اتحاد «عمال البترول» في الكويت يكشف ملابسات إنهاء إضراب النفط

الجمعة 22 أبريل 2016 09:04 ص

قال اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات في الكويت، قرار إنهاء الإضراب «جاء إكراما لمقام صاحب السمو أمير البلاد، واستئمان سموه، على حماية ورعاية حقوق أبنائه وبناته العاملين في القطاع النفطي».

وأوضح الاتحاد في بيان، أنه »يطيب لاتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات أن يتقدم لجموع العاملين بالقطاع النفطي بخالص الشكر والثناء على ما قدموه من تضحيات ومواقف مشرفة خلال أيام الإضراب انتصارا لمطالبهم العادلة خلف ممثلهم الشرعي، حيث كانوا هم العنصر الرئيسي للنجاح دون منازع في تكاتف رهيب تناولت تغطيته مختلف وسائل الإعلام العالمية لحدث هو الأكبر في تاريخ الاحتجاجات السلمية العمالية في الكويت».

وأضاف البيان أنه فيما يتعلق ببعض اللغط الذي تناولته مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص ملابسات اتخاذ قرار إلغاء الإضراب، فإنه يتحتم علينا مشاركتكم بكل شفافية بعدة حقائق».

واستمرارا في الحديث عن الحقائق، قال البيان: «تقدم أحد أبناء أسرة آل الصباح للتوسط مبينا بأن لديه رسالة بطلب إلغاء الإضراب من قبل مدير مكتب صاحب السمو الأمير، ثم طلبنا التحدث مباشرة مع مدير مكتب صاحب السمو، إلا أن الوسيط اعتذر فلم يلتفت اخوانكم في اتحاد البترول لهذه الوساطة، وتم بذل جهود أخرى للتواصل مع القيادة السياسية».

وتابع البيان: «على إثر ذلك تم الاتصال هاتفيا مع وكيل ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء للشؤون الأمنية والاقتصادية الشيخ فهد جابر المبارك، والذي أكد احتضان المراجع العليا لمطالب العمال، مؤكدا على ان سمو رئيس مجلس الوزراء على استعداد تام للجلوس للتفاوض مباشرة خلال اليوم التالي للاتصال مع التأكيد على سحب ملف التفاوض ليكون بإشراف لجنة مشكلة من مجلس الوزراء، وتحت رعاية رئيس مجلس الوزراء نفسه».

وأردف: «بناء على الضمانات الواردة من ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء، وبهدف تغليب المصلحة العليا للبلاد دون اي تخاذل عن دوره في الدفاع عن حقوق العمال اتخذ المجلس التنفيذي لاتحاد البترول وصناعة البتروكيماويات قراره بإلغاء الإضراب، حيث نص مضمون البيان على الحقيقتين التاليتين، وهما اتخاذ قرار الإلغاء هو إكراما لمقام صاحب السمو الأمير، استئمان سموه، حفظه الله، على حماية ورعاية حقوق أبنائه وبناته العاملين في القطاع النفطي».

ولفت البيان إلى أنه «تم تشكيل لجنة ثلاثية من قبل مجلس الوزراء برئاسة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله، وبعضوية كل من الأمين العام لمجلس الوزراء عبداللطيف الروضان، ورئيس ادارة الفتوى والتشريع المستشار صلاح المسعد، مهمتها إنهاء نزاع المطالب العمالية على أسس قانونية سليمة ترتكز على عدم منازعة جميع العمال في أي حقوق أكدتها الأحكام القضائية أو الاتفاقيات الثنائية المصدقة أو التي ثبتت ديمومتها بما اكتسبه العمال معها من مراكز قانونية مستقرة والتفاوض على ما تبقى من أوجه نزاع، وهذا بحد ذاته انتصار كبير لحقوق العمال، وذلك على النقيض من موقف العضو المنتدب للموارد البشرية الذي أصر على اغتصاب جميع حقوق العاملين الواردة بهذه الأحكام القضائية والاتفاقيات والمراكز القانونية المستقرة».

وقال الاتحاد: «نحن لن نقبل بأنصاف الحلول والمزايدات على اتحاد البترول ونقاباته والعاملين بالقطاع النفطي، فإكراما للكويت وأميرها وشعبها، ضحينا ولن يطول انتظارنا».

وكانت ثلاث صحف كويتية نقلت أمس الخميس عن مصادر لم تذكرها أن أحد أعضاء الأسرة الحاكمة نقل رسالة ادعى أنها من مدير مكتب أمير الكويت لقيادات العمال وحمل مضمونها «الموافقة على مطالبهم شريطة إعلان فض الإضراب.. وعلى ذلك اتخذ قرار العودة عن الإضراب».

وقالت صحيفة «الرأي» إن «الشيخ المذكور تلقى لوما شديد اللهجة على فعلته مقرونا بإجراءات سيتخذها مجلس الأسرة الحاكمة في حقه».

 

وجدت قيادات العمال نفسها في مرمى العمال لاسيما مع اتساع رقعة النقد في مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما موقع تويتر شديد الانتشار في الكويت.

والتقى اتحاد عمال البترول والنقابات النفطية يوم الخميس رئيس الوزراء الكويتي الشيخ «جابر المبارك الصباح» الذي قالت وكالة الأنباء الكويتية إنه «استجاب» لطلب هذه القيادات «وناقش سموه مع الحضور الآثار السلبية المترتبة على الإضراب وتعطيل الإنتاج».

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة لن تستجيب لأي مطالب «تحت الضغط» وأنه «لا سبيل لفرض الرأي مهما كانت حجته ومبرراته» في إشارة إلى مطالب النقابات.

بيان رئيس الوزراء تلاه بيان آخر من الاتحاد قال فيه إنه «يثمن هذا اللقاء الأبوي.. وإننا على ثقة كاملة بحرص سموه على رعاية حقوق ومطالب أبنائه من الطبقة العاملة».

ولم يرق بيان الاتحاد لكثير ممن شاركوا في الإضراب حيث وجه أحد الذين شاركوا في الاحتجاج اللوم للاتحاد على إنهاء الإضراب بدون الحصول على ضمانات مكتوبة.

واشتعل موقع تويتر بتغريدات ساخنة مثل «انتقل إلى رحمة الله تعالى اتحاد عمال البترول والعزاء في تويتر» و«بيان ضعيف لا يرتقي للحدث واقسم بالله أنكم خذلتونا.. وإن دعيت لإضراب ثاني ما راح استجيب».

وكتب آخر على تويتر يقول «ست ساعات من الانتظار لهذا البيان الهزيل الذي لا يحمل في طياته أي حق من حقوق إخوانكم العاملين الذين وثقوا بكم ثقة عمياء .. يا للأسف!».

وقال الدكتور «فيصل بو صليب» أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت لـ«رويترز»، إن من الواضح أن مطالب العمال لم تتحقق معتبرا أن إيقاف الإضراب يمكن أن يساعد على الوصول لحل وسط مع الحكومة التي وصف موقفها بأنه كان «ثابتا» بأنها لن تتفاوض في ظل الإضراب.

وتابع قائلا: «العمال حققوا هدفا رئيسيا وهو إيصال رسالة بأنهم قادرون على توصيل صوتهم بشكل فاعل».

واعتبر «بو صليب» أنه وبعد انتهاء الإضراب أصبح لدى الحكومة قدرة أكبر على تطبيق قراراتها.

وقال: «هذا تكرر في قضايا مختلفة منها حتى قضايا غير شعبية.. واضح أن من يتسيد المشهد السياسي في الدولة حاليا هو السلطة التنفيذية مع تراجع السلطة التشريعية وقدرتها على معارضة السلطة التنفيذية».

وكان «خالد العسعوسي» المتحدث الرسمي باسم شركة البترول الوطنية الكويتية، قال أمس الأول الأربعاء إن مصافي الشركة سوف تستعيد العمل بطاقتها القصوى في أقل من ثلاثة أيام وذلك بعد أن أنهى عمال النفط صباح الأربعاء إضرابا عن العمل.

وقال «العسعوسي» لوكالة «رويترز» إن مصافي البترول الوطنية الكويتية تقوم حاليا بتكرير 530 ألف برميل يوميا «وأعتقد أنه لن يتعدى ثلاثة أيام إلا وتعود (المصافي) لطاقتها القصوى».

وكانت طاقة تكرير المصافي تتراوح بين 890 و930 ألف برميل يوميا قبل الإضراب.

وتوقع مصدر نفطي كويتي أن يصل إنتاج شركة نفط الكويت من النفط الخام إلى 2.8 مليون برميل يوميا خلال ثلاثة أيام ثم يرتفع إلى ثلاثة ملايين برميل في اليوم خلال أربعة أيام وذلك بعد انتهاء إضراب عمال قطاع النفط.

وقال المصدر لـ«رويترز» مشترطا عدم ذكر اسمه إن انتاج الشركة سوف يصل يوم الأربعاء إلى 1.6 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 1.5 مليون يوم الثلاثاء.

وتأتي هذه التوقعات بعد أن أنهى عمال النفط في الكويت صباح يوم الأربعاء إضرابهم عن العمل الذي استمر ثلاثة أيام.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

إضراب النفط بالكويت الكويت اتحاد العمال الكويتي

مصافي البترول الوطنية الكويتية تعود لطاقتها القصوى في أقل من 3 أيام

عمال النفط في الكويت يستجيبون لدعوة «الصالح» وينهون الإضراب

وزير النفط الكويتي يشترط وقف إضراب النقابات للتفاوض

عمالة خارجية لتشغيل المنشآت النفطية بالكويت.. ونقابيون يفتحون باب التفاوض

«الصالح»: وثيقة الإصلاح المالي لا تتضمن أي نوع من الخصخصة

النقابات النفطية بالكويت تلوح بالتصعيد مجددا

إضراب عمال النفط في الكويت .. حقائق ودلالات

مراقبون: المناخ السياسي بالكويت قد يعوق مهمة الحكومة في التقشف