كشفت لائحة الاتهامات الموجهة إلى المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا في السعودية بـ«خلية التجسس الإيرانية»، والتي يحاكم فيها 32 شخصا، كلهم سعوديون باستثناء متهم إيراني وآخر أفغاني، عن استخدام إيران لعناصر من بعثها لدى «منظمة التعاون الإسلامي» للتجسس على المملكة.

ووفق ما نشرته صحيفة «عكاظ» السعودية، اليوم الجمعة، شملت لائحة الاتهامات التي وجهها الإدعاء العام إلى المتهم رقم 23 في القضية (سعودي الجنسية) «لقاء عنصر استخبارات إيراني عمل كسكرتير أول في المندوبية الإيرانية بمنظمة التعاون الإسلامي في جدة والمدينة المنورة (غربي المملكة)، وعمل المتهم على تجنيد أحد عناصر خلية التجسس (المتهم الثامن/سعودي)، وربطه بعنصر الاستخبارات الإيراني».

وتضمنت للائحة الاتهامات «استعداد المتهم لخدمة دولة أجنبية، وتأهيل نفسه علميا في سبيل ذلك من خلال تخصصه بالفيزياء النووية، وقيامه بإدارة حوار في ندوة غير مرخصة في محافظة الأحساء (شرقي المملكة)، وتخزين وحيازة ما من شأنه المساس بالنظام العام».

أما لائحة الاتهامات التي تخص المتهم رقم 24 في القضية (إيراني طالب دكتوراة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)، فشملت عدة تهم؛ أبرزها «ارتكابه جريمة التجسس والتخابر مع جهاز الاستخبارات الإيرانية، وتعاونه معهم لتحقيق أهدافهم، وزرع بذرة الفتنة الطائفية، وتقديمه تقارير ومعلومات استخباراتية عن الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وعدم مراعاته لما قدمته البلاد (يقصد: السعودية) من إتاحة فرص العيش الكريم، فضلا عن ارتباطه بأحد عناصر الاستخبارات الإيرانية، وتزويده بمعلومات عن بعض الأوضاع الداخلية والخارجية للسعودية، وتقديمه معلومات وتقارير سرية عن بعض القنوات الدينية الناطقة بالفارسية والطلبة الإيرانيين الدارسين في جامعات السعودية لرصدهم والاستفادة منهم، وتلقيه أموالا نقدية وعينية من جهاز الاستخبارات الإيراني لقاء ما قدمه لهم من معلومات».

وتعود قضية «خلية التجسس الإيرانية» إلى تاريخ مارس/آذار 2013، عندما أوقفت السلطات الأمنية في السعودية 18 شخصا (16 سعوديا وآخران لبناني وإيراني) في أربع مناطق في المملكة، بتهمة  «الانتماء إلى شبكة تجسس في المملكة وإقامة علاقات مباشرة مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية»، قبل أن تطلق سراح المتهم اللبناني الذي ثبت أنه ليس له صلة بالقضية، وبعد ذلك تم القبض على 15 متهما آخرين في القضية، بينهم مواطن أفغاني الجنسية، ليصل العدد الإجمالي للمتهمين إلى 32 متهما.

من جانبها، نفت إيران نفت أي صلة لها بشبكة التجسس هذه، وقالت على لسان المتحدث باسم خارجيتها، «رامين مهمنبرست»، إن «هذه المعلومات لا أساس لها وهو سيناريو يتكرر للاستهلاك الداخلي».

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، توترت بشدة العلاقات بين السعودية بعدما قام محتجون على تنفيذ السلطات الإيرانية حكم الإعدام في رجل الدين السعودي الشيعي «نمر باقر النمر» المدان بـ«الإرهاب» بالاعتداء على مبنى سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.

وعقب ذلك أعلنت السعودية قطع العلاقات مع إيران، وتضامنت بعض الدول العربية ومعظم الدول الخليجية مع المملكة باتخاذ خطوات مماثلة ضد إيران.