خبراء: معركة الفلوجة ستؤدي إلى دمار شامل وشروخات كبيرة في العراق

الخميس 26 مايو 2016 05:05 ص

أكد المقدم «ريك فرانكون»، محلل الشؤون العسكرية أن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» سيحاولون عرقلة جهود القوات العراقية الساعية نحو تحرير مدينة الفوجة، بعد احتلال التنظيم لها منذ يناير/كانون الثاني 2014 وانسحاب القوات العراقية.

وأضاف «فرانكون» محلل قناة «سي إن إن» الأمريكية، أمس الأربعاء، أن مقاتلي التنظيم سيعمدون إلى نشر المتفجرات والألغام من خلال وحدات مسلحة صغيرة في معركة منتظرة أشبه بتكريت، فيما حذر مراقبون آخرون من خطورة المعركة وتداعياتها الحربية على الوضع في العراق والإنسانية على أهل الفلوجة.

وحذر «فرانكون» من أضرار جانبية كبيرة ستصيب المدينة كما شكك بقدرة القوات العراقية حاليا على إطلاق معركة الموصل.

وردا على سؤال حول المنتظر عسكريا من القوات العراقية للسيطرة على الفلوجة قال «فرانكون»: «القوات العراقية تقوم بما عليها القيام به عسكريا وقد شاهدنا ذلك من قبل، هم سيستخدمون نفس التكتيكات التي استخدموها بنجاح في تكريت والرمادي، ولكن السؤال هنا سيكون حول الكلفة».

وأضاف: «العملية ستحدث أضرارا جانبية كبيرة في المدينة بسبب طبيعتها الهندسية وتمركز عناصر الدولة الإسلامية فيها بعدما تمكنوا طوال عامين من التحضير لتلك المعركة ولذلك فإن القوات العراقية ستواجه المئات من القنابل والمفخخات والعبوات الحارقة للدروع والمهاجمين الانتحاريين، وهذا ما شاهدناه سابقا بـالرمادي ولكن بالطبع فإن الكثافة العسكرية العراقية الحكومية سيكون لها الكلمة الفصل ولكن بعد وقوع خسائر هائلة».

ونبه «فرانكون» إلى وقوع معركة مماثلة بين القوات العراقية و«الدولة الإسلامية» في تكريت حيث تمكن عدد قليل من مقاتلي «الدولة الإسلامية» الذين يتمتعون بالتزام كبير من الصمود بمواجهة عدد كبير من عناصر القوات العراقية، ولكنه لفت إلى أن العراقيين أدخلوا هذه المرة إلى المعركة قوات الشرطة المحلية والوحدات الخاصة ولكنهم يستخدمون أيضا المليشيات الشيعية التي دربتها إيران.

وشكك الخبير العسكري في قدرة الجيش العراقي على تطوير الهجوم وصولا إلى معقل «الدولة الإسلامية» في الموصل قائلا بتعليق حول مدى وجود تحسن بأداء الجيش العراقي: «هناك تحسن، ولكن تلك القوات مازالت بحاجة للكثير قبل أن تصبح قادرة على شن حملة عسكرية قوية على طول مجرى نهر دجلة وصولا لتحرير الموصل لذلك تقوم القوات بخوض معارك صغيرة كالسيطرة على الفلوجة التي ستخرج الدولة الإسلامية كليا من الأنبار وتجعل الوحدات الحكومية قادرة على التركيز على العمليات في الشمال».

كسر «الارهاب»

وفي تقرير لموقع «بي بي سي»، أول أمس الثلاثاء، أكد أنه رغم الدمار الهائل الواقع  بالفلوجة وسقوط العديد من الضحايا إلا ان الحكومة العراقية التزمت بتحرير المدينة نهائيا، في عملية أطلق عليها اسم «كسر الإرهاب».

وتم حشد الآلاف من الجنود والقوات الخاصة والميليشيات الشيعية ومقاتلي العشائر السنية للهجوم، وأعلن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» أن لحظة الانتصار الكبير باتت وشيكة.

لكن هناك تقديرات متضاربة بشأن مدى صعوبة المعركة.

ويعتقد البعض أن تنظيم «الدولة الإسلامية» تعرض لقصف شديد في المدينة أضعف قدرته على المقاومة.

ويقول أخرون، على اتصال بمصادر داخل المدينة المحاصرة، إن المسلحين يستعدون منذ فترة طويلة لمواجهة مثل هذا الهجوم، ونشروا مجموعة دفاعاتهم الكاملة، بما في ذلك العديد من العبوات الناسفة والأفخاخ المتفجرة.

ويعتقد أن معظم مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» هم من أبناء مدينة الفلوجة نفسها أو المناطق القريبة منها، مثل جرف الصخر، والتي تم اجتياحها واحتلالها من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

لذا فهم يقاتلون على أرضهم ولصالح مجتمعهم السني -كما يرى البعض- رغم أن بعض القوات المهاجمة ستكون من رجال العشائر السنية، وبعضهم متعطش للانتقام من تجاوزات تنظيم «الدولة الإسلامية».

كما أنه لا توجد هناك رؤية واضحة لمدى استعداد المسلحين للمقاومة، لكن حتى المتفائلين في الجانب الحكومي يعتقدون أن المعركة سوف تستمر على الأقل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

وكان أخر هجوم مماثل قد وقع في الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار التي تضم أيضا الفلوجة.

وأعلنت الحكومة انتصارها هناك في أوائل يناير/كانون الثاني عندما دخلت قواتها وسط مدينة الرمادي، لكن الأمر استغرق عدة أسابيع حتى تتمكن من تأمين الضواحي المجاورة والمناطق النائية.

وأضاف التقرير: «ستكون الهزيمة في مدينة هامة مثل الفلوجة بمثابة ضربة موجعة لتنظيم الدولة الإسلامية».

الدور الأمريكي والإنساني

بدوره، توقع كبير الباحثين في المجلس الأطلسي ومستشار وزير الدفاع الأمريكي السابق الدكتور «هارلن أولمان» أن يؤدي التشوش الحاصل بشأن معركة الفلوجة والمشاركين فيها والخلافات بين السنة والشيعة، إلى دمار شامل وشروخات كبيرة في العراق.

وقال إن الأمريكيين والتحالف الدولي سيكون لهم دور في معركة الفلوجة بتوفير القوة النارية وعمليات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية لمساعدة القوات العراقية. 

وقال إن أمريكا ستتحمل جزءا من المسؤولية في حال ارتكاب الحشد الشعبي مجازر في الفلوجة على غرار ما حدث في تكريت، معتبرا أن واشنطن ترتكب أخطاء كارثية في العراق منذ غزوها له عام 2003.

 من ناحيته، توقع الكاتب والمحلل السياسي العراقي «وليد الزبيدي» أن تدمر القوات العراقية والحشد الشعبي والعشائر كل شيء في الفلوجة رغم وجود مئة ألف مدني يعيشون فيها، معتبرا أن الأجهزة الأمنية تخشى الحشد الشعبي ولا تخالف أوامره.

وعزا الاستعجال في معركة الفلوجة إلى وجود مخاوف أمنية في بغداد ومحيطها من تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإلى محاولة توحيد وإزالة الخلافات في البيت الشيعي.

وتساءل «أولمان» عمن سيعيد تعمير الفلوجة ويعيد سكانها السنة بعد تحريرها من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية»، معتبرا أنه لا أحد يرغب في ذلك، ومشيرا إلى أنه إذا استمرت الخلافات بين السنة والشيعة والأكراد فإن العراق سيتم تقسيمه إلى ثلاث مناطق سنية وشيعية وكردية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق الفلوجة أمريكا الدولة الإسلامية الحشد الشعبي السنة الشيعة

السلطات العراقية تشرف على إجلاء المدنيين من الفلوجة

«الدولة الإسلامية» يسقط مروحية تابعة للجيش العراقي شمال غرب الفلوجة

«المالكي» يلتقي «قاسم سليماني» على أطراف الفلوجة

«السيستاني» يدعو إلى حماية المدنيين خلال معركة الفلوجة

سفير السعودية: تحرير الفلوجة ينفذه جيش العراق .. والحشد يرد: نتحمل المسؤولية الأكبر

«سليماني» يقود «الحشد الشعبي» بالفلوجة بمشاركة 17 ميليشيا شيعية

الموت القادم إلى الفلوجة

شماعة «داعش».. وإبادة السنة!

التحدي المحلي لـ«تحرير الفلوجة»

«التحالف الدولي»: ليس هناك خطة لدخول مقاتلي «الحشد الشعبي» إلى الفلوجة

الفلوجة .. مدن المقاومة لا تباد