«مضايا» السورية تصارع الموت جوعا.. ومناشدات دولية لـ«الأسد» برفع الحصار عنها

السبت 9 يناير 2016 07:01 ص

طالبت الولايات المتحدة، ومنظمات دولية، بالسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى مدينة «مضايا» التي تحاصرها قوات النظام السوري.

ونقلت وكالة الأنباء التركية «الأناضول»، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «جون كيربي»، في الموجز الصحفي من واشنطن: «نحث نظام الأسد على تنفيذ تعهداته المعلنة، برفع حصاره والسماح بالمساعدات والمعونات إلى مضايا، وكذلك إلى الفوعة وكفريا».

وتابع: «كذلك، نحن ندعو روسيا لاستخدام نفوذها مع نظام الأسد لإقناع النظام بسماح الوصول العاجل، وغير المقيد للمساعدات الإنسانية، إلى من تمس حاجتهم إليها بشكل مستمر».

ووصف متحدث الخارجية الأمريكية، الوضع الذي وصلت إليه مدينة مضايا السورية «رمزا لسلوكيات النظام السوري»، فيما اعتبر متحدث البيت الأبيض «جوش إيرنست» أن ما يحدث في المدينة المحاصرة «مثير للغثيان».

وتتواصل معاناة سكان بلدة مضايا، غربي دمشق، من الجوع، مع استمرار حصار قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، لها منذ نحو 200 يوما، دون أن يتمكن المجتمع الدولي حتى اللحظة، من إجبار النظام، على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، رغم الإعلان عن قبوله إدخال كميات بسيطة منها، الخميس.

وفي ظل انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، يلجأ الأهالي المحاصرين في المدينة، والبالغ عددهم نحو 40 ألف نسمة، إلى تناول الماء مع البهارات والملح، فيما تغص المستشفيات بالأطفال والمرضى، جراء سوء التغذية.

وتسبب الحصار المفروض على المدينة، بارتفاع كبير في الأسعار، إذ بلغ سعر الكيلوجرام من الأرز 115 دولار أمريكي.

وباتت مشاهد الأطفال الذين يجمعون «بقايا الطعام» من أطراف حاويات القمامة، والعربات التي تنقل حشائش الأرض لطبخها، تتكرر يومياً في مضايا.

كما أصبح أكبر حلم للأطفال، هي وجبة مشبعة، حيث يقسم أحدهم، أنه لم يأكل شيئًا منذ 6 أيام، وأن أمه تقضي يومها تبحث عن حليب لأخيه الرضيع.

وأوضحت إحدى النساء، ورفضت الكشف عن وجهها لأسباب أمنية، أنها «تغلي العظام أحياناً، وأحياناً أخرى تغلي الماء مع الملح وتقدمه لعائلتها»، مشيرةً أن «زوجها تورمت قدماه، وأصيب بضعف في الرؤية جراء الملح».

فيما ناشدت أخرى، الأمم المتحدة إنقاذهم مما وصلت إليه حالتهم، واشتكت من عدم توفر النقود اللازمة لشراء ما يسدون به رمقهم.

وكان المكتب الطبي في مضايا، الخاضعة لسيطرة المعارضة، قال في بيان أصدره مطلع العام 2016، إن 23 مدنيا معظمهم من الأطفال والمسنين، قضوا جوعا في البلدة، خلال ديسمبر/كانون أول 2015، إلى جانب مقتل 8 أشخاص، وبتر أطراف 6 آخرين، جراء انفجار ألغام زرعتها قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها في محيط المدينة.

وكانت فصائل المعارضة السورية ووفد إيراني توصلوا في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، إلى اتفاق هدنة، يتم بموجبه إخلاء الجرحى وعائلاتهم من كل من الفوعة وكفريا، المواليتين للنظام شمال سوريا وفي الزبداني غرب دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما نصت بنود الاتفاق على السماح لقوافل المساعدات بالدخول إلى الزبداني والمدن والبلدات المجاورة لها ومنها مضايا.

وقال ماجد علي (28 عاما) وهو من نشطاء المعارضة متحدثا لـ«رويترز هاتفيا من مضايا: كنا نعيش على أوراق الشجر وعلى النباتات، لكننا الآن نكافح عاصفة ثلجية ولم يعد هناك المزيد من النباتات أو أوراق الشجر، مضيفا: أنا كنت 114 كيلو قبل الحصار. الآن صرت 80.

وقال «أبو حسن موسى» رئيس مجلس المعارضة في مضايا، إن سكان المدينة يرضون الآن بالمياه بنكهة التوابل أو الليمون والملح والخل كلما أمكن.

وأضاف أن الأسعار قد تصل إلى نحو 300 دولار للكيلوجرام حينما يتوفر الأرز أو الحليب المجفف.

من جانبها قالت «بتينا لوشر» المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي ردا على سؤال من «رويترز»: «برنامج الأغذية العالمي يشعر بقلق شديد بشأن ما تردد عن الوضع الانساني في مضايا المحاصرة منذ أشهر عديدة والذي أصبح يهدد الآن أرواح ما يقرب من 40 ألف شخص».

وأضافت: «آخر مرة تم فيها الوصول إلى مضايا في 17 أكتوبر بعدد 3900 حصة من الغذاء وهو ما يكفي لإطعام أكثر من 19 ألف شخص لمدة شهر واحد.. ومنذ ذلك الحين لم تقدم مساعدات غذائية أو إمدادات انسانية أخرى لهذه المناطق كما كان مخططا».

وقد قالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن حرب الحصارات استخدمت بطريقة مخططة ومنسقة بلا أي رحمة في الحرب الأهلية السورية بهدف «إجبار السكان بشكل جماعي إما على الاستسلام أو الموت جوعا».

كان حصار مضايا قد بدأ قبل نحو ستة أشهر عندما بدأ الجيش السوري ومقاتلو جماعة «حزب الله» اللبناني المتحالفة معه حملة لإعادة سيطرة حكومة «بشار الأسد» على مناطق على الحدود السورية اللبنانية من بينها مدينة الزبداني.

ونفى مصدر مقرب من دمشق مطلع على الوضع في مضايا منع المدنيين من مغادرة المدينة وقال إن عدد الناس فيها مبالغ فيه.

غير أن المرصد السوري قال إن 15 شخصا من بينهم أطفال قتلوا خلال محاولة الهرب إما رميا بالرصاص أو بألغام زرعت لتنفيذ الحصار الذي تفرضه قوات الحكومة ومقاتلو «حزب الله».

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سوريين للتعقيب، وتقول وكالات المساعدات إنها طلبت تسهيل وصولها إلى مضايا ست مرات خلال 2015 لكن لم يتح لها توصيل مساعدات سوى مرة واحدة.

في انتظار إجابات

وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، يرسم خارطة طريق لمحادثات السلام ويدعو الأطراف للسماح لوكالات الإغاثة بالتحرك في مختلف أنحاء سوريا دون عوائق لاسيما في المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها.

وقد أبلغ مجلس تشكل حديثا من قوة المعارضة للإشراف على المفاوضات مبعوث الأمم المتحدة «ستيفان دي ميستورا»، أنه من الضروري حدوث ذلك قبل بدء المحادثات التي يخطط لعقدها في 25 يناير/كانون الثاني.

كما أبلغ المجلس «دي ميستورا» أنه يتعين قبل بدء المفاوضات أن توقف حكومة «الأسد» التي تحظى بدعم من روسيا وايران قصف المناطق المدنية واستخدام البراميل المتفجرة وأن تفرج عن المعتقلين تطبيقا لما جاء في قرار مجلس الأمن.

وقال «رياض نعسان أغا» عضو مجلس المعارضة: «نرى أنه لن يكون من الممكن بدء المفاوضات بينما يستمر القصف على المناطق المدنية والسكان. علينا أيضا أن نظهر للناس انجازات معينة، ونحن في انتظار الردود من السيد دي ميستورا».

ويقول سكان إن قوات موالية للحكومة تحاصر المدينة يعتقد السكان أنها من مقاتلي «حزب الله» عرضت تقديم الغذاء مقابل تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم.

وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن اللجنة تأمل في توصيل مساعدات للزبداني ومضايا والفوعة وكفريا في الأيام المقبلة.

وقال «باول كرزيك» المتحدث باسم اللجنة: «نتلقى تقارير تدعو للقلق من مضايا وأيضا من الفوعة وكفريا عن وضع الناس هناك مثلما هو الحال في كل المناطق المحاصرة في سوريا».

  كلمات مفتاحية

مضايا سوريا نظام الأسد روسيا حصار مضايا الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية حزب الله

رسائل قطرية لرؤساء منظمات دولية تطالب بوصول المساعدات لمضايا السورية

طائرات «الأسد» ألقت أكثر من 17 ألف برميل متفجر في 2015

سوريا.. الجوع يودي بحياة 23 طفلا ومسنا في مضايا الشهر الماضي

روسيا قتلت 2371 شخصا في سوريا خلال 3 أشهر ثلثهم من المدنيين

«الإغاثة التركية» تسير 49 قافلة مساعدات إنسانية إلى سوريا

39 قتيلا في غارة روسية على سجن تابع لـ«جبهة النصرة» في إدلب

مصادر: مساعدات لمناطق محاصرة في سوريا بينها مضايا ستدخل الإثنين

النظام السوري و«حزب الله» يعرقلان وصول المساعدات إلى مضايا

«مضايا» إذ تصفع قتلة الضاحية وسيدهم في طهران

«صنداي تلغراف» تدعو سلاح الجو البريطاني لإغاثة مضايا السورية عبر الجو

«التعاون الإسلامي» توجه نداء عاجلا لإغاثة المحاصرين في سوريا واليمن

انطلاق قوافل المساعدات إلى 3 بلدات سورية من بينها مضايا

مندوب النظام السوري في «الأمم المتحدة» ينفي وجود مجاعة في مضايا

قطر تطالب المجتمع الدولي بوقف سياسات القتل والتجويع ضد المدنيين في سوريا

خروج عشرات المدنيين من مضايا والفوعا وكفريا المحاصرة

نصف مليون سوري في 11 مدينة يستقبلون رمضان بلا طعام