تمت بعد ظهر الأربعاء عملية إخراج 250 مدنياً من بلدة مضايا ومدينة الزبداني بريف دمشق التي تحاصرهما قوات النظام السوري وميليشيا حزب الله اللبناني، مقابل إخراج 250 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب المحاصرة من قبل المعارضة، وذلك بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري.
وأفاد مدير المشفى الميداني في مدينة الزبداني عامر برهان بخروج 27 شخصاً من الزبداني، وانضمامهم إلى قافلة حافلات الهلال الأحمر السوري التي تقل 223 شخصاً والتي خرجت من بلدة مضايا المجاورة، حيث ستكون وجهة قسم منهم نحو العاصمة دمشق وقسم آخر إلى ريف إدلب.
وفي ريف إدلب، خرجت حافلات الهلال الأحمر السوري التي تقل 250 شخصاً، من بلدتي الفوعة وكفريا ، نحو قلعة المضيق، وذلك في طريقها نحو دمشق واللاذقية.
وتأتي هذه العملية ضمن اتفاق (الفوعة الزبداني) بين جيش الفتح وممثلين عن إيران.
وبدأ اتفاق الفوعة- الزبداني في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث قضى أن يتم إخراج عدد من الحالات من كفريا والفوعة مقابل تأمين خروج آمن لمقاتلي الجيش الحر المتواجدين في الزبداني وتأمين ممر آمن لهم إلى مطار بيروت ثم إلى وجهتهم النهائية في تركيا برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكانت الهيئات الإغاثية والطبية قد ناشدت، في العديد من المرات، المنظمات الدولية والنظام لإخراج نحو 400 حالة صحية بحاجة إلى رعاية طبية، إلا أن هذه المناشدات لم تلقَ أي استجابة تذكر، حيث اقتصر خروج الأشخاص على من أُدرجت أسماؤهم ضمن الاتفاقات بين جيش الفتح المسيطر على إدلب والايرانيين، والذين أخرجوا في المقابل أشخاصاً من بلدتي الفوعة وكفريا، الخاضعتين لسيطرة النظام.
وكانت القوات النظامية ومقاتلو حزب الله قد جمعوا آلاف النازحين من الزبداني والغوطة الشرقية، وأجبروهم على الدخول الى بلدة مضايا وبقين، حتى تجاوز العدد الإجمالي الـ40 ألف شخص.
وهو ما يفوق قدرة المدينة الاستيعابية، ما أجبر العائلات على تقاسم المنازل، بمعدل عائلتين إلى أربع عائلات في المنزل الواحد، في حين لا تتوفّر أسس الحياة من مياه للشرب وكهرباء واتصالات، إضافة إلى المواد الغذائية. ما جعل الناس يتناولون الحشائش والقطط والكلاب، في وقت انتشر الجوع وأُصيب العشرات بسوء الامتصاص والجفاف، وتوفى منهم نحو 65 شخصاً معظمهم من الأطفال وكبار السن، وفق مصادر سورية.
وذكرت مصادر معارضة أن إيران وحزب الله والنظام، ينظرون إلى مضايا وبقين والزبداني كورقة بيدهم يحاولون الضغط بها على جيش الفتح المحاصر بدوره لبلدتي الفوعة وكفريا بالهدف ذاته.
وسبق أن قدمت القوى في مضايا وبقين والزبداني العديد من المبادرات لإنهاء الصراع فيها عبر تسوية شاملة تعيد مؤسسات الدولة إليها، إلا أنها لم تجد أي تجاوب من الطرف الآخر.