«سليماني» يدير معركة الفلوجة.. والسعودية ترفض ما تفعله إيران بالعراق

الخميس 26 مايو 2016 08:05 ص

أعربت المملكة عن رفضها لكل ما يمارسه «الحرس الثوري» في العراق من خلال «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، بينما ظهر الجنرال «قاسم سليماني»، قائد هذا الفيلق، أمس الأربعاء، في ميدان معركة مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، غربي العراق، وقالت وكالة أنباء إيرانية إن الأخير يدير هذا المعركة.

وقال «عادل الجبير»، وزير الخارجية السعودي، خلال مقابلة مع فضائية «روسيا اليوم»، بثتها اليوم الخميس، إنه من حق أي دولة في العالم أن تراعي مصالحها الدولية، ولكن أكثر ما يزعج المملكة من إيران هو عدم احترامها لحق الجوار، وتدخلها في الشؤون الداخلية للجيران.

وأضاف «الجبير»: «لا يجوز لإيران أن تتدخل في شؤون الدول العربية، أو أن تدعم مليشيات طائفية في الدول العربية، فهذا ما يزيد الفتن الطائفية ولا يساعد على إيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة».

ولفت في هذا الصدد إلى أن «قاسم سليماني والحرس الثوري وفيلق القدس مدرجون على قائمة الإرهاب»، مشيرا إلى أن «الرياض تنظر لوجود قاسم سليماني في بغداد بأنه سلبي جدا».

واعتبر الوزير السعودي أن «الحرس الثوري يحارب الشعب السوري، يحارب في العراق، ويقوم بأعمال تخريبية في أنحاء أخرى من العالم»، مشددا على أن «ما يقوم به سليماني والحرس الثوري في العراق مرفوض» من قبل المملكة.

ونفى أن يكون وجود «سليماني» في العراق نتيجة تنسيق أمريكي – إيراني، مرجحا أن يكون بسبب تنسيق بين بغداد وطهران.

«سليماني» يقود معركة الفلوجة

وفي سياق متصل، قالت وكالة «مهر» الإيرانية إن «سليماني»، يقود معركة الفلوجة.

وأضافت الوكالة، في إطار تغطيتها لمعركة الفلوجة، التي بدات الإثنين الماضي، أن «اللواء سليماني وصل إلى منطقة الفلوجة لإدارة معارك تحرير مدينة الفلوجة؛ حيث عقد اجتماعات مشتركة مع قادة الحشد الشعبي (ميلشيات شيعية موالية للحكومة العراقية) من بينهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس».

ظهور قاسم سليماني العلني في محيط الفلوجة، بحسب مراقبين، لم يكن في جانب تقديم المساعدة والمشاركة بخبرته في إدارة المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، بل جاء بصفته قائداً للمعركة، وهو ما أظهره من خلال تحركاته وما نقل من صور ظهر فيها بهيئة القائد العام للمعركة، فيما يجلس حوله أو يسير خلفه باقي كبار قادة المليشيات، أبرزهم «العامري» و«المهندس».

ويرى المراقبون أنه فيما كانت الحكومة العراقية عبر مسؤولين كبار تكذب وجود «سليماني» في مناطق مختلفة من العراق، في أثناء حصول معارك بوقت سابق، وقيامه بقيادتها، برغم ما تنشر له صور تؤكد ذلك، صار حضوره في معركة الفلوجة بشكل علني، وبتأييد حكومي صريح وليس مبطناً كما كان في السابق.

ولفتوا إلى أن ظهور «سليماني» أصبح رسمياً من خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي السابق، ونائب رئيس الجمهوري الحالي «نوري المالكي»، في قضاء الكرمة، أمس الأربعاء.

وكان «سليماني»، التقى نوري المالكي، على أطراف الفلوجة العراقية، حسب ما أظهرت صور بثتها صفحات مناصرة لمليشيات «الحشد الشعبي» في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعتبر وصول قائد فيلق القدس الإيراني إلى مدينة الفلوجة تأكيداً لإدارة طهران ملف القتال في مناطق مختلفة من العراق.

ويبدو، بحسب المراقبين، أن إيران تعمدت هذه المرة الظهور بقوة، لتعلن أنها وراء قيادة هذه المعركة.

وتحذر أطراف عراقية، ومن بينها «هيئة علماء المسلمين في العراق» من أن مشاركة الميلشيات الشيعية في معركة الفلوجة، ذات الغالبية السنية، ليست لقتال «الدولة الإسلامية» وإنما انتقاما من سكان المدينة، ومحاولة لتغيير هويتها السنية.

فبينما بدأ القصف على الفلوجة، بدأ الجدل بشأن طائفية المعركة؛ إذ تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لرجل الدين الشيعي السعودي «نمر النمر»، الذي أعدمته السعودية في يناير/كانون الثاني الماضي بتهم تتعلق بـ«الإرهاب»، على راجمات الصواريخ الموجهة نحو الفلوجة.

كما تظهر صور أخرى صواريخ كُتب عليها «النمر»، قال ناشطون إنها جُهّزت لقصف أهالي الفلوجة.

يشار إلى أن الفلوجة التي تتلقى منذ الإثنين ضربات صاروخية ومدفعية موجعة، شملت أحياءها بشكل عشوائي دون تحديد، تعاني من نحو عام حصارين؛ أحدهما داخلي من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يمنع السكان من مغادرة المدينة، ويتخذ منهم دروعاً بشرية، وحصاراً خارجياً تفرضه القوات العسكرية العراقية والمليشيات، تمنع خلاله دخول أي مواد غذائية أو علاجية.

وأدى الحصار إلى حصول وفيات؛ من جراء نقص الغذاء والدواء، فيما عمد التنظيم إلى إعدام عدد من السكان، بسبب محاولتهم الهرب من المدينة.

  كلمات مفتاحية

العراق قاسم سليماني الفلوجة السعودية إيران الجبير

«المالكي» يلتقي «قاسم سليماني» على أطراف الفلوجة

سفير السعودية: تحرير الفلوجة ينفذه جيش العراق .. والحشد يرد: نتحمل المسؤولية الأكبر

«سليماني» يقود «الحشد الشعبي» بالفلوجة بمشاركة 17 ميليشيا شيعية

«تويتر» يصرخ: الفلوجة تذبح وتباد.. انصروها بالدعاء

«العبادي» يطلق شارة بدء معركة الفلوجة.. والميلشيات الشيعية تعلنها انتقاما لـ«نمر النمر»

الموت القادم إلى الفلوجة

شماعة «داعش».. وإبادة السنة!

التحدي المحلي لـ«تحرير الفلوجة»

طهران لـ«الجبير»: السعودية أخطر بلد داعم للإرهاب.. و«سليماني» في العراق بطلب من بغداد

«علماء المسلمين» بالعراق تستنكر حرق «الحشد الشعبي» مسجدين للسنة قرب الفلوجة

بحريني مدان في قضايا «إرهاب» يقاتل مع «الحشد الشعبي» بالفلوجة

«قاسم سليماني»: العراق ليس بحاجة إلى تدخل الآخرين وإيران أدت دورها هناك

قوات مكافحة الإرهاب العراقية على مشارف الفلوجة استعدادا لاقتحامها

سياسيون عراقيون يستنكرون زيارة «سليماني» للفلوجة

«سليماني» يهاجم السعودية ويمتدح قدرات «الحوثيين»

بغداد تطالب الرياض بتوضيحات بشأن تبرعات سعودية لـ«الدولة الاسلامية»