«رويترز»: «أسبوع أسود» لإيران و«حزب الله» في سوريا

السبت 14 مايو 2016 06:05 ص

شكل هجوم مقاتلي المعارضة على مدينة خان طومان قرب مدينة حلب، شمالي سوريا، الأسبوع المنصرم، أحد أكبر الانتكاسات في المعارك لتحالف المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب نظام «بشار الأسد».

وقدرت تقارير عدد القتلى في صفوف المسلحين الإيرانيين والأفغان واللبنانيين بما يصل إلى 80 في الهجوم الذي قادته «جبهة النصرة »، حسب تحليل لوكالة «رويترز» للأنباء، وصف «الأسبوع المنصرم» بأنه «أسبوع أسود» لإيران و«حزب الله» في سوريا.

وكان 17 من القتلى على الأقل إيرانيين؛ وهو على ما يبدو أكبر خسارة في معركة خارج الجمهورية الإسلامية منذ حرب العراق وإيران.

وكتب مقاتل إيراني في سوريا رسالة على تطبيق «واتس آب» عبر الهاتف نشرها موقع إيراني رسمي، وقال فيها: «دعواتكم لنا. لا نستطيع التحرك. هناك 83 منا في غرفة واحدة. نحن في انتظار الدعم بالمدفعية لنتمكن من الانسحاب. بإذن الله نحن شهداء، ولن نؤسر».

وبعد أحداث خان طومان تعرضت إيران وحلفاؤها لضربة أشد وطأة فقد وردت أنباء، في وقت مبكر من أمس الجمعة، عن مقتل القيادي في «حزب الله» اللبناني، «مصطفى بدر الدين»، الذي كان يشرف على العمليات العسكرية للحزب في سوريا.

وليس من الواضح كيف يمكن أن تؤثر مثل تلك التغيرات على الأرض في مسار الحرب التي نشبت في أعقاب قمع نظام «الأسد» لثورة شعبية اندلعت ضد حكمه، في مارس/آذار 2011.

وقبل تدخل إيران جاء «حزب الله»، وكذلك روسيا، لمساعدة «الأسد» عندما بدا أن قبضته على الحكم بدأت في التفكك.

ويعتبر دبلوماسيون وخبراء من الشرق الأوسط التزام هؤلاء الحلفاء بمساندة «الأسد» أساسي لبقائه.

ومثل تلك الضربات هي دليل على الثمن الذي تدفعه إيران و«حزب الله» في سوريا وحجم العداءات التي يواجهونها في الحرب متعددة الأطراف التي تصاعدت مجددا في الأسابيع القليلة الماضية في ظل إخفاق المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة.

ولم تفوت «إسرائيل» الفرصة لاصطياد قادة بارزين من إيران ومن «حزب الله» في سوريا على مدى العام الماضي أو أكثر.

وقال «حزب الله» إن «بدر الدين» قُتل في تفجير قرب مطار دمشق. وألقى مسؤول من الحزب باللائمة على «إسرائيل». ولم تعلق الحكومة «الإسرائيلية».

ويحتفل أعداء آخرون في صفوف مقاتلي المعارضة ذات الأغلبية السنية بما يعتبرونه هزيمة لإيران في خان طومان، والتي جاءت بعد خسارة مدينة العيس القريبة.

ووصف خبير أمني مقرب من دمشق تدني الروح المعنوية لدى حكومة «الأسد»؛ بسبب خسارة أراض بعد استعادتها بصعوبة.

وأحد التفسيرات المحتملة لذلك التراجع قد يكون انخفاض الدعم الجوي الروسي.

ونفذت روسيا ضربات جوية دعما لـ«الأسد» لمدة سبعة أشهر، لكنها، أيضا، كانت مشتركة في جهود دبلوماسية تدعمها الولايات المتحدة، وساندت اتفاقات لوقف إطلاق النار.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره لندن، ومقاتل يحارب في المنطقة، إن كثافة الضربات الجوية الروسية مؤخرا تراجعت.

ويقول محللون يتابعون الصراع إن هذا التطور قد يكون مصدرا للخلاقات بين حلفاء «الأسد».

صدمة في إيران

وأحدث الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» وحلفاؤها على خان طومان صدمة في إيران.

ونشرت مواقع مرتبطة بـ«الحرس الثوري الإيراني» أسماء وصور 13 إيرانيا قتلوا في خان طومان.

وكان أغلب هؤلاء ينتمون إلى وحدة من الحرس بإقليم مازاندران في شمال إيران.

لكن كانت هناك مخاوف بين بعض المسؤولين والقادة العسكريين الإيرانيين من أن الأنباء عن وقوع خسائر بشرية كبيرة قد تحول الرأي العام ضد مشاركة إيران في سوريا.

وانعكس بعض من تلك المخاوف في بيان صحفي صدر عن مكتب «الحرس الثوري» في إقليم مازاندران.

وقال البيان إنه «للحفاظ على الهدوء في المجتمع» ينبغي عدم الوثوق في أي معلومات سوى تلك التي تصدر عن مكتبهم.

وقال موقع «تسنيم» الإخباري الإيراني إن من بين القتلى «شافي شفيع»، القائد في «فيلق القدس»، وهو قوة من النخبة تابعة للحرس الثوري.

وقال موقع «إيه.بي.إن.إيه» الإخباري الإيراني إن جثته بحوزة مقاتلي المعارضة السورية.

وأظهرت صور نشرتها المعارضة المسلحة وأعادت نشرها مواقع إخبارية إيرانية صورا عن قرب لمقاتلين قتلوا في المعركة.

وتظهر إحدى الصور ما لا يقل عن 12 جثة فيما يبدو مخضبة بالدماء ومصفوفة في رواق مبنى.

وتظهر مجموعة أخرى من الصور نشرتها المعارضة السورية سجينين لم تحدد جنسيتهما كانا مقيدين ومخضبين بالدم، ويجري اقتيادهما خلف سيارة.

وقال «محمد صالح جوكار»، عضو لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إنه لا توجد أرقام دقيقة بشأن عدد الإيرانيين الذين قتلوا أو أسروا في «كارثة» خان طومان.

ووصف «علي لاريجاني»، رئيس البرلمان الإيراني، ما حدث بأنه جريمة ارتكبها «إرهابيون جبناء» أثناء وقف إطلاق النار في إشارة على ما يبدو إلى اتفاق وقف الاقتتال الذي لا يشمل «جبهة النصرة» وجماعات أخرى يعتبرها الغرب «متشددة».

وتظهر لقطات صورتها المعارضة المسلحة من طائرة دون طيار هجوما مركبا على خان طومان بدأ بإطلاق وابل من الصواريخ وقذائف المورتر وشاركت فيه عربات مدرعة ودبابة. وشوهدت سحابة من الدخان نتجت فيما يبدو عن تفجير سيارة ملغومة تتصاعد قرب مبنى.

«حزب الله» يتعهد بمواصلة القتال

وأعلنت إيران مقتل نحو ستة جنرالات في سوريا ومقتل عدد أكبر بكثير من الضباط الأقل رتبة منذ 2012.

وخسر «حزب الله» أيضا أربعة من أبرز مقاتليه من بينهم «بدر الدين» زوج شقيقة القائد العسكري السابق للجماعة «عماد مغنية».

و«بدر الدين» أكبر شخصية في «حزب الله» تُقتل منذ اغتيال «مغنية» في  عام 2008، وفي دمشق أيضا.

وتشير تقديرات إلى أن «حزب الله» فقد نحو 1200 مقاتل في سوريا؛ حيث يقدم مقاتلو الحزب الذين يتمتعون بتدريب جيد المساندة لجيش «الأسد».

ويعتبر الحزب حربه في سوريا صراعا وجوديا تنظيمي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية»، اللذين يصفهم الحزب بـ«التكفيريين».

وخلال مراسم تشييع جثمان «بدر الدين» في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، تعهد نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ «نعيم قاسم»، بسير الحزب على النهج الذي اختاره بالاستمرار «في مواجهة إسرائيل وفي مواجهة التكفيريين».

  كلمات مفتاحية

سوريا إيران حزب الله خان طومان بشار الأسد أسبوع أسود جبهة النصرة

مقتل 5 من «حزب الله» في التفجير الذي أودى بحياة «بدر الدين»

مقتل المسؤول العسكري في حزب الله «مصطفى بدر الدين» في انفجار بسوريا.. تعرف عليه

إيران تستعد لإعدام 30 داعية سني ونشطاء: تنتقم لقتلاها في سوريا

معركة خان طومان تضرب عصبا حساسا في إيران

الإعلام الإيراني يبكي قتلاه: معركة «خان طومان» في حلب «كربلاء جديدة»

«حزب الله»: قصف مدفعي «للتكفيريين» وراء قتل «بدر الدين»

«المرصد السوري» يكذب رواية «حزب الله» حول مقتل «بدر الدين»

مغردون كويتيون يهاجمون «دشتي» بعد مدحه «بدر الدين» قتيل «حزب الله» في سوريا

500 مقاتل إيراني يصلون إلى حلب عبر مطار النيرب

«الحوثي» يبعث رسالة تعزية إلى «حزب الله» في مقتل «بدر الدين»

المعارضة السورية تستعيد قرى في ريف حلب الشمالي من «الدولة الإسلامية»

«ديفيد هيرست»: بوصلة «حزب الله» تتحول من (إسرائيل) إلى السعودية

قطر تجدد رفضها استمرار «الأسد» في سوريا

رئيس وفد المعارضة يؤكد ارتفاع مقاتلي إيران في سوريا إلى 80 ألفا

اشتباكات بين قوات «الأسد» و«حزب الله» في حلب.. ومصادر بالمعارضة: ليست الأولى

20 قتيلا من «حزب الله» في سوريا خلال يومين

«حزب الله» ينفي الاشتباك مع قوات «الأسد» في حلب