«بكفي حصار».. حملة إلكترونية عالمية ترفض 10 سنوات من حصار غزة

السبت 2 أبريل 2016 11:04 ص

«بكفي حصار».. لم تكن كلمتين ضمن وسم عالمي، لإعلان التضامن مع قطاع غزة فحسب، وإنما عبرت هاتين الكلمتين عن مكنون التعاطف والتآخي بين الشعوب العربية، مع القطاع المحاصر منذ 10 سنوات.

الحملة الإلكترونية التي حملت اسم «بكفي حصار»، أطلقتها «الحملة العالمية لكسر الحصار عن غزة»، مساء الجمعة، ولاقت تفاعلا كبيرا من قبل النشطاء في الدول العربية المختلفة.

«عزت الرشق» عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، دشن الحملة، حين كتب: «حصار ما يقارب مليوني فلسطيني في قطاع غزة جريمة العصر .. على أحرار العالم أن يتحرّكوا بجهود عاجلة لإنهاء هذه الجريمة»، وأضاف: «سيذكر التاريخ أن حصارا ظالما كان مفروضا على قطاع غزة لـ10 سنوات، وسيسجله كجريمة للاحتلال ووصمة عار لكل من شارك أو تواطؤ معه».

وشارك «إسماعيل هنية»، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، في الحملة، داعيا إلى التحرك الجدي وعلى المستويات كافة من أجل إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات.

كما طالب «هنية»، في كلمة مصورة له بالضغط على صناع القرار في العالم، و(إسرائيل) لإنهاء هذا «الظلم التاريخي».

أما الدكتور «على القرة داغي» الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فشارك قائلا: «عشر سنوات من الحصار الخانق الظالم على غزة، صمدت فيها المقاومة بفضل الله، ثم بفضل الحاضنة الشعبية، لكن حتى متى؟!.. والله كلنا مُحاسبون!».

وأضاف: «لم يكتفِ الصهاينة بحصارهم لغزة، فأوعزوا لعملائهم بحصارها من منفذها الوحيد على العالم، فأُغلق المعبر ودُمرت الأنفاق وطُمرت بالمياه!».

وكتب الداعية «عوض القرني»، عبر ذات الوسم، قائلا: «لقد توحد في إحكام هذا الحصار الظالم على أهل غزة الصهاينة، ومتصهينو العرب، ويغض الطرف عنه أدعياء حقوق الإنسان في الغرب، فماذا أنت فاعل؟».

أما «علي عمر بادحدح» الخطيب والمحاضر والمفكر الإسلامي، فكتب: «أبو عبيدة تحدث دقائق وخلفه صور جنود صهاينة، فأربك الكيان الصهيوني سياسيا وإعلاميا ومجتمعيا، تلك هي غزة المقاومة والجهاد، لذا نقول بكفي حصار».

وشارك «جابر الهرمي» رئيس تحرير صحيفة «الشرق» القطرية، في الوسم بقوله: «كفار قريش رفضوا استمرار حصار بنو هاشم أكثر من 3 سنوات.. وأسسوا حلف الفضول لنصرة المظلوم.. فيما عرب يمعنون في حصار أشقائهم!».

المحلل السياسي «ياسر الزعاترة» وصف الحصار بأنه «عار وأي عار»، وقال في تغريدته: «هاشتاج لرفع الصوت ضد حصار قطاع غزة.. قولوا بصوت واحد: حصار المحاصرين من قبل عدو الأمة وسارق أرضها ومقدساتها؛ عار وأي عار؟!».

في الوقت الذي اكتفي أستاذ العلوم السياسية «سعد بن مطر العتيبي»، بالقول: «غزة العزة غير».

«محمد الصغير»، عضو مجلس الشورى المصري، قبل الانقلاب، كتب قائلا: «هذا وسم موجه لنظام السيسي الذي يحكم الحصار على الشعب الصابر المجاهد، أما الاحتلال فلا نخاطبه إﻻ بالرحيل، ونسعى ﻹرغامه بكل وسيلة ممكنة».

وقالت الدكتورة «فاطمة الوحش» الباحثة السياسية: «اللهم احم غزة فإنهم يعدون لها عدة القتل، هناك مخطط للهجوم عليها قريبا، وسيكون الضرب الصهيوني بتمويل العربان والخونة».

أما «ربيع حداد»، الأمين العام المساعد لتيار أهل السنة في لبنان، فعلق بقوله: «قد تظنون أنكم تحاصرون غزة بجنودكم ومؤامراتكم، في الواقع، غزة تحاصركم بحقها وشموخها وإبائها، ومقاومتها، الحق لا يبلى والديان لا يموت».

وكتب الحقوقي المصري «هيثم أبو خليل»: «تخيل يا مؤمن معبر رفح اتفتح 263 يوم عام 2013، واتفتح 123 يوم عام 2014، واتفتح 22 يوم عام 2015!!».

الإعلامية «هناء علي»، كتبت: «يا أمتنا شو اللي صار، وصى النبي بسابع جار، لا مراجل ولا بنقاتل، ولا حتى بنلم حجار».

واستنكر الدكتور «عمرو دراج» القيادي بجماعة الإخوان، استمرار إغلاق معبر رفح، وكتب: «بعد عشرة أعوام من حصار أهلنا في غزة أشعر بالعار لمشاركة النظام الحاكم في وطني في ذلك، فليسقط هذا النظام وليسقط الحصار الظالم».

كما عبرت الفلسطينية «نداء عوض» عن أمنيتها برفع الحصار، وكتبت على صفحتها: «طفلتي عبير ولدت في خضم الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة عام 2008، ومن ذلك الحين نحاول السفر بها إلى الخارج لعلاج أزمة التنفس لديها، إلا أن إغلاق المعابر يقربها إلى الموت أكثر».

الشاعر «عبد الرحمن يوسف»، أوجز فكتب: «يا أهل غزة كلنا تحت الحصار!»، واتفق معه المحلل السياسي «سعيد الحاج»، حين كتب: «وظلم ذوي القربى أشد مضاضة..  على المرء من وقع الحسام المهند!!».

الكاتبة «إحسان الفقيه» كتبت: «بعد أكثر من عشر سنوات حصار غزة، اليوم تجاوز حصار برلين وسراييفو وليننغراد، وإعلام بلادي العربية قاطبة مُتفرّغ لتشويه أشرف من فينا».

أما الأكاديمي البارز «محمد مختار الشنقيطي»، فكتب: «بكفي حصار على غزة المجد والعزة.. أيها العبيد وعبيد العبيد».

كما قال الكاتب والأكاديمي السعودي «عبد الله الغذامي»: «ويل لمن تهون عليه قلوب مكلومة، ويزيدها وجعاً وجوعاً وموتاً.. أطفال غزة.. نساء غزة.. حياة غزة في أعناقكم وفي ذممكم».

الإعلامي بقطاع غزة «إبراهيم المدهون»، شارك عبر الوسم قائلا: «رغم الحصار، رغم التضييق والحروب والعدوان العسكري الجنوني المتكرر، إلا أن غزة تضج بالحياة والحب والجمال».

واتفق معه «محمد حمدان» الإعلامي بقناة «الجزيرة»، وهو ابن قطاع غزة، حين كتب: «غزة مهد الكرامة، موطن الإبداع مفخرة الأحرار.. حق لها أن تنتصر، وحق لجلادها القريب والبعيد أن ينصرف. تبا لمجتمع دولي فاسد وبكف حصار».

عشرات الآلاف من التغريدات الأخرى، ركز فيها النشطاء على إظهار التداعيات الكارثية للحصار الإسرائيلي، والمطالبة بفتح معبر رفح الحدودي، الخاضع لسيطرة السلطات المصرية، بجانب المطالبة بإقامة ميناء بحري للقطاع يكون بمثابة منفذ الغزيين للعالم بعيداً عن قيود الاحتلال وحصاره.

ذات الحملة انطلقت باللغة الإنجليزية تحت وسم «enough seige» والتي لم تقل أهمية عن نظيرتها العربية، ولاقت تفاعلا من العديد من النشطاء الأجانب المدافعين عن القضية الفلسطينية، وحقوق الإنسان.

أرقام مفجعة ومعاناة مستمرة

وفرضت إسرائيل حصارا على سكان غزة، منذ نجاح حركة «حماس» في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، وشدّدته في منتصف حزيران/ يونيو 2007، إثر سيطرة الحركة على القطاع، وذلك بوضع الاحتلال بعض القيود على المعابر الحدودية التي يسيطر عليها، وعلى حركة إدخال المواد الخام ومستلزمات سكان غزة.

ووفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80% من سكان قطاع غزة، باتوا يعتمدون بسبب الفقر والبطالة على المساعدات الدولية من أجل العيش.

وقال التقرير السنوي الصادر عن منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015، إن غزة قد تصبح منطقة غير صالحة للسكن بحلول عام 2020، خاصة مع تواصل الأوضاع والتطورات الاقتصادية الحالية في التراجع.

وكانت منظمة «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، قالت في إحصائية نشرت نهاية  يناير/كانون ثان الماضي، إن «6 من كل 10 عائلات في قطاع غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، منها 27% انعدام حاد، و16% انعدام متوسط، و14% نقص في الأمن الغذائي».

وأضافت المنظمة أن شرائح واسعة من سكان قطاع غزة تعاني من الاكتئاب، ومستويات عالية من «الضغط النفسي».

الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قال الشهر الماضي، إن عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما ويعملون في قطاع غزة تضاعف في السنوات الخمس الأخيرة إلى 9700 طفل، بينما يقدر اقتصاديون، أن العدد الحقيقي للعاملين تحت السن ربما يكون ضعف هذا الرقم.

كما يعاني سكان القطاع، منذ عشر سنوات، من أزمة انقطاع الكهرباء بشكل كبير، بدأت عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006، بالإضافة إلى استهداف مخازن الوقود في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، صيف عام 2014.

فيما تغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر عدد محدود من الحالات الإنسانية، حيث شهد عام 2015، إغلاقًا شبه كامل للمعبر، بحسب وزارة الداخلية في غزة، التي قالت إن السلطات المصرية فتحته 21 يوما فقط، على فترات متباعدة، لبعض الحالات الإنسانية.

و«قطاع غزّة» هو المنطقة الجنوبية من السهل الساحلي الفلسطيني على البحر المتوسط؛ على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء المصرية، وهي إحدى منطقتين معزولتين «الأخرى هي الضفة الغربية»، داخل حدود فلسطين الانتدابية، لم تسيطر عليها القوات الإسرائيلية في حرب 1948، ولم تصبح ضمن حدود (إسرائيل) الوليدة آنذاك.

يمتد القطاع على مساحة 360 كيلومتر مربع، وهو يشكل جزءا من الأراضي التي تسعى السلطة الفلسطينية لإنشاء دولة ضمن حدودها عبر التفاوض في إطار حل الدولتين.

ويسكن في القطاع قرابة مليوني فلسطيني، إلا أنهم جميعا يعانون من الحصار، بسبب إغلاق خمسة معابر حدودية للقطاع، سواء من السلطات المصرية أو الإسرائيلية، في الوقت الذي شهد 3 حروب إسرائيلية خلال العشر سنوات الماضية.

  كلمات مفتاحية

غزة حصار غزة قطاع غزة فلسطين (إسرائيل) إعمار غزة أهل غزة العرب الاحتلال

المزيد من أطفال غزة يدخلون سوق العمل مع تفاقم البطالة

«أونروا»: عدم التزام الدول المانحة يعطل إعادة إعمار غزة ونحتاج 474 مليون دولار

تركيا تبدأ بناء 320 وحدة سكنية بغزة بتكلفة 13 مليون دولار

السعودية تتبرع بـ31 مليون دولار لتأهيل المنازل المدمرة في حرب غزة

«نبيل العربي»: موقف مصر من حرب غزة مخز ويرقى لجرائم حرب

فصائل فلسطينية تدعو مصر إلى فتح «معبر رفح» بشكل دائم

«داخلية» غزة: مصر فتحت معبر رفح 21 يوما فقط خلال 2015

«تحييد» معبر رفح

رسميا.. (إسرائيل) توقف إدخال الأسمنت إلى قطاع غزة

لأول مرة منذ 10 سنوات.. صيادو غزة يبحرون 9 أميال بحرية

هيئة كسر الحصار عن غزة تناشد الملك «سلمان» التدخل لفتح معبر رفح

توغل إسرائيلي محدود شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة

الكويت تبدأ بناء ألف وحدة سكنية بغزة

قطر تدعم غزة بمشاريع جديدة بقيمة 20 مليون دولار

(إسرائيل) توافق على إدخال مواد البناء إلى غزة بعد منع دام شهر

في غزة.. «جبن بقري» يقاوم هشاشة العظام

120 طفلا في غزة يتسابقون بدراجات هوائية للمطالبة برفع الحصار