«نزاهة» السعودية: «الواسطة» أكثر أنماط الفساد انتشارا .. وخطورته لا تقل عن الإرهاب

الأربعاء 25 مايو 2016 05:05 ص

وفقا لدراسة حديثة أجرتها «الهيئة الوطنية السعودية لمكافحة الفساد» «نزاهة»، بعنوان «الفساد المالي والإداري في الجهات الحكومية الخدمية»، جاءت آراء 1254 من الموظفين والمراجعين في ثلاث مناطق من المملكة أن الفساد يعتبر من بين التحديات الأبرز للمجتمع كقضايا تعاطي المخدرات، والإرهاب، ومشكلة الإسكان، والبطالة، والفقر.

وتبين من خلال الدراسة أن الواسطة جاءت أكثر أنماط الفساد انتشاراً في القطاع الحكومي الخدمي بحسب (62.91%) من المشاركين في الدراسة، وتأتي اللامبالاة بالعمل في المرتبة الثانية بنسبة (19.36%)، تليها الرشوة، في حين أن الاختلاس والتزوير يتذيلان القائمة كأقلّ أشكال الفساد.

وأدريت الدراسة في منطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، ومنطقة مكة المكرمة.

وهدفت الدراسة إلى قياس درجة النزاهة والفساد المالي والإداري في الجهات الحكومية الخدمية، وتحديد أنواع الفساد ومستوى انتشاره، والتعرف على أهم الأسباب التي ساعدت على انتشار الفساد في القطاعات الحكومية الخدمية، وعلى أهم التحديات التي تواجه المجتمع السعودي, وتقييم جودة الخدمات التي تقدمها بعض القطاعات الحكومية الخدمية.

ضعف الوازع الديني

وأشارت الدراسة وفقاً لنتائج العينة أن ضعف الوازع الديني والأخلاقي، هو أحد أهم الأسباب التي ساهمت في انتشار الفساد المالي والإداري في القطاع الحكومي الخدمي، يليه تباعاً عامل ضعف أداء الجهات الرقابية والقضائية، والتساهل في تطبيق العقوبات النظامية، ووجود أنظمة إدارية ومالية معقّدة وقديمة، وغياب الشفافية (عدم الإفصاح عن المعلومات المتعلّقة بإجراءات وقرارات الجهات الحكومية الخدمية)، وحصل عامل القبول الاجتماعي لبعض مظاهر الفساد على أقلّ نسبة.

وقد تبيّن أن التجربة الشخصية تُعدّ المصدر الأكبر لمعلومات المبحوثين حول ظواهر الفساد في القطاع الحكومي الخدمي، ويمثل ذلك ما نسبته (41.5% ) من العينة، وهو ما يعطي دلالة على معاناة العينة من الفساد شخصياً، أكثر من كونه حديث يتم تداوله في المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي، أما المصدر الثاني للمعلومات حول ظواهر الفساد فكان حديث المجالس بنسبة (26.20%)، ثم وسائل الإعلام بنسبة (16.68%)، وأخيراً شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

ورأت (29.04%) من عينة الدراسة أن ممارسات الفساد تحدث في المستويات الإدارية الوسطى، حيث تتركّز مُعظم العمليات الإدارية التنفيذية، بينما يعتقد (22.85%) أن التجاوزات المالية والإدارية تحدث في المستويات الإدارية العليا، وبالمقابل يعتقد قلة من المبحوثين أن التجاوزات تحدث في المستويات الإدارية الدنيا.

وأشارت الدراسة إلى أن (39.20%) من عينة الدراسة يرون أن الآونة الأخيرة قد شهدت تراجعاً في درجة الفساد، في حين يرى (19.68%) من المبحوثين أنها ارتفعت، وبالمقابل يرى (19.92%) من عينة الدراسة أنها لم تتغير.

توصيات

وقدمت الدراسة عدداً من التوصيات منها، إعادة النظر بجدّية في الإجراءات المناسبة للحد من ظاهرة الواسطة، لا سيما أن لها أبعاداً كبيرة ولاحقة على بيئة العمل الحكومي، كما أوصت بضرورة تكثيف الحملات التوعوية التي تعني بتقديم المعلومات الضرورية حول مخاطر الفساد المالي والإداري، وكيفية اكتشافه، والإبلاغ عنه، مع مراعاة تنويع الوسائل التوعوية بصورة ملائمة للوضع الاجتماعي، كما أكدت الدراسة على إعادة النظر في عقوبات جرائم الفساد المالي والإداري، حيث أن أكثر الإجابات كانت تؤيّد بشدّة العقوبات المالية العالية، بالإضافة إلى ضرورة العمل على تشجيع الجهات الحكومية الخدمية على تفعيل الحكومة الإلكترونية؛ لتسهيل الإجراءات وسرعة تقديم الخدمة، وحث تلك الجهات أيضاً على إجراء دراسات سنوية؛ لتحديد مكامن الخلل والقصور في نفس الجهة.

وكانت دراسة أجريت مؤخراً بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن السعودية أثبتت أن أكثر من نصف أفراد الدراسة من السعوديين (54.0%) يرون أن أخلاق الناس تغيرت إلى الأسوأ، بينما نسبة 37.6% يرون أنها في تحسن، وأن 58.33 % ملمين بقوانين مكافحة الفساد من أفراد العينة، إضافة إلى الإلمام بالأحكام الشرعية في مواجهة الفساد والإلمام بقواعد الضبط المهني والمؤسسي، وأيضاً الإلمام بوسائل التنشئة الاجتماعية السليمة داخل الأسرة. بحسب الجزيرة السعودية.

فيما كانت دراسة سابقة في مايو آيار 2014م أكدت (نزاهة) من خلالها، بحسب الحياة اللندنية، أن 67.8 في المئة من السعوديين يرون أن الفساد المالي والإداري منتشر في المملكة، فيما رأى 30.3 في المئة أن الفساد محدود. وقال أقل من 2 في المئة إن الفساد غير موجود. وأوضح وكيل جامعة حائل للدراسات العليا والبحث العلمي السابق الدكتور عثمان بن صالح العامر - في ورقة عمل قدمها خلال ندوة تنمية الوازع الديني كوسيلة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد في الرياض - أن الدراسة التي أجريت العام الماضي توصلت إلى أن 92.1 في المئة من السعوديين يرون أن مظاهر الفساد في المملكة تتمثل في «الواسطة».

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

نزاهة السعودية الفساد انتشار الواسطة والمحسوبية القطاع العام ضعف الوازع الديني المخدرات الفقر

الملك «سلمان» يشكر رؤساء أجهزة حماية النزاهة ومكافحة الفساد في دول الخليج

«الشفافية الدولية»: قطر تتصدر الدول العربية في مكافحة الفساد تليها الإمارات

«العدل» السعودية: تصريحات «نزاهة» فيها اتهامات غير دقيقة ومست أبرياء

«الدستورية الكويتية» تقضي بإبطال قانون هيئة مكافحة الفساد

«نزاهة» تكشف مخالفات بتكلفة 160 مليون ريال في إنشاء جسر بعسير

تقرير «نزاهة».. لم يعلق أحد

«نزاهة»: ليس لدينا سلطة على الأندية الرياضية

الملك «سلمان» يأمر بمكافأة عدد من منسوبي ديوان المراقبة العامة

شكوك بالواسطة في تعيين نجل عميد بطب نجران.. والعمادة: ليست محسوبية

السعودية: «نزاهة» تحقق مع مسؤول بـ«النقل» استولى على 14 مليون ريال

السعودية.. محاكمة 16 شخصا في قضية فساد كبرى مرتبطة بأمانة الأحساء

النيابة السعودية تحذر من الوساطة والرشوة