أعلنت محافظة جنوب سيناء (شمال شرق مصر) عن أنها قامت بتخصيص 2000 فدان خلف طريق شرم الشيخ–دهب لمنطقة الميناء البرى لجسر الملك سلمان، المقرر أن يصل بين المملكة العربية السعودية ومصر.

وبحسب صحيفة «المصري اليوم»، أوضح مصدر مسؤول بالمحافظة أن هناك تعليمات من الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، بالجدية وسرعة الإنجاز، مشيرا إلى أنه سواء تمت إقامة النفق أو الكوبري فكلاهما جسر بري، لافتا إلى أن هناك دراسات للطيران المدني والاستشعار عن بعد والبيئة سوف تنتهي قريبا، لاختيار المقترحات المختلفة لخروج الجسر، ومن المقرر أن يشمل الميناء دائرة جمركية ومنطقة حرة وساحات انتظار للسيارات.

وكان وزير النقل المصري رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب «جلال سعيد»، قد أكد نهاية أبريل/نيسان الماضي، أهمية مشروع «جسر الملك سلمان» المقرر إقامته للربط البري بين السعودية ومصر، موضحا أن هناك لجنة سعودية مصرية مشتركة تعكف حاليا على دراسة الجوانب الفنية المتعلقة بهذا المشروع.

وقال «سعيد»: «إن تكلفة النفق أعلى بسبب طبيعة المنطقة الصخرية، كما أن الدراسات تشمل وضع الشعب المرجانية بالمنطقة»، منوها إلى أن الجسر يربط مصر من منطقة شرم الشيخ إلى منطقة تبوك بطول ما يقرب من 50 كلم، موضحا أنه سيساهم في زيادة حركة التبادل التجاري والركاب بين البلدين.

وفي وقت سابق، عبر 30 نائبا في البرلمان الأردني عن خشيتهم من الآثار السلبية، التي سيخلفها الجسر على الاستثمار في الأردن، وطالبوا في مذكرة رسمية من حكومة بلادهم التحرك سريعا للتفاوض مع الجانبين السعودي والمصري، لوضع آلية للاستفادة من الجسر بما ينعكس بالنفع على الأردن.

ورغم أن البرلمان أبدى ترحيبه بإنشاء الجسر باعتباره سيعزز التضامن العربي، إلا أنه عبر عن مخاوف من الآثار السلبية له على ميناء العقبة جنوب الأردن.

من جانبها، طالبت لجنة السياحة في جمعية رجال الأعمال المصريين، بتطمينات حكومية بشأن عدم مساس الجسر بطبيعة المناطق السياحية في مدينة شرم الشيخ، أكبر المنتجعات السياحية المصرية، مشيرة إلى ضرورة تحديد نقاط البداية والنهاية للجسر.

وقال «أحمد بلبع» رئيس لجنة السياحة منتصف أبريل/نيسان الماضي، إنه لابد من أن يبعد الجسر عن مدخل مدينة شرم الشيخ بمسافة مناسبة، حتى لا يحدث بها أي تكدس، وحتى لا تفقد طابعها المتميز كمنتجع سياحي عالمي، مشيرا إلى أنه تم استثمار مئات مليارات الجنيهات من قبل الدولة والقطاع الخاص في المدينة.

هذا وتبلغ الطاقة الفندقية في منتجع شرم الشيخ نحو 30 ألف غرفة، من إجمالي 63 ألف غرفة موجودة في محافظة جنوب سيناء.

ويوفر المنتجع نحو 45% من الدخل السياحي لمصر سنويا، وفق بيانات جمعية مستثمري جنوب سيناء.

وقد أعلن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، خلال زيارته الأولى لمصر التي أجراها في أبريل/نيسان الماضي عن إنشاء الجسر، واصفا إياه بأنه خطوة تاريخية للربط البري بين قارتي آسيا وأفريقيا، وأنه سيرفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، فيما أكد ولي ولي عهد المملكة الأمير «محمد بن سلمان» أن الجسر سيكون أكبر معبر بري في العالم، وإنه سيوفر فرصا ضخمة للاستثمار والبناء.