رئيس وفد المعارضة يؤكد ارتفاع مقاتلي إيران في سوريا إلى 80 ألفا

الأربعاء 18 مايو 2016 10:05 ص

قال رئيس وفد المعارضة إلى محادثات السلام السورية في جنيف، «أسعد الزعبي» إن القوات الإيرانية ما تزال تصل تباعا إلى المناطق المستهدفة في سوريا، وإن 11 ألف مقاتل إيراني وصلوا في الآونة الأخيرة عبر طائرات النقل والشحن التي تحط في مطاري دمشق الدولي وحماة في الشمال.

وبحسب تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط»، أوضح «الزعبي» أن المراقبة على الأرض تؤكد أن الحشود الإيرانية قفزت في مجملها إلى أكثر من 80 ألفا من «الحرس الثوري» والجيش النظامي والمكونات الأخرى من المرتزقة الذين تدربهم.

في هذه الأثناء، عززت المحادثات التي أجرتها القوى العالمية الكبرى، أمس الثلاثاء، في فيينا، لإعادة فرض وقف إطلاق النار في سوريا، وضمان وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، الانقسام الدولي، خصوصا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول مصير رئيس النظام السوري «بشار الأسد، فيما تقاطعت مواقف 17 دولة شاركت في الاجتماع على أهمية إقناع الفصائل المسلحة وقادة المعارضة باستئناف المفاوضات مع الحكومة.

ونعت المعارضة السورية عملية السلام، ورأت أن الدول الكبرى و«الأمم المتحدة» التي أثبتت عجزها عن إدخال الحليب إلى أطفال سوريا المحاصرين، هي عاجزة بالتأكيد عن فرض السلام، مؤكدة أن الرهان لم يعد على جولة جديدة من المفاوضات، بل تحول إلى رهان على الأرض بعدما باتت الكلمة للميدان.

وفي تعبير واضح على فشل محادثات فيينا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، في تصريح له بعد المحادثات، أن موعد الأول من أغسطس/آب المقبل الذي تم تحديده للأطراف المتحاربة في سوريا للاتفاق على إطار عمل حول عملية الانتقال السياسي هو هدف وليس موعدا نهائيا لذلك.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» إن موسكو لا تدعم «الأسد، بل تدعم الجيش السوري في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضاف: «نحن لا ندعم الأسد بل ندعم القتال ضد الإرهاب، وعلى الأرض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر فعالية من الجيش السوري رغم جميع نقاط ضعفه».

وشدد على ضرورة «مشاركة أطياف المعارضة السورية جميعها بممثلين عنها في المحادثات مع وفد الحكومة».

وانتقد «لافروف» ما أسماه الشروط المسبقة لبعض جماعات المعارضة السورية للمشاركة في محادثات جنيف، قائلا: «نشدد على الحاجة إلى إرسال رسالة قوية إلى المعارضة السورية التي تحاول فرض شروط مسبقة».

وتابع: «نشعر أن شركاءنا الأمريكيين فهموا أهمية الالتزام بجميع الاتفاقيات، بما في ذلك الحاجة إلى وجود ممثلين للمعارضة لإجراء محادثات مع الوفد الحكومي».

وقال مبعوث «الأمم المتحدة» إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا» إنه لا يستطيع دعوة نظام «الأسد» والمعارضة السورية للعودة إلى محادثات السلام إلا إذا كان هناك وقف جدي لإطلاق النار.

من جهته أخرى، قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، أمس الثلاثاء، إنه سيكون من الضروري البحث في البدائل إذا لم يمتثل «الأسد» لمحاولات التوصل إلى هدنة في عموم البلاد. وقال «الجبير» بعد اجتماع لحكومات أجنبية في فيينا إن المملكة تعتقد أنه كان ينبغي الانتقال إلى خطة بديلة منذ فترة طويلة.

بدوره، قال وزير الخارجية الألماني «فرانك فالتر شتاينماير»، الذي شارك في المحادثات: «إن الولايات المتحدة وروسيا ستساعدان في تحديد المسؤول عن انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا».

وأشار إلى أن واشنطن وموسكو أعربتا عن استعدادهما لتحقيق تقدم على المستوى الفني، لتحديد من المسؤول عن خرق وقف إطلاق النار.

وأضاف «شتاينماير»: «أن وزراء خارجية القوى العالمية والإقليمية اتفقوا على أنه يتعين على الأمم المتحدة استئناف الجولة المقبلة من مباحثات السلام في أسرع وقت ممكن»، مؤكدا أن «مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي يترأسها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، كلفت الأمم المتحدة بالقيام بعمليات إنزال جوي لتوصيل المساعدات للسوريين في المناطق الأكثر تضررا».

ولم يقدم الوزير الألماني أي دليل على أن مباحثات فيينا أسفرت عن نتيجة ملموسة بشأن تعزيز وقف إطلاق النار الهش، مكتفيا بالقول إن «المناقشات الدبلوماسية مثيرة للجدل».

وفي ذات السياق، أعلن قال وزير الخارجية الفرنسي «جان مارك إيرلوت، أن القوى الكبرى اتفقت على الدفع باتجاه استئناف محادثات السلام السورية في جنيف بحلول بداية يونيو/حزيران إذا أمكن ذلك.

وقال: «نريد من ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، أن يجمع المفاوضين في أقرب وقت ممكن، وحددنا لأنفسنا هدفا وهو بداية يونيو/حزيران إن أمكن».

ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي غربي بارز شارك في المحادثات، قوله: «نحتاج إلى أن يطرح الضامنان لوقف إطلاق النار روسيا والولايات المتحدة شيئا من شأنه إقناع المعارضة بأن هذه العملية تستحق العناء».

وأضاف: «من المحزن أنني لا أستشعر حدوث ذلك، وأخشى أن تحاول الولايات المتحدة فرض نص مفرط في التفاؤل، لكن تنفيذه غير ممكن».

وعلى صعيد ميداني، كثف طيران النظام غاراته الجوية والبرية على مدينتي حلب وإدلب منذ فجر أمس الثلاثاء.

وأكد مسؤولون في الدفاع المدني بمدينة حلب، مقتل 8 أشخاص وإصابة 15 آخرين، جراء قصف قوات النظام حي السكري الواقع تحت سيطرة المعارضة في حلب.

وكثف النظام عملياته في حلب وإدلب تزامنا مع انطلاق مؤتمر الدول الداعمة لسوريا في فيينا، أمس الثلاثاء، وهو الاجتماع الذي استغرق ساعات من دون تحقيق أي انفراج كبير.

وصرح وزيرا الخارجية الأمريكي «جون كيري» والروسي «سيرغي لافروف»، بأن المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تشترك موسكو وواشنطن في رئاستها، اتفقت على تعزيز وقف إطلاق النار، إلا أن الخلافات بين واشنطن وموسكو حول كيفية التعامل مع الأزمة كانت واضحة، حيث أخفقت «الأمم المتحدة» في تحديد موعد جديد لاستئناف محادثات السلام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا إيران المعارضة النظام بشار الاسد جون كيري سيرغي لافروف الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أسعد الزعبي

قطر تجدد رفضها استمرار «الأسد» في سوريا

تحقيق يكشف بيع 18 ألف سوري لأعضائهم خلال 4 سنوات

خيبة أمل تنتاب الأوربيين لإخفاق أمريكا وروسيا في الاتفاق بشأن سوريا

«رويترز»: «أسبوع أسود» لإيران و«حزب الله» في سوريا

«جيمس بيكر» يدعو «أوباما» لدعم مقترح تركيا إقامة منطقة حظر جوي في سوريا