كشف الجنرال، «رحيم صفوي» مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، «على خامنئي»، في الشؤون العسكرية، ملامح استراتيجية بلاده للعشرين عاما المقبلة حتى 2036، والتي تضمنت تعزيز دعم «حزب الله» ليصبح أكبر قوة لبنان، ومنع سقوط نظام «بشار الأسد» في سوريا.

جاءت تصريحات «صفوي» أثناء شرحه آفاق الاستراتيجية الإيرانية على مدى العشرين عاما المقبلة في «المؤتمر الوطني الجيوسياسي» الذي انعقد بالعاصمة الإيرانية طهران، أمس الخميس، حسب صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.

وتبدو تصريحاته وكأنها ردا على الاستراتيجية التي أعلنتها السعودية، قبل أيام، للـ15 عاما المقبلة، تحت عنوان «رؤية السعودية 2030»، والتي تشمل الحفاظ على العمق العربي الإسلامي للمملكة، وتحويل اقتصادها من الاعتماد على النفط بشكل رئيسي، إلى التوسع في قطاعات اقتصادية مختلفة تشمل الاستثمار والصناعة والسياحة.

وفي تصريحاته، شدد «صفوي» على ضرورة أخذ الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الشاملة إلى جانب الاستراتيجية العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

وطالب، في هذا الصدد، بتعزيز دعم «حزب الله» حتى يبلغ «الاكتفاء الذاتي» ماليا وعسكريا، وحتى يصبح القوة الكبرى في لبنان، مؤكدا ضرورة تمكينه من الحفاظ على إمكانياته «تحت أي ظرف» في المشهد السياسي اللبناني.

كما عد منع سقوط نظام «الأسد»، ومنع تقسيم سوريا، من الخيارات الاستراتيجية لبلاده.

واعتبر «صفوي» التحالف الدولي ضد الإرهاب «مؤامرة» ضد إيران، مطالبا بالعمل على «مشروع متكامل» والاستعداد لـ«السيناريوهات المختلفة من ضمنها أسوأ السيناريوهات».

وأكد ضرورة «تعزيز الثقل الجيوسياسي» لبلاده في المنطقة، لافتا إلى أن تحقق ذلك يتطلب «ثمنا واستثمارا» من طهران.

في غضون ذلك، اتهم «صفوي» أمريكا بالوقوف وراء زعزعة الاستقرار السياسي في «البحرين، والعراق، وسوريا، واليمن، وأفغانستان، ولبنان»؛ بسبب دعمها للدول العربية، وإقامة قواعد عسكرية في المنطقة.

ودعا إلى إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع تركيا واصفا إياها بـ«صديقة أمريكا وإسرائيل والدول العربية».

وتشهد العلاقات بين إيران وتركيا توترا؛ بسبب مواقفهما المتباينة من القضايا الإقليمية، مثل الأزمة السورية واليمن، وتفاقمت الخلافات بين طهران وأنقرة قبل أسبوعين بعد إدانة إيران في قمة مجلس التعاون الإسلامي في إسطنبول، كما أن إيران تعد التقارب السعودي التركي خطرا على مصالحها في المنطقة.

وبشأن ما يجري في العراق، ذكر «صفوي» أن على بلاده توجيه رسالة واضحة لزعماء إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي، شمال العراق، والتصدي لمنع تقسيم هذا البلد العربي.

وتعليقا على سياسة إيران في المنطقة، أعرب «صفوي» عن تأييده نقل «استراتيجية إيران» إلى الدول المنطقة، مشددا على الأهمية «الجيوسياسية» لمنطقة غرب آسيا لبلاده، كما أكد ضرورة الاهتمام بمثلث آذربيجان وأرمينيا وجورجيا.

وفي سياق متصل، قال المسؤول الإيراني إن على بلاده الحرص على الحضور الدائم في «منظمة شانغهاي للتعاون»، التي تعتبر تحالفا صاعدا على غرار حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، وتضم المنظمة كلا من: الصين، وروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزيا، وأوزباكستان، وطاجيكستان، ومنغوليا، وباكستان، وأفغانستان.