قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، إن أولوية السعودية في اليمن في الوقت الحالي، لم تعد محاربة الحوثيين الانقلابيين، بل لمحاربة تنظيم القاعدة.

وقال «الجبير»، في حديثه لصحيفة لوفيغارو الفرنسية إن «تنظيمي القاعدة والدولة هما تنظيمان إرهابيان، أما الحوثيون فهم جيران المملكة، ويمكن التفاوض معهم»، معربا عن تفاؤله حول المفاوضات المتواصلة في الكويت بين الحوثيين والحكومة الموالية للسعودية.

وأضاف أن هناك تقدما ملحوظا فيما يتعلق ببعض القضايا العالقة، لكن لا تزال هناك خلافات حول مسائل أخرى، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى تسوية سياسية للصراع اليمني.

واعتبرت صحيفة لوفيغارو في التقرير الذي ترجمه موقع عربي 21 أن تصريح «الجبير»، يعتبر دليلا واضحا على حدوث تغير حقيقي في الموقف السعودي من الحرب في اليمن، مضيفة، أن هذا التحول انعكس ميدانيا، من خلال تنفيذ الطيران السعودي غارات استهدفت معاقل تنظيمي القاعدة والدولة خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما كان استجابة للضغوطات الأمريكية المتزايدة.

وأدت المفاوضات الجارية في الكويت إلى تقريب وجهات النظر، والتوصل لاتفاق يقضي بتحرير كلا الطرفين اليمنيين والمعتقلين في غضون عشرين يوما من تاريخ توقيع الاتفاق.

 أما في الشأن السوري، قال «الجبير» إنه يكفي أن يتم «قطع بضع عشرات من الرؤوس» حتى يكون هناك انتقال سياسي دون التسبب في انهيار الدولة، في إشارة إلى رئيس النظام السوري «بشار الأسد» وكبار قادة الأجهزة الأمنية، الذين تورطوا في القيام بأعمال دموية في الاحتجاجات الشعبية، منذ بدايتها في سنة 2011.

 وأشارت الصحيفة إلى أن هناك خلافات بين أطراف المعارضة السورية، لكن السعودية تبقى قادرة على التحكم في هذه الخلافات من خلال التمويل، خاصة وأنّ السعودية تعتبر من أبرز الممولين للمعارضة السورية.

 ونقلت عن «الجبير» قوله إن «التعاون مع الولايات المتحدة لا يزال متواصلا، وهناك تنسيق تام بين الطرفين».

وبحسب الصحيفة فإن السعودية تستعد لطي صفحة الماضي مع إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» التي خذلتها، وتتوقع أن تضع الإدارة الأمريكية القادمة خطة بديلة في حال لم تنجح الأساليب الدبلوماسية في تحقيق النتائج المطلوبة.

وأشار «الجبير» إلى وجود خلاف بين الأطراف المتفاوضة في باريس حول تسليح المعارضة أو الاكتفاء بالحلول السياسية، بينما تدعم السعودية خيار تسليح المعارضة السورية المعتدلة بكل أنواع الأسلحة الضرورية، بما في ذلك صواريخ أرض- جو، بهدف التخلص من الأسد.

وأكّد «الجبير» أن مثل هذا القرار لا يمكن اتخاذه من قبل دولة واحدة، بل يجب التنسيق بين كل الأطراف، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة.