«ستراتفور»: كيف ستحدد حلب مصير سوريا؟

الثلاثاء 12 أبريل 2016 03:04 ص

وقف إطلاق النار في سوريا ينهار تحت وطأة العمليات العسكرية الجارية والمعلقة في البلاد. ومع تركيزها على محافظة ومدينة حلب، فسوف تلعب هذه العمليات دورا حاسما في تحديد اتجاه الحرب الأهلية السورية. في الأسابيع المقبلة يمكن لنتائج هذه المعارك أن تغير التوازن بين المعارضين والموالين كما يمكن أن تغير موقف «الدولة الإسلامية» في المنطقة وأن تؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في سعيهما لمتابعة أهدافهما المتعارضة في حلب.

تحليل

مع العمليات العسكرية الكبيرة التي تجري بالفعل في حلب والعمليات العسكرية المنتظرة، فإن المحافظة تبرز بوصفها نقطة محورية للحرب في سوريا. بين المعارك الجارية في المنطقة، فإن أكبرها وأكثرها حسما هو القتال بين المعارضين والموالين على المدينة المقسمة. الآن، ومع وجود جولة أخرى من المحادثات في جنيف تلوح في الأفق فإن نتائج المعركة في المدينة تمثل أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لكل من القوات الحكومية وفصائل المعارضة. وتأمل دمشق لتعزيز موقفها وقمع المحادثات حول الانتقال السياسي من خلال تحقيق انتصار عسكري حاسم في حلب. وفي الوقت نفسه فإن الثوار يقاتلون من أجل بقاء قضيتهم. إذا كان للمعارضة أن تفقد حلب، فإن أي انتصار عسكري ضد دمشق سوف يصبح حلما بعيد المنال، وسوف يتعرض موقفها التفاوضي في جنيف إلى خطر شديد.

ووفقا لرئيس الوزراء السوري «وائل نادر الحلقي»، فإن موسكو ودمشق تخططان لعملية مشتركة للسيطرة بشكل تام على المدينة. هناك تدفق ضخم من المقاتلين الموالين من كل من سوريا، العراق، إيران، باكستان، وأفغانستان متجه إلى حلب. وحتى إن الفصيل الفلسطيني الموالي للحكومة سوف يشارك في المعركة وقد قام بشن هجمات في منطقة هندرات في شمال المدينة. روسيا، مع ذلك، تواصل نفي أي خطط لها للمشاركة في هذه العملية مما يشير إلى أن الحكومتين السورية والإيرانية قد تكونا مسؤولتين في المقام الأول عن تنسيق حملة حلب.

ومع إدراكها الجيد لخطط الموالين، فإن المعارضة أيضا تواصل شن هجماتها الخاصة في حلب. وقد ركزت كل من جبهة النصرة وأحرار الشام ووحدات الجيش السوري الحر ومجموعة أخرى من الفصائل المقاتلة انتباهها على الأجزاء الجنوبية من المحافظة. نجح الثوار في البداية في الاستيلاء على المرتفعات الاستراتيجية حول تل العيص، ولكن التدفق المستمر للقوات الموالية في المحافظة بدعم من القوات الجوية الروسية قد أحبط محاولاتهم اللاحقة للمضي قدما.

أماكن أخرى في حلب

هناك صراعات أخرى تجري على قدم وساق في الجزء الشمالي من المحافظة. على الرغم من أن تركيا والولايات المتحدة توافقان على ضرورة إزاحة «الدولة الإسلامية» من المنطقة فإن اختلافهما حول القوات التي يجب الاعتماد عليها في ذلك لا يزال يعيق التقدم. وتشعر أنقرة في المقام الأول أن عليها وقف تقدم القوات الديمقراطية السورية التي عبرت نهر الفرات بعد الاستيلاء على سد تشرين وتتمركز الآن بالقرب من بلدة منبج التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية». ترى تركيا أن الأولوية هي منع وحدات الحماية الكردية من التقدم إلى الغرب وتخشى تركيا أن الأكراد يمكن أن يصلوا صفوفهم إلى كانتون عفرين في شمال حلب ليصنعوا منطقة متصلة تحت سيطرتهم على طول الحدود التركية. من جانبها، تحاول الولايات المتحدة أن تثني القوات الكردية عن التقدم لمنع اندلاع الصراع بينها وبين أنقرة.

وحتى الآن، فقد أبقى التهديد التركي والقيود الأمريكية هذه القوات بعيدا عن التقدم نحو منبج. ولكن تركيا تدرك أنها إذا لم تتمكن من العثور على وسيلة مختلفة لهزيمة «الدولة الإسلامية»، فإن معارضتها وحدها لن توقف تقدم الأكراد إلى الغرب. في ضوء العمليات العسكرية الروسية في سوريا فإن تركيا لا يمكن أن تغزو البلاد بنفسها. بدلا من ذلك، فإنها سوف تسعى على تشكيل ائتلاف من وحدات الجيش السوري الحر للقتال ضد «الدولة الإسلامية» قرب منبج. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، فقد تلقت هذه القوات المعارضة إمدادات ثابتة من الأسلحة والمعدات التي تشير بوضوح إلى الدعم الأميركي والتركي المشترك. وقد نقل سلاح الجو الأمريكي أيضا بعثات الدعم الجوي على نحو متزايد إلى هذه الجماعات، في حين أن الأتراك قد قاموا بدعمهم بالمدفعية الثقيلة من على الحدود التركية.

مع هذا الدعم الوافر، فقد نجح الثوار في التقدم إلى الشرق وشنوا هجمات ضد «الدولة الإسلامية». ولكن حتى مع قيام الأتراك والأمريكيين بتحصين المعارضين في عزاز فإن التقدم في محافظة حلب الشمالية لا يزال هشا. على سبيل المثال، بعد أسابيع من القتال ذهابا وإيابا بالقرب من الحدود التركية، فإن المعارضة المدعومة من تركيا والولايات المتحدة قد حققت تقدما كبيرا خلال الأسبوع الذي بدأ يوم 4 أبريل/نيسان من بلدة دوديان باتجاه معبر الراعي. ثم، في اليومين الأخيرين من القتال، قامت «الدولة الإسلامية» بجلب تعزيزات كبيرة إلى شمال حلب وقامت بشن هجوم كبير باستخدام ما لا يقل عن اثنتي عشرة سيارة مفخخة لتجبر الثوار إلى العودة إلى مواقعهم الأولية.

تشكيل مجلس جديد

هذه الصعوبات التي يواجهها المعارضون تمثل فرصة بالنسبة إلى قوات الحماية الكردية لمواصلة تقدمها نحو منبج. في ما يبدو أنه محاولة لتهدئة مخاوف تركيا، فقد شكلت هذه القوات ما يعرف بالمجلس العسكري لمنبج والذي يتكون من وحدة تركمانية و5 وحدات عربية. وعلى الرغم من كونها متحالفة مع الأكراد، فإن هذه الفصائل غير الكردية تصر على أنها سوف تقود الهجوم المرتقب ضد «الدولة الإسلامية» بدعم محدود من الوحدات الكردية. إذا صدق ذلك، فإن بإمكان هذه الخطة أن تهدأ قليلا من مخاوف تركيا بشأن طموحات الأكراد. ومع ذلك فإن تركيا لا تزال لا تثق في الوحدات الكردية ومن المرجح ألا تسمح لهم بالتقدم أبعد من منبج.

ونتيجة لذلك، سوف يستمر السباق الثلاثي بين الوحدات الكردية والمعارضين في عزاز، وقوات الحكومة السورية للاستيلاء على الكثير من الأراضي في شمال حلب قبل الآخرين. وفي الوقت نفسه، فإن «الدولة الإسلامية» سوف تواصل القتال للحفاظ على خطوط الإمداد المتبقية في المنطقة، ومراكزها السكانية الهامة في حلب، وموقفها الرمزي في دابق.

  كلمات مفتاحية

سوريا حلب المعارضة السورية الدولة الإسلامية بشار الأسد الأزمة السورية تركيا الوحدات الكردية

«الدولة الإسلامية» يستعيد بلدة في ريف حلب

المعارضة السورية تسقط طائرة لنظام «الأسد» في ريف حلب وتعتقل قائدها

سوريا: أنصار «حزب الله» يستغيثون بـ«المهدي» لنصرة مقاتلي الحزب في حلب

تقسيم سوريا .. الخطة الأمريكية البديلة حال فشل وقف إطلاق النار

خطة تقسيم سوريا .. ماذا بعد أن ينهار وقف إطلاق النار؟

«أحرار الشام» تسقط طائرة استطلاع إيرانية بريف حلب

الخطوط الحمراء والمحرمات في المشهد السوري

دموع قائد القوات البرية الإيرانية تشيع قتلاه في حلب

انطلاق الانتخابات التشريعية في سوريا بين رفض المعارضة وهدنة هشة

مصادر: ‏مشروع أردني إماراتي لوقف الثورة في الجنوب السوري وحماية أمن (إسرائيل)

الجيش الإيراني يكشف عن أسلحة جديدة.. وخسائر طهران البشرية تتزايد في سوريا

نظام «الأسد» مستميت على قتل مبدأ «الانتقال السياسي»

‏المعارضة السورية تستعيد 4 قرى من «الدولة الإسلامية» شمال ⁧‫حلب‬⁩

استراتيجية تركيا الجديدة في سوريا