وصل مساء اليوم، إلى القاهرة، العاهل البحريني الملك «حمد بن عيسى»، في زيارة رسمية تستغرق يومين، هي الثالثة لقادة خليجيين إلى مصر خلال الشهر الجاري.

وبحسب صحف مصرية، حظى الملك «بن عيسى»، باستقبال حافل، حيث كان في استقباله بمطار القاهرة الدولي، الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، وسط عزف فرقة الموسيقى الوطنية السلام الجمهوري المصري والملكي لدولة البحرين.

كما أطلقت المدفعية المصرية 21 طلقة في الهواء ترحيبا بالملك، الذي تفقد مع «السيسي» حرس الشرف.

وتزينت شوارع العاصمة من مطار القاهرة حتى قصر الاتحادية، شرقي القاهرة، بالعلم البحريني وصور الملك «بن عيسى».

وعقب دخوله قصر الاتحادية، بحسب المراسم التي نقلها «التلفزيون المصري»، منح «السيسي» الملك «بن عيسى» قلادة النيل، وهو أعلى وسام مصري، تقديرا لجهوده بالمنطقة العربية.

وفي مؤتمر صحفي مشترك بين الزعيمين، قال «بن عيسى»، إنهم حريصون على رفع مستويات التعاون مع مصر في كافة المجالات، مشيرا إلى أن أهل البحرين يكنون المحبة لمصر، منبع الثقافة والعلم.

وأضاف أن «مصر الشقيقة تظل منبع للفكر والثقافة، في وجدان العرب ولن ننسى تضحياتها في بناء البحرين»، وتابع: «نعرب عن أملنا في أن تشهد الزيارة نجاحا كبيرا بين البلدين، والتوقيع على العديد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم بما يعود بالخير على الشعبين».

وأوضح أن البحرين تسخر كافة إمكانياتها لخدمة الشقيقة مصر، مشيرا إلى أن «البحرين تنظر بعين ثاقبة للدور المصري تجاه قضايا المنطقة، وتساند مبادرة مصر لتشكيل قوة عربية مشتركة لدرء الأخطار التي تواجه الجميع».

وتابع العاهل البحريني: «نواجه تدخلات سافرة من إيران ونساند تشكيل قوة عربية لدرء الأخطار التي تواجهنا».

من جانبه، قال «السيسي» إن «مصر ستظل سندا قويا للأمة العربية»، مشيرا على أن «استمرار الإرهاب دون بذل ما يكفي لدحره، يهدد كيانات الأوطان».

وتابع: «نقف بجوار البحرين ضد أي تهديدات خارجية أو أي محاولة للمساس بأمنها»، واستطرد: «هذا يتطلب تنسيقا متزايدا يسمح لنا بالتصدي لهذه الظاهرة، لدحر الإرهاب، والقضاء عليه، الذي يشكل خطرا داهماً على هوية الأوطان، وكيانات ومؤسسات الدول في منطقتنا العربية».

وأضاف موجها حديثه لعاهل البحرين: «إن زيارتكم تؤكد مدى خصوصية العلاقات الثنائية بين البلدين، ومصر ستظل دائما مقدرة لمملكة البحرين الشقيقة وشعبها الداعم لإرادة الشعب المصري، ولن ينسى شعب مصر زيارة جلالتكم كأول زعيم خليجي لمصر في أعقاب ثورة 30 يونيو، التي حملت أصدق عبارات النبل والوفاء، ومدى ما تحملونه لأرض الكنانة من إعزاز ومودة».

وتابع «السيسي»: «تكتسب زيارتكم أهمية خاصة في ظل التحديات الخطيرة التي نواجهها سويا، وأثق في أن تميز العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، تمثل قوة دفع حقيقية تمكننا من مواجهة التحديات المشتركة بما يحافظ على أمننا واستقرارنا، ويمكننا من التصدي للمحاولات المستمرة للتدخل في الشئون العربية الداخلية».

وشهد الزعيمان، التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين.

وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية البحريني «خالد بن أحمد آل خليفة» إن «اللجنة المصرية البحرينية المشتركة ستوقع بحضور الزعيمين 19 اتفاقية للتعاون في مختلف المجالات».

وأضاف الوزير أن «الملك حمد سيزور الأزهر الشريف والكاتدرائية المرقسية، حيث يلتقي الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني».

في السياق نفسه، استقبل وزير الدفاع المصري الفريق أول «صدقي صبحي»، برئيس هيئة الأركان قوة دفاع مملكة البحرين الفريق الركن «ذياب بن صقر النعيمي»، والوفد المرافق له، لتعزيز العلاقات الإستراتيجية المصرية البحرينية، والتي تستند إلى العديد من الجهود والمواقف المشتركة لكلا البلدين لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكان الفريق «محمود حجازي» رئيس أركان حرب القوات المسلحة قد استقبل رئيس هيئة الأركان لقوة دفاع مملكة البحرين، وأجريت له مراسم استقبال رسمية في مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع.

وبحث الطرفان عددًا من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكري، ونقل وتبادل الخبرات ودعم القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة لكلا البلدين.

وتأتي زيارة عاهل البحرين بعد أيام من زيارة «محمد بن زايد آل نهيان»، ولي عهد أبوظبي، إلى القاهرة، الخميس الماضي، الذي وصلها قادماً من الرياض، عقب مشاركته في القمة الخليجية الأمريكية.

وفي ختام الزيارة، التي دامت عدة ساعات، أعلنت الإمارات دعم مصر بمبلغ 4 مليارات دولار، نصفها وديعة لدى البنك المركزي المصري، والنصف الآخر عبارة عن استثمارات إماراتية سيتم ضخها في الاقتصاد المصري.

وجاءت زيارة «بن زايد» إلى مصر بعد قرابة أسبوعين من زيارة مماثلة أجراها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، خلال الفترة بين 7 و11 أبريل/نيسان الجاري، وشهدت توقيع اتفاقات اقتصادية هامة بين البلدين.

ويواجه الاقتصاد المصري في الوقت الراهن صعوبات، بينما شهدت قيمة عملة البلاد (الجنيه) تدهوراً حاداً أمام الدولار الأمريكي، خلال الأشهر الأخيرة.

وأرجع مراقبون ذلك إلى انخفاض دخل البلاد من العملات الأجنبية، وخاصة العائد من النشاط السياحي، وحركة الملاحة عبر الممر الملاحي العالمي، قناة السويس.