«ستراتفور»: حزب الله يخطط لتواجد دائم في سوريا

الجمعة 8 أبريل 2016 05:04 ص

مثل الجهات الأجنبية والمحلية الأخرى، فقد كان تدخل حزب الله في الحرب الأهلية السورية يهدف في المقام الأول إلى تحسين موقفه في البلاد وفي مختلف أنحاء المنطقة. وقد جمعت «ستراتفور» معلومات من مصادر دبلوماسية ومن مصادر مقربة من حزب الله قامت برصد وتتبع قيام حزب الله بإنشاء قواعد له في سوريا. ووفقا لتلك التقارير، فإن محاولات حزب الله لتوسيع وترسيخ سيطرته في سوريا سوف تزيد في المستقبل.

الآن، فإن صور الأقمار الصناعية تقوم بتعزيز هذه التنبؤات التي تمكننا من إلقاء نظرة فاحصة على قاعدة لحزب الله قرب بلدة القصير السورية، حيث قام حزب الله بتشييد تحصينات دفاعية كبيرة منذ قيامه بغزو المنطقة في يونيو/حزيران من العام 2013.

القاعدة التي تقع قرب القصير، مثلها مثل باقي المواطن الدفاعية الأخرى المتوقعة في سوريا، تمثل جزءا من استراتيجية حزب الله المستقبلية في البلاد. تلعب تلك القاعدة دورا هاما في حماية المجموعة، وربما لبنان ككل، من التهديدات التي قد تواجهه إذا تمت الإطاحة بالرئيس السوري «بشار الأسد». جنبا إلى جنب مع القاعدة، فقد ركز حزب الله على تأمين الحدود اللبنانية عبر بناء ساتر ترابي كبير على امتداد الحدود قرب القصير. قام الحزب أيضا بإخلاء المنطقة المحيطة بالقاعدة لتمكينه من المراقبة بشكل أفضل والدفاع عن المنطقة الواقعة على طول الجانب السوري من الحدود. وعلاوة على ذلك فإن هناك مصادر تشير إلى قيام حزب الله بحفر بعض الأنفاق امتدادا من القاعدة ورجوعا إلى لبنان.

جنبا إلى جنب مع رعاته في طهران، يعترف حزب الله أن الحرب في سوريا هي فرصة لتأسيس مواقع حصينة بالقرب من الحدود مع لبنان. ووفقا لمصدر مقرب من حزب الله، فإن الحزب يعتزم تخزين مجموعة من أسلحة المدفعية مثل صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون ومدافع هاوتزر، في القاعدة قرب القصير. كما أنه يخطط لنقل 60 دبابة من دبابات القتال الرئيسية من طراز تي 72 إلى هناك. بالإضافة إلى ذلك، قالت مصادر أن هناك ما لا يقل عن أربعة مصانع منفصلة للذخيرة داخل القاعدة.

قامت المصادر أيضا بالربط بين هذه القاعدة وغيرها من المنشآت المستقبلية التي يرغب حزب الله من خلالها في ضمان وجود دائم لـ3000 مقاتل في سوريا، حتى بعد انسحابه من القتال هناك. يمكن للقواعد أن تستوعب عددا كبيرا من المقاتلين، وفي الوقت نفسه فإنها توفر مقرات للتواجد العسكري الإيراني في سوريا. ووفقا لمصدر دبلوماسي إيراني، فإن كبار الضباط التابعين للحرس الثوري الإيراني يتفقدون في كثير من الأحيان المواقع بالقرب من القصير حيث يتعاملون مع القاعدة باعتبارها أحد الأصول الإيرانية. يمكن لهذا الموقع أيضا أن يعمل كمقر للتفاعل بين والتدريب بين عناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.

وجود ضباط إيرانيين يشير إلى سبب آخر يدفع حزب الله لبناء قواعد في سوريا. وقالت مصادر مقربة من الحزب أن هناك صواريخ بعيدة المدى في القصير. على الرغم من أن صور الأقمار الصناعية لا تؤكد ذلك، فقد أشارت المصادر تحديدا إلى وجود أنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية الإيرانية، بما في ذلك شباب 1، شهاب 2، وفاتح 110. يمكن أن تستخدم أي من هذه الصواريخ لضرب (إسرائيل)، وقد كانت هناك شكوك دوما حول امتلاك حزب الله لمثل هذه الصواريخ. في حين أن هذه الصواريخ يمكن أن تكون حاسمة في حال نشوب هجوم بري إسرائيلي واسع النطاق ضد حزب الله في لبنان، فإنها ليست في متناول سلاح الجو الإسرائيلي. وقد قامت (إسرائيل) بالفعل بتوجيه ضربات إلى مخزونات أسلحة حزب الله في سوريا في عدة مناسبات، إلا أن الصور لا تظهر منشآت تحت الأرض في القاعدة قادرة على حماية هذه الأسلحة.

 

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

حزب الله سوريا إيران لبنان القصير الأزمة السورية الميليشيات الشيعية الحرس الثوري

مسؤول في «حزب الله»: سنبقى في سوريا ما دامت الحاجة والسعودية لن تنفعها أموالها

سوريا: أنصار «حزب الله» يستغيثون بـ«المهدي» لنصرة مقاتلي الحزب في حلب

«حزب الله» يقيم منشأة غير تقليدية في «الزبداني» على الحدود السورية اللبنانية

«حزب الله» .. من «مقاوم» للعـدو إلى قـاتل للشعوب

«حزب الله» يستغل ذكرى كربلاء في التعبئة لحربه في سوريا

عضوة بالمعارضة السورية: اتفاق وقف إطلاق النار على وشك الانهيار

«المعلم» يتهم «مجموعات إرهابية» بخرق الهدنة بتوجيهات تركية وسعودية

الخطوط الحمراء والمحرمات في المشهد السوري

مصادر: ‏مشروع أردني إماراتي لوقف الثورة في الجنوب السوري وحماية أمن (إسرائيل)

«جبهة النصرة» تعرض تسجيلا مصورا لأسير من حزب الله في معارك حلب (فيديو)

اشتباكات بين قوات «الأسد» و«حزب الله» في حلب.. ومصادر بالمعارضة: ليست الأولى

20 قتيلا من «حزب الله» في سوريا خلال يومين

«حزب الله» ينفي الاشتباك مع قوات «الأسد» في حلب

31 قتيلا لـ«حزب الله» في حلب خلال خمسة أيام

مسؤول في «حزب الله»: مستعدون لزيادة حجم مشاركتنا العسكرية في سوريا