وفي مقال بعنوان «عودة أردوغان» قال «تسفي برئيل» محلل الشئون العربية بالصحيفة إن «السيسي أراد في البداية أن يطلب من الملك سلمان الضغط على أردوغان للاعتذار له على القدح في حقه خلال العاميين الماضيين، وأن يتوقف عن دعم الإخوان والتدخل في شئون مصر».

لكن وبحسب «برئيل»، جاء الملك «سلمان» للقاهرة وأوضح لـ«السيسي» أن الإخوان هم «شريك في الصراع ضد الحوثيين باليمن، وأن ضم حماس للتحالف العربي أمر حيوي لكبح زمام النفوذ الإيراني، وأن تركيا حليف، على مصر التصالح معه».

وأضاف المحلل الإسرائيلي «استغرقت زيارة الملك سلمان للقاهرة 5 أيام وهو وقت كاف للغاية لثني اليدين».

ولفت إلى أن المصريين ليسوا وحدهم من ينتظرون نتائج زيارة سلمان، ففي أنقرة أيضا يريدون رؤية الملك يأتي إليهم ومعه مبادرة مصالحة تعيد تركيا للسوق المصري التي انفصلت عنه قبل أكثر من عام.

وتوقع دبلوماسي تركي لم يكشف عن هويته لـ«هآرتس» أن يضغط الملك «سلمان» أيضا على الرئيس التركي «أردوغان» للتصالح مع مصر، وأن يقول له «إن كان بمقدروك التصالح مع إسرائيل، فلماذا لا تتصالح مع مصر».

واعتبر «برئيل» أن التعاون بين (إسرائيل) ومصر هو ما منح السيسي «الحق» في استيضاح ما إن كان نتنياهو ينوي «خيانة» مصر والارتماء مجددا في أحضان أردوغان، الذي وصفه بـ«درع الإخوان المسلمين».

وقال إن المشكلة هي أن أية اتفاقية من هذا النوع بين تل أبيب وأنقرة يمكن أن تضع مصر في مأزق، لأنها ستكون وحدها آنذاك الوحيدة التي تفرض الحصار على غزة.

وكان موقع «ديبكا» الإسرائيلي المتخصص في التحليلات الأمنية، قد زعم في تقرير له، أمس الإثنين، أن الملك سلمان قال للسيسي إن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أخبره أنه لن يقدم على أية خطوة للتصالح مع (إسرائيل)، إلا إذا غير الرئيس المصري موقفه المعادي لتركيا، ووافق على مصافحة «أردوغان»، وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع أنقرة.

وأضاف نقلا عما وصفه بمصادره الحصرية في القاهرة أن الملك «سلمان» قال «إن التصالح بين أردوغان والسيسي، سيمهد الطريق لمصالحة كاملة بين تركيا وإسرائيل، جرى الانتهاء من تفاصيلها في أنقرة وتل أبيب».

وبحسب «ديبكا» أيضا فإن هذا ما دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو» للتصريح، أول أمس، بأن السلام مع مصر أقوى من أي وقت مضى، في وقت تقف فيه تحديات صعبة للغاية أمام الدولتين. وأضاف «نتنياهو»: «العلاقات بين مصر وإسرائيل عنصر هام للأمن القومي للدولتين».

هذه التصريحات جاءت، وفقا للموقع، لتعزيز موقف «السيسي» في مواجهة الضغوط التي يمارسها عليه الملك «سلمان» للتصالح مع أنقرة، وطي صفحة الخلافات مع «أردوغان».