تضاربت الأنباء خلال الساعات القليلة الماضية بشأن تطورات المفاوضات بين المعارضة والنظام السوري حول القتال في بلدة الزبداني (جنوب) وقريتي الفوعة وكفريا (شمال).
إذ نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر من الطرفين المتفاوضين في مدينة اسطنبول التركية إن الهدنة التي بدأت في الزبداني والفوعة وكفريا، فجر يوم 12 أغسطس/ آب 2015، وكان مقررا أن تنتهي فجر اليوم السبت، تم تمديدها حتى يوم غد الأحد.
بينما قال مراسل فضائية «الجزيرة» إن المفاوضات انهارت مع انتهاء الهدنة دون الوصول إلى اتفاق.
وكانت الزبداني محور حملة عنيفة شنتها قوات النظام السوري و«حزب الله» اللبناني على مدى أسابيع بهدف إجبار مقاتلي المعارضة الذين ما زالوا يتحصنون بداخلها على الانسحاب منها.
بينما شن «جيش الفتح»، أحد فصائل المعارضة، هجوما عنيفا على قريتي كفريا والفوعة العلويتين، المؤيدين للنظام، نصرة لمقاتلي المعارضة في الزبداني.
وتدور المفاوضات في مدينة في إسطنبول، بين وفد من «أحرار الشام»، ممثلا عن مقاتلي المعارضة في الزبداني، ووفد إيراني ممثلا عن النظام السوري؛ لإيجاد تسوية مناسبة لكل من الزبداني وكفريا والفوعة.
وتدور المفاوضات على بندين أساسيين هما تأمين حافلات تقل مقاتلي المعارضة إلى مناطق خارج مدينة الزبداني، وإدخال مساعدات إنسانية وغذائية إلى قريتي كفريا والفوعة، حسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وبشأن آخر تطورات هذه المفاوضات، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر من طرفي التفاوض، أمس الجمعة، إنه تقرر تمديد وقف لإطلاق النار في بلدة سورية وقريتين حتى يوم الأحد.
وقال مصدر من مقاتلي المعارضة: «ليس هناك اتفاق نهائي بعد، لكن المحادثات مستمرة».
وقال مسؤول قريب من النظام السوري إن المفاوضات تسير ببطء.
وأوضح أن من بين الموضوعات التي نوقشت إنشاء ممر آمن للمقاتلين المصابين الذين يريدون مغادرة الزبداني، ثم انسحاب جميع المقاتلين فيما بعد.
وأضاف أن مقاتلي المعارضة قدموا قائمة بأسماء المصابين الذين يريدون إجلاءهم في البداية.
وبينما تحدثت مصادر «رويترز» عن تمديد الهدنة ليوم إضافي، وتواصل المحادثات، دون التوصل إلى اتفاق نهائي، تحدث مراسل لفضائية «الجزيرة» الإخبارية في سوريا عن انهيار المفاوضات.
وقال المراسل إن المفاوضات انهارت مع انتهاء الهدنة دون الوصول إلى اتفاق.
مسودة اتفاق
وفي وقت سابق، كشفت فضائية «الجزيرة» بنود مسودة اتفاق بين الطرفين لوقف إطلاق النار في الزبداني والفوعة وكفريا.
ونصت مسودة الاتفاق على الإفراج عن أربعين ألف معتقل في سجون النظام السوري، ويتم خروجهم بشكل مواز لخروج الراغبين من المدنيين والعسكريين من الفوعة.
وتتضمن بنود المسودة وقف إطلاق النار في عدد من مناطق الجنوب منها الزبداني ومضايا، وفي الشمال الفوعة وكفريا، وإخراج كامل جرحى الجنوب إلى إدلب، وكامل جرحى الشمال إلى ساحل حماة.
كما نصت على إخراج فوري لكامل الجرحى والمرضى السوريين من الزبداني ومضايا، ووقف إطلاق النار لمدة شهر قابلة للتمديد لحين انتهاء البنود الخاصة بإخراج الراغبين من المقاتلين والمدنيين، إضافة إلى المعتقلين.
وتضمنت كذلك إدخال المواد الطبية الضرورية للحالات الطبية العاجلة في الطرفين، وتقديم قوائم كاملة للمدنيين الراغبين في تسوية أوضاعهم أو المغادرة، مع تحديد وجهة المغادرة.