اشتباكات بين قوات «الأسد» و«حزب الله» في حلب.. ومصادر بالمعارضة: ليست الأولى

الجمعة 17 يونيو 2016 07:06 ص

كشفت مصادر متطابقة عن اشتباكات عنيفة جرت خلال الساعات الماضية بين ميليشيات نظام «بشار الأسد» و«حزب الله» اللبناني في حلب، شمالي سوريا، وشملت قيام طيران النظام باستهداف مجموعات للحزب، لكن الأنباء تضاربت حول الأسباب التي أدّت إلى اندلاع هذه الاشتباكات.

وفي حين أشارت مصادر في المعارضة السورية إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها مواجهات بين الحليفين، إنما هي المرة الأولى التي يتم تداولها في الإعلام، لا سيما أنها وصلت إلى حد القصف بالطيران، حسب ما أفادت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندينة.

وحسب موقع «حلب اليوم»، بدأت الاشتباكات منتصف ليل الأربعاء الخميس، في حيلان والميسات وتلة المضافة في ريف حلب الشمالي، واستمرت بشكل عنيف حتى ساعات الصباح، وأدت إلى قطع «طريق حلب - ماير – نبل والزهراء – عفرين».

ونقل عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، «سمير نشار»، الذي يتحدّر من مدينة حلب، عن مصادر ميدانية معارضة، قولها إن الاشتباكات نتجت عن اتهامات متبادلة بالخذلان وتبادل الشتائم المذهبية، وأدت إلى مقتل ضابط و7 عناصر من قوات النظام التي عمدت إلى الرد بقصف منطقة نبل والزهراء في الريف الشمالي، قبل أن تمتد المعارك إلى ريف حلب الجنوبي، ولا سيما في منطقة الحاضر ومحيط خان طومان.

وفي تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»، اعتبر «نشار» أن هذا التطور هو «نتيجة فقدان الثقة بين الطرفين والخسائر التي مني بها الحزب في ريف حلب الجنوبي، وهو ما سينعكس سلبا على الخطة التي كانوا قد بدأوا العمل عليها لمحاصرة مدينة حلب، والتي لا بد أن تستفيد منها المعارضة».

موقع «أورينت» المعارض، نقل من جانبه عن مصدر ميداني، قوله إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، وقعت بين «حزب الله» وقوات النظام؛ نتيجة خسائر الأخيرة على جبهة الملاح في ريف حلب الشمالي لليوم الثالث على التوالي، في الوقت الذي يعتبر فيه الحزب أنه هو من قام بتحريرها ليأتي عناصر النظام ويضيعونها.

كما تحدث «جيش الفتح» على حسابه في «تويتر»، أمس، عن اشتباكات عنيفة بين قوات «الأسد» وميليشيات «حزب الله» في منطقتي حيلان والبريج في حلب، «والسبب هو الاتهامات بالتخوين بين الطرفين».

من جهته، نقل «موقع جنوبية» المعارض للحزب، عن مصدر مقرب من الأخير، أن سبب هذا الاشتباك يعود إلى العملية النوعية التي قامت بها الفرقة 13 من الجيش الحر، عندما تسللت من جبهة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، عبر خطوط قوات النظام، وضربت مجموعة من عناصر ما يسمى «حزب الله» متمركزة في موقع خلفي، بصاروخ «تاو» موجه.

ولفت الموقع إلى أن هذه العملية النوعية أدت إلى مصرع 8 منهم على الفور، وجرح 6 معظمهم في حالة خطرة، عندئذ وجهت عناصر الحزب التهمة إلى الكتيبة السورية التي حدث الخرق عبرها، واتهمت عناصره الضابط المسؤول عنها بـ«الخيانة»، فهاجموا مركزها الرئيسي وقتلوا الضابط السوري المسؤول عن الكتيبة وهو برتبة مقدم، إضافة لـ6 من الجنود، انتقاما لما حدث لرفاقهم، لتتوسع الاشتباكات بعد ذلك، ويشن سلاح جو النظام السوري ولأول مرة 3 غارات متتالية على مواقع للحزب كان قد أخلاها تحسبا، فلم تقع خسائر بالأرواح، على حد قول المصدر».

وكانت مصادر في المعارضة السورية أشارت إلى سقوط 8 قتلى من عناصر «حزب الله» دفعة واحدة على يد «جيش الفتح»؛ جراء تعرضهم لصاروخ خلال المعارك الدائرة في ريف حلب الجنوبي، وهم القيادي البارز «محمد نوار قصاب» الملقب بـ«الحاج باسم»، وكذلك مساعده «عبدو جعفر»، وكل من العناصر: «محمد أحمد إبراهيم»، و«حسن اﻷحمد»، و«علي رمضان عرب»، و«علي مرعي»، و«محمد حكيم»، و«علي ترمس».

ولفتت المصادر إلى أن القتلى سقطوا جراء تعرضهم لصاروخ موجه أطلق عليهم في تلة «خلصة»، بريف حلب الجنوبي.

وفي حين تشير معلومات عدة إلى أن الخلافات بين الحزب وقوات النظام ليست جديدة، إنما تعود لأشهر عدة ولا سيما منذ التدخل الروسي، اعتبرت مصادر في المعارضة السورية أن المواجهات بين الحليفين نتيجة تفكير إيران وحلفائها الذين يتصرفون بعقلية المحتل أو المستعمر، إضافة إلى اختلاف السياسات ضمن المحور الواحد.

 واعتبرت أن النظام الذي يقدم التنازلات لمن يدعمه ميدانيا، لا بد أن يصل إلى مرحلة يرفض فيها تجاوز حدود معينة.

وهذا ما أشار إليه أيضا مصدر في الائتلاف الوطني، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن "الخلافات ليست جديدة بين الطرفين، وهي بسبب تصرف الحزب وكأنه قوة احتلال، إضافة إلى منعه قوات النظام التي اعتاد عناصرها أن يعمدوا إلى تخريب المنازل وسرقتها، من الاقتراب أو الدخول إلى المناطق التي يتم السيطرة عليها».

وأشار المصدر إلى «شعور عناصر الحزب بعدم التكافؤ في المعركة بينهم وبين عناصر قوات النظام، الذين لا يتمتعون بقدرة قتالية توازي تلك التي يتميزون بها هم؛ ما يؤدي بشكل دائم إلى تكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم».

وكان للإعلام السوري المحسوب على النظام دور كذلك في إلقاء الضوء على هذه الخلافات، وذلك عبر إعلاميين محسوبين عليه، إذ نشر على حساب يحمل اسم الصحفي والمحلل المدافع عن النظام «شريف شحادة» على موقع «فيسبوك»، تعليقا وهجوما ضد «حزب الله»، قال فيها: «الجيش السوري هو قائد الوطن ولا سيادة فوق سيادة (البوط السوري)، وعلى القوات الرديفة التي تساعد الجيش السوري على بسط السيطرة عليها أن تعلم أنها جاءت لحماية سوريا وليس لبسط سيطرتها».

 وختم بالقول: «نرجوكم أن تعيدوا حساباتكم».

من جهتها، قالت «كنانة علوش»، مراسلة قناة «الدنيا» التابعة للنظام السوري، عبر تعليق على «فيسبوك»: «إن الخلاف في النبل والزهراء جرى بعد الخلاف بين عناصر من (حزب الله) مع عناصر المقاومة التابعة لمدينة النبل، واعتداء الحزب على عناصر الجيش السوري».

وأضافت: «على القوات الرديفة للجيش العربي السوري أن تعلن أن جيش الوطن هو فخر الأمة، وهو من ساند (حزب الله) بحربه مع إسرائيل» وأنهت كلامها بالقول: «لا تلعبوا معنا».

 

 

 

 

 

  كلمات مفتاحية

سوريا حزب الله بشار الأسد اشتباكات

«جبهة النصرة» تأسر مقاتلا إيرانيا في حلب و«جيش الفتح» يقتل 8 من «حزب الله»

روسيا وإيران و«حزب الله» في سوريا: ربح اليوم خسارة الغد!

مرجع شيعي لبناني يدعو إيران و«حزب الله» إلى الانسحاب من سوريا

«رويترز»: «أسبوع أسود» لإيران و«حزب الله» في سوريا

«ستراتفور»: حزب الله يخطط لتواجد دائم في سوريا

المعارضة تعلن استعادة مواقعها باللاذقية والطائرات الروسية تقصفها جنوب سوريا

20 قتيلا من «حزب الله» في سوريا خلال يومين

«حزب الله» ينفي الاشتباك مع قوات «الأسد» في حلب

المعارضة تسيطر على قريتين بريف حلب بعد معارك مع «ميلشيات شيعية»

31 قتيلا لـ«حزب الله» في حلب خلال خمسة أيام