علق المعارض المصري، «أيمن نور»، على فضائح الفساد المالي الضخمة، التي كشف عنها موقع الوثائق المسربة « بانما بيبرز»، منذ يوم أمس الأحد، والتي ضمت زعماء دول حاليين وسابقين وأسرهم وأفراد من الدائرة المقربة منهم، وبينهم أحد أنجال الرئيس المصري الأسبق، «حسني مبارك».

وقال «نور» في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بالأمس فقط كشفت وثائق بنما تهريب أموال مجهوله لصالح أسره مبارك.. تٌرى متي نعرف مصير مليارات معلومة وردت من الخليج، ولم تظهر في الموازنة العامة».

وكانت الإمارات والسعودية (في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز) والكويت في مقدمة الدول التي دعمت السلطات في القاهرة سياسيا وماليا بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013 على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد.

ولا يوجد تقديرات رسمية لحجم الأموال الخليجية التي تلقتها السلطات في القاهرة خلال أول عامين بعد الانقلاب على «مرسي»، لكن مراقبين قدروا هذه الأموال بنحو 33 مليار دولار.

ورغم هذا التدفق المالي الضخم، الذي وصفه «عمرو عادلي»، الباحث بـ«مركز كارنيغي للشرق الأوسط»، في تصريحات صحفية، بأنه «التدفق النقدي الأكبر في تاريخ مصر»، إلا أن أوضاع البلاد الاقتصادية تعاني بشكل حاد.

إذ تواجه السلطات المصرية أزمة متفاقمة في تدبير احتياجاتها من العملة الأجنبية، وتراجعت قيمة العملة المحلية بمستويات قياسية لم تصل إليها من قبل، بينما تراجع الاحتياطي النقدي للبلاد من نحو 19 مليار دولار في يوليو/تموز 2013، إلى 16.4 مليار دولار في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي..

ويتساءل معارضون وناشطون إلكترونيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن مصير الأموال الخليجية، ولماذا لا يشعر بها المواطنون المصريون؟، مستغربين، أيضا، عدم إدراج هذا الأموال في ميزانية الدولة.

ومنذ يوم أمس، كشف موقع الوثائق المسربة «Panama Papers - بانما بيبرز» عن تورط عدد ضخم من زعماء العالم الحاليين والسابقين وأسرهم وأفراد من الدائرة المقربة منهم في فضائح فساد مالي بمليارات الدولارات.

الموقع يمتلك في جعبته 11 مليون و500 ألف وثيقة، بحجم بيانات يصل إلى 2.6 تيرا بايت، تم تسريبها من قاعدة بيانات مكتب «موساك فونسيكا - Mossack Fonseca»البنمي، الذي يعد رابع أكبر مكتب محاماة وخدمات قانونية في العالم، وتكشف تورط نحو 72 من رؤساء الدول الحاليين أو السابقين وأسرهم وشخصيات من الدوائر المحيطة بهم في التهرب من الضرائب، ونقل ثرواتهم للخارج، من خلال شراء شركات أجنبية سرية، عبر مساعدة هذا المكتب.

ومن أبرز المتورطين في هذا الفضائح حسب ما نشرته صحيفتا «الغارديان» و«الإندبندنت» البريطانيتان ما يلي: أفراد من أسر أو مقربين من الرئيس المصري الأسبق، «حسني مبارك»، وتحديدا نجله الأصغر، «علاء»، والرئيس الليبي السابق، «معمر القذافي»، ورئيس النظام السوري، «بشار الأسد».