سفير السعودية: تحرير الفلوجة ينفذه جيش العراق .. والحشد يرد: نتحمل المسؤولية الأكبر

الأربعاء 25 مايو 2016 06:05 ص

أكد السفير السعودي لدى العراق، «ثامر السبهان»، حرص المملكة وحكومة الملك «سلمان بن عبدالعزيز» على سلامة المدنيين في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار (غربي العراق) وتحريرهم من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشيرا إلى أنه حصل على تأكيدات من الجانب العراقي بأن الجيش هو الذي يقوم بعملية التحرير، فيما اعتبرت قوات الحشد الشيعي أنها من تتحمل المسؤولية الأكبر.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده «السبهان» مع وزير الدفاع العراقي، «خالد العبيدي» الثلاثاء، لبحث سبل سلامة المدنيين في مدينة الفلوجة والتي أعلن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، الإثنين شن عملية عسكرية بها لتحريرها من التنظيم، فيما يتخوف السنة من تعرض المدينة لأعمال انتقامية من جانب قوات الحشد الشعبي الشيعية الموالية للحكومة.

وقال «السبهان» عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر» «تم بحث العلاقات مع وزير الدفاع العراقي، وأكد أن تحرير الفلوجة من داعش (الدولة الإسلامية ) يقوم به الجيش العراقي والتحالف الدولي وأنهم حريصون على أهلها».

من جانبها، قدمت وزارة الدفاع العراقية الشكر للسعودية على المساعدات الإنسانية التي قدمتها للعراق مؤخرا.

وأكد بيان لوزارة الدفاع أن «العبيدي» أبلغ «السبهان» «حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه ومحيطه العربي، وأن يده ممدودة للجميع على أساس مبادئ الإخوة وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومحاربة فكر التطرف والعدوان الذي يستهدف دول المنطقة جميعاً دون استثناء».

وقال «العبيدي» إن «بغداد مستعدة لبحث الآليات العملية التي من شأنها تسهيل وصول المساعدات السعودية للنازحين العراقيين».

وأوضح البيان أن «السبهان» قدم التهاني بالانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات المسلحة العراقية في مسارح العمليات، معتبرا أن «العراقيين بمواجهة داعش وفكره المتطرف إنما يدافعون عن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وبالنتيجة حماية المصالح الحيوية لدولها».

وتابع «السبهان» أن «المملكة تقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية العراقية، وهي مستعدة لإقامة أفضل العلاقات مع العراق في المجالات كافة، وبما يعزز أمن واستقرار العراق ووحدته الوطنية وإعادة أعمار ما خربته الحرب»، مشيرا إلى أن «المملكة تعتزم تعيين ملحق عسكري لها ببغداد في القريب العاجل».

الحشد الشعبي يرد

في المقابل، قال الأمين العام لمنظمة بدر وقائد ميليشيات الحشد الشعبي «هادي العامري» في تصريح له تناقله النشطاء على «تويتر» إن «مع حبي واعتزازي بالجيش لكن قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تتحمل المسؤلية الأكبر» في العملية، وقال في الوقت نفسه «ولا تبخسوا الناس أشياءهم .. الجيش مشارك في العملية».

كما أفاد مسؤول محلي بمحافظة الأنبار أن الحشد الشعبي، المكون في الغالب من مقاتلين شيعة، قصفوا مدينة الفلوجة بصورة عشوائية، في خضم الحملة العسكرية الجارية لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال «راجع بركات»، عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة في حديث لوكالة الأناضول، إن عناصر الحشد الشعبي، قامت بعمليات قصف عشوائية على مدينة الفلوجة بواسطة الصواريخ، وأسفر عن وقوع خسائر مادية وبشرية بين المدنيين بالمدينة.

وطالب «راجع»، رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي» بإبعاد عناصر الحشد الشعبي عن عمليات تحرير الفلوجة لحين إنهاء المهمة"، مطالبًا، قادة الحشد الشعبي، باستنكار التصريحات الطائفية التي أطلقها عناصر الحشد بحق الفلوجة وأهلها.

وقتل 19 مدنيًا وأصيب عشرات آخرون بقصف للقوات الحكومية ومقاتلي الحشد الشعبي على الفلوجة، منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة المدينة.

ويشارك مقاتلو الحشد الشعبي إلى جانب القوات الحكومية في الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة، التي تعد أحد أبرز معاقل داعش في العراق.

وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، «فرحان حق»، في تصريح للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك «نحن قلقون بشأن مصير المدنيين في الفلوجة".

وأضاف أن «هناك ما يقرب من 50 ألف شخص في الفلوجة ونحن ندعو جميع الأطراف إلى ضرورة مراعاة حقوق الإنسان واتخاذ كافة الإجراءات لضمان سلامة حياة المدنيين، ونحن نسعى للحصول على ضمانات من الحكومة العراقية في هذا الشأن».

وتشير تقديرات عسكريين أمريكيين إلى وجود ما بين 60 و90 ألف مدني في الفلوجة.

وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة ثم التوجه شمالا نحو الموصل لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد التنظيم من الموصل، معقل التنظيم الرئيسي في العراق، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر عراقية عن وجود القيادي بالحرس الثوري الإيراني قائد فليق القدس، «قاسم سليماني»، في غرفة عمليات ميليشيات «الحشد الشعبي» المشاركة في معارك الفلوجة، الهادفة إلى تحريرها من تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتشارك في معارك الفلوجة 17 مليشيا شيعية، هي: «لواء أنصار المرجعية، ولواء علي الأكبر، وفرقة العباس القتالية، وفرقة الإمام علي، وقوة أبي الأحرار الجهادية، وقوات بدر، وسرايا عاشوراء، وسرايا أنصار العقيدة، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وسرايا الجهاد، وسرايا الخراساني، وفيلق الكرار، ولواء المنتظر، ولواء مجاهدي الأهوار، وكتائب سيد الشهداء، وسرايا السلام»، وفق «القدس العربي».

وقالت المصادر إن هناك وجود لمسلحين إيرانيين في المعركة، فيما يتخوف سكان الفلوجة من السنة من أعمال انتقامية قد تشنها ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، خلال معركة تحرير الفلوجة، على غرار ما حدث سابقا في محافظة صلاح الدين (شمال).

وجاءت هذه التحركات، تزامنا مع تصريحات للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» في وقت سابق، حين قال: «ما نراه الآن هو مصدر قلق كبير لنا، خاصة واقع المدنيين الذين لا يزالون في الفلوجة حيث بدأت عملية عسكرية»، لافتاً إلى وجود نحو 50 ألف مدني بالمدينة في وضع إنساني صعب».

فيما أعرب رئيس لجنة الهجرة والمهجرين بالبرلمان العراقي «رعد الدهلكي»، عن خشيته من أن تكون الحكومة خططت لمعركة الفلوجة عسكرياً دون وضع رؤية للعمليات الإنسانية وإخراج المدنيين من المدينة وتوفير المساعدات.

وردا على هذا الإعلان، وتحرك الآليات العسكرية بالفلوجة، أطلق النشطاء عدة وسوم للتضامن مع الفلوجة، منها «الفلوجة» و«الفلوجة تحت النار»، و«الفلوجة تذبح»، و«الفلوجة تذبح وتباد»، و«الفلوجة تحت العدوان»، و«انصروا الفلوجة بالدعاء»، حصدت عشرات الآلاف من التغريدات، وحلت بعضها في مراكز متقدمة بعدة دول عربية.

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق الفلوجة السعودية الحشد الشعبي

«سليماني» يقود «الحشد الشعبي» بالفلوجة بمشاركة 17 ميليشيا شيعية

«تويتر» يصرخ: الفلوجة تذبح وتباد.. انصروها بالدعاء

الفلوجة تستغيث بزعماء الخليج: «أم المساجد» تموت جوعا

«الفلوجة تقتل جوعا».. فهل من مجيب؟

«اتحاد القوى السنية العراقية» يطالب الحكومة بوقف قصف الفلوجة

خبراء: معركة الفلوجة ستؤدي إلى دمار شامل وشروخات كبيرة في العراق

«الجبوري» يثمن دور السعودية الإغاثي والإنساني في العراق

«الدولة الإسلامية» يسقط مروحية تابعة للجيش العراقي شمال غرب الفلوجة

السلطات العراقية تشرف على إجلاء المدنيين من الفلوجة

«سليماني» يدير معركة الفلوجة.. والسعودية ترفض ما تفعله إيران بالعراق

شماعة «داعش».. وإبادة السنة!

طهران لـ«الجبير»: السعودية أخطر بلد داعم للإرهاب.. و«سليماني» في العراق بطلب من بغداد

«علماء المسلمين» بالعراق تستنكر حرق «الحشد الشعبي» مسجدين للسنة قرب الفلوجة

سفير السعودية: جهات معادية يغيظها انفتاح العراق على المملكة

بغداد تطالب الرياض بتوضيحات بشأن تبرعات سعودية لـ«الدولة الاسلامية»