كشف مصدر في قوات النظام أن مئات من القوات الإيرانية وصلت إلى مدينة حلب، شمالي سوريا، عبر مطار النيرب العسكري، في أعقاب الخسائر الكبيرة التي تلقاها النظام السوري وحلفاؤه في جنوب المدينة هذا الشهر.

وتأتي هذه التعزيزات على ما يبدو في سياق ما أعلنه قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، «قاسم سليماني»، بشأن المشاركة إلى جانب قوات «بشار الأسد» لاستعادة المواقع الاستراتيجية التي خسرتها، لا سيما بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي في السادس من مايو/أيار الجاري.

وقال المصدر لموقع «عربي 21» الإخباري إن نحو 500 مقاتل إيراني وصلوا إلى مطار النيرب العسكري، شرق حلب، فجر السبت، قادمين من مطار دمشق على دفعات متتالية بطائرات الشركة السورية للطيران (حكومية).

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن وصول المقاتلين الإيرانيين إلى مطار النيرب جاء وسط إجراءات أمنية مشددة، وبإشراف مباشر من المقدم «فادي عباس»، المسؤول الفعلي عن المطار، و«محمد السعيد»، قائد «لواء القدس الفلسطيني»، الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام، بحضور قيادات عسكرية إيرانية.

وأكد المصدر أنه من المقرر أن تنضم القوات الإيرانية خلال اليومين القادمين إلى قوات النظام و«حزب الله» اللبناني في ريف حلب الجنوبي، للشروع في حملة برية؛ لاستعادة السيطرة على بلدة خان طومان.

من جانبه، أكد «مهنا جفالة»، القائد العام لـ«كتائب أبو عمارة» العاملة في حلب، أن جميع الفصائل المقاتلة على علم مسبق بتحركات واستعدادات القوات الإيرانية في المنطقة التي ستكون «مقبرة جديد للغزاة في حال محاولتهم التقدم باتجاه بلدة خان طومان»، وفق تعبيره.

وأوضح «جفالة» أن «القيادة الإيرانية تحاول استرجاع الهيبة التي فقدتها مؤخراً بهزيمة مذلة أمام الفصائل المقاتلة التي استفادت من الأخطاء العسكرية وتجاوزتها، وهذا ما سيظهر أكثر في المرحلة المقبلة، بعد أن باتت تمتلك اليوم خبرة عسكرية واسعة في التعامل مع سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات النظام وحلفائها».

وكانت وكالة «رويترز» للأنباء، قالت في تقرير لها إن هجوم مقاتلي المعارضة في سوريا على مدينة خان طومان قرب حلب الأسبوع الماضي شكل أحد أكبر الانتكاسات في المعارك لتحالف المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب «بشار الأسد»، واصفة هذا الأسبوع بأنه «أسبوع أسود» لإيران و«حزب الله» في سوريا.

وقدرت تقارير عدد القتلى في صفوف المسلحين الإيرانيين والأفغان واللبنانيين بما يصل إلى 80 في الهجوم الذي قادته فصائل «جيش الفتح» وفصائل أخرى. وكان 17 من القتلى على الأقل إيرانيين وهو على ما يبدو أكبر خسارة في معركة خارج الجمهورية الإسلامية منذ حرب العراق وإيران.

والأسبوع الماضي، أيضا، تعرضت قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه لخسائر كبيرة بعد هجوم مفاجئ للفصائل المقاتلة على منطقة مخيم حندرات في ريف حلب الشمالي.