مصادر: النظام السوري يعقد صفقات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة السويداء

الأحد 22 مايو 2016 06:05 ص

كشف مصدر داخل محافظة السويداء السورية معلومات عن قيام النظام السوري قبل أيام بالتواصل مع وجهاء قرية «القصر» و «تل صعد» وهم من عشائر (المزاودة-السحيمان-الزريق-سويعان)، حيث عرضت عليهم العودة إلى منازلهم مقابل خروج مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من القريتين.

وبحسب تسريبات لصحيفة «الحياة»، فإن تنظيم «الدولة الإسلامية» يسيطر على عدد من القرى التي تقطنها عشائر البدو شمال شرقي محافظة السويداء وهي (القصر-تل صعد-رجم الدولة-صيرة عليا-الساقية-شنوان-الأصفر-المفطرة-رجم البقر-أشيهب الشمالي-أشيهب الجنوبي) حيث تتبع هذه القرى إداريا لمدينة شهبا.

وتضمن العرض الذي تقدم به النظام، شروطا عدة، تبدأ برفع علمه فوق مدرســة «القصر الابتدائية»، من دون دخول قوات جـيش النظام إلى هذه المنطقة، ومن دون تثبيت نقاط عسكرية داخلها، ولن يقوم النظام بعمل الحكومة هناك، وإنما سيتم تشكيل لجان محلية من الأهالي تتكفل بالمسؤوليات الأمنية في القريتين.

وأوضح المصدر أن بعض الوجهاء قاموا بالذهاب إلى المحكمة الشرعية التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في قرية «أشيهب الجنوبي»، وعرضوا بنود المصالحة على أمير قاطع «بير قصب» المدعو «أبو عبادة التونسي» الذي وافق على شروط النظام بإخلاء قرية «القصر»، لكنه رفض إخلاء مقاتلي التنظيم لقرية «تل صعد»، بل قام بتعزيز قواته في هذه القرية بمدفع «130 ملم» وقام ببناء عدد من التحصينات أمام أعين قوات «النظام» المتواجدة على بعد 5 كيلومترات من القرية.

وذكر أن المفاوضات ما تزال جارية بين الوجهاء والنظام، ولكنها تعقدت قليلا بعد رفض التنظيم إخلاء تل صعد، لافتا إلى أنه إن تمت هذه الصفقة بين النظام و«الدولة الإسلامية» فهي لن تكون الأولى من حيث التعاون بين الاثنين في المنطقة، ففي يونيو/حزيران العام الماضي كشف شباب من بلدة القريا عن عملية تهريب ما بين النظام و «الدولة الإسلامية»، عندما اعترضوا أكثر من 10 سيارات تقوم بتهريب المازوت إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبعد التحقيق معهم تبين أن غالبيتهم يتبعون لمرجعيات أمنية وعسكرية.

وقالت نتائج التحقيق الذي قام به أهل القرية حينها، بأن السيارات تتبع للأمن الجوي ولميليشيا أحد الأحزاب، وتم الكشف حينها عن أسماء شخصيات نافذة في المحافظة تقوم بتسهيل أعمالهم في تهريب المازوت لـ «الدولة الإسلامية».

وكانت المسؤولة الإعلامية للرئاسة السورية «لونا الشبل» هددت شباب السويداء بـ«الدولة الإسلامية» في مطلع العام الماضي 2015، عندما قالت لهم خلال اجتماعها معهم «إذا لم تنضموا للجيش فالدولة الإسلامية ليس بعيدا، وهو قادر على أن يصلكم خلال ساعات»، وهو ما حصل فعلا.

بدوره، استبعد «أبو جود» الناشط من السويداء حدوث أي مواجهات بين النظام و«الدولة الإسلامية» على رغم أن مواقع ما يسمى «الدولة الإسلامية» بأطراف السويداء واضحة وثابتة في قرية القصر شمال شرقي السويداء، ومع ذلك لا تطلق أية طلقة باتجاههم من جهة النظام.

ووفق المصدر من داخل السويداء فإن النظام قام منذ أيام بتعزيز قواته في تل ضلفع، خط الدفاع الأول عن مطار خلخلة العسكري شمال المحافظة الذي هاجمه التنظيم قبل نحو 10 أيام، لكنه لم يتمكن من السيطرة عليه حيث دارت معارك هي الأعنف في هذه المنطقة بين «الدولة الإسلامية» والنظام، أسفرت عن عدد من القتلى في صفوف الطرفين ليقوم «جيش النظام» بتعزيز قواته بتل ضلفع ومطار خلخلة بمئات المقاتلين من الفرقة 15 الموجودة في السويداء.

ورجح المصدر أن تتم المصالحة من دون إخلاء التنظيم لتل صعد، لتشمل التسوية قرية القصر فقط، التي وافق التنظيم على إخلائها، إذ بالنسبة إلى دروز السويداء والقرى التي يقطنها عشائر البدو، ما تزال الخلافات في نطاق يمكن السيطرة عليه.

وأشار المصدر إلى قيام النظام و«الدولة الإسلامية» بحشد مقاتليه في المنطقة، حيث جلب «الدولة الإسلامية» مدفعا ميدانيا 130 ملم إلى قرية تل صعد، وبنى المتاريس لتعزيز تحصيناته في هذه القرية، في المقابل قامت قوات النظام بحشد المئات من مقاتليها باتجاه مطار خلخلة العسكري وتل ضلفع شمال المحافظة الذي شهد هجوما عنيفا من قبل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ عشرة أيام باء بالفشل حيث حدثت معارك عنيفة لم يستطع التنظيم من خلالها السيطرة على تل ضلفع أحد أهم نقاط قوات النظام شمال محافظة السويداء كونه خط الدفاع عن مطار خلخلة العسكري.

وبين مصدر، إن التوجه العام لأهل السويداء مع المعارضة وليس مع النظام لكن نتيجة الظروف الاقتصادية لا يظهر صوت الأكثرية، إضافة إلى تواجد النظام وبقوة وتسلط الأمن ووجود أزلامهم يوحي بأن محافظة السويداء مع النظام.

وأشار ناشطون من السويداء إلى أن تواجد أجهزة الأمن السورية في السويداء حاليا، يكاد يكون ظاهريا فقط، مع عدم قدرتها على اعتقال أي شخص تخوفا من رد فعل أهله، على رغم تسجيل بعض حالات الاعتقال على طريق دمشق السويداء لناشطين سياسيين أو مطلوبين للخدمة اﻹلزامية.

  كلمات مفتاحية

سوريا النظام المعارضة الدولة الإسلامية

قائد قوات أمريكا بالشرق الأوسط يزور سوريا «سرا» تحضيرا لمعركة الرقة

مقتل 60 ألف بالسجون السورية منذ اندلاع الثورة

«كبار العلماء»: النظام السوري و«حزب اللات» شركاء في جريمة حصار المعضمية

«جيش الإسلام»: «النصرة» تحاول استئصالنا من الشمال السوري على غرار فصائل الجيش الحر

واشنطن: بحثنا خططا بديلة في سوريا حال فشل الحل السياسي

طيران النظام السوري وروسيا يشنان أعنف غارات على حلب منذ سريان الهدنة

يحدث في اللاذقية السورية.. تجنيد جبري لشباب السُنة وبدون تدريبات عسكرية