قال موقع «المونيتور» الأمريكي إن هناك مخاوف روسية مما تطلق عليه الولايات المتحدة الخطة (ب) البديلة في سوريا في حالة فشل وقف إطلاق النار، وهي تقسيم سوريا، وأن التحرك الروسي لإنجاح وقف إطلاق النار والتفاوض مع المعارضة السورية علي هذا نابع أيضا من قلق روسي من التورط في أوحال حرب أهلية هناك علي غرار أفغانستان وغيرها.
والموقع الأمريكي أوضح في تقرير له أن المسؤولين الروس قد أعربوا عن مخاوفهم بشأن الحديث الأمريكي مؤخرا عن خطة بديلة إذا انهارت العملية الحالية، حيث قال نائب وزير الخارجية الروسي «ميخائيل بوغدانوف»: «نحن نشعر بالقلق إزاء الحديث عن خطة بديلة .. ليس لدينا خطة بديلة».
ووفق الموقع قإن قلق المسؤولين الروس جاء في أعقاب تصريحات وزير الخارجية «جون كيري» في جلسات الاستماع بالكونغرس الأسبوع الماضي، والتي قال فيها إن «الحديث عن تقسيم سوريا محتمل إذا فشلت الجهود الحالية لصنع السلام في سوريا».
وأكد «كيري» في المؤتمرات الصحفية بوزارة الخارجية أنه يخشي بدء تنفيذ هذه الخطة للتقسيم في حال فشل جهود السلام الحالية، وتصاعد الحرب وعدم التوافق بين الفصائل.
ونقل الموقع عن المراسلة المقيمة في الأمم المتحدة في جنيف، والدبلوماسية التي تشارك في المفاوضات «دينا أبو صعب» قولها: «تبدو الأمور وكأنها تتحرك في الاتجاه الصحيح»، وأضافت: «يبدو أن الولايات المتحدة وروسيا تعملان بشكل جيد سويا والأنباء التي نتلقاها من داخل سوريا تشير إلى أن الناس متفائلون».
وبحسب «المونيتور» تقول «راندا سليم» خبيرة بمعهد الشرق الأوسط في المشرق العربي الذي حضر مناقشات في روسيا الأسبوع الماضي: «يبدو أن المسؤولين الروس يريدون اغتنام الفرصة الدبلوماسية لأنهم يخشون من مستنقع سوريا، وأنهم يخشون ما قد تفعله الولايات المتحدة إذا فشل جهود السلام الحالية».
وأضافت «سليم» أن «المسؤولين الروس بدؤوا يدركون أنهم بحاجة إلى هذا (وقف إطلاق النار)، وإلا فسوف يعلقون في مستنقع سوريا .. إنهم قلقون حقا».
ونقل «المونيتور» عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تأكيده أن نزع فتيل الحرب في مصلحة الجميع، وأنه يمثل فرصة حقيقية للشعب السوري لينال قدرا من الهدوء.
وكان وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» قد أكد أثناء جلسة طلب الميزانية السنوية للوزارة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، أنه «قد يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة؛ إذا استمر القتال لفترة أطول من ذلك».
وحذر «كيري» من أن الولايات المتحدة تدرس خطة بديلة للتعامل مع الوضع في سوريا، في حال لم تكن دمشق وموسكو جادتين في التفاوض على الانتقال السياسي على حد وصفه.
ولم يفصح «كيري» بالضبط عن حقيقة الخطة الجديدة التي يقصدها، إلا أن حديث «كيري» حول صعوبة الحفاظ على سوريا موحدة حال فشل وقف إطلاق النار لم يكن مجرد جملة اعتراضية في سياق التصريحات الأمريكية.
ففي تصريحات له لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، قال «مايكل هايدن»، الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، «سي آي ايه»، إن ما نراه في الشرق الأوسط هو انهيار للقانون الدولي، وللاتفاقات التي تلت الحرب العالمية الثانية، مثل فرساي وسايكس بيكو، وأن سوريا والعراق لم يعودا موجودين، ولن يرجعا إلى سابق عهدهما من جديد.
