها ميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء. حيث اقتحموا منازل وزراء التربية والخدمة المدنية والعدل، وقاموا بنهب محتوايتها.

كما أفاد ناشطون أن مليشيات الحوثي قاموا بنهب حوال 50 باصا، تابعة لجامعة الإيمان. كما اقتحموا مكاتب وقاعات الجامعة، و360 منزلا من مساكن طلاب ومشايخ جامعة الإيمان التابعة لحزب الإصلاح (جماعة الإخوان المسلمين).

وسبق أن أعلنت الناشطة اليمنية «توكل كرمان»، الحاصلة على جائزة نوبل، أن ميليشيات الحوثي قد اقتحمت منزلها ونهبت محتوياته. وهو ما تكرر تباعا مع آخرين أبرزهم اللواء «علي محسن الأحمر».