أعلن رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»، اليوم الإثنين، بدء ما سماها «معركة تحرير» مدينة الفلوجة، أكبر مدن محافظة الأنبار، غربي البلاد، من يد تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويشارك في المعركة قوات من مليشيا «الحشد الشعبي» الشيعية، التي تعتبرها، على ما يبدو، ثأرا لرجل الدين الشيعي السعودي، «نمر باقر النمر»، الذي أعدمته السعودية في يناير/كانون الثاني الماضي بتهم تتعلق بـ«الإرهاب»، حسب ما قال ناشطون عراقيون.
وقال «العبادي» عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «ساعة تحرير الفلوجة دقت، واقتربت لحظة الانتصار الحاسم، وليس أمام داعش إلا الفرار».
بالتزامن مع ذلك، نقلت فضائية «الجزيرة» عن مصادر داخل مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) إن المدينة، ذات الأغلبية السنية، تتعرض، حاليا، لقصف عنيف من المليشيات والجيش العراقي.
وقال الصحفي العراقي، «عمر عزيز»، إن عائلات داخل الفلوجة تحدثت عن سماعها أصوات قصف عنيف على الجهة الشمالية للمدينة من ناحية قرية الأبرجية، وهي مجاورة لمنطقة الصقلاوية؛ حيث توجد أعداد كبيرة من مليشيا الحشد الشعبي.
وأضاف الصحفي أن الجهة الشمالية للفلوجة قد تكون محورا رئيسيا لاقتحام المدينة.
وأضاف المتحدث نفسه أن الحشد الشعبي حشد قوات كبيرة في جنوب الفلوجة استعدادا لاقتحامها، كما يستمر القصف المدفعي والصاروخي لأحياء سكنية مكتظة في وسط المدينة مثل حي الأندلس وحي المعتصم وحي الجولان.
ووفق الصحفي العراقي فإن العديد من نداءات الاستغاثة تأتي من داخل المدينة المحاصرة نتيجة انقطاع كافة الخدمات عنها.
وبينما بدأ القصف على الفلوجة، بدأ الجدل بشأن طائفية المعركة؛ إذ تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لرجل الدين الشيعي السعودي «نمر النمر» على راجمات الصواريخ الموجهة نحو الفلوجة.
كما تظهر صور أخرى صواريخ كُتب عليها «النمر»، قال ناشطون إنها جُهّزت لقصف أهالي الفلوجة.
وسبق إعلان ساعة الصفر لبدء معركة استعادة الفلوجة، طلب الجيش العراقي من أهالي المدينة الاستعداد لمغادرتها عبر طرق مؤمنة سيعلن عنها لاحقا، على أن ترفع العائلات التي لا تستطيع الخروج من المدينة راية بيضاء في مكان وجودها، وتمكنت عشرات العائلات من سكان الفلوجة من الفرار منها أمس الأحد.
وطالبت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي جميع الأسر «بالابتعاد عن مقرات عصابات داعش (الدولة الإسلامية) وتجمعاتها؛ إذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي».
وكان رئيس الوزراء العراقي كلف قبل أيام الفريق الركن «عبد الوهاب الساعدي»، بقيادة عمليات استعادة الفلوجة.
بينما أعلن الجيش العراقي إن معركة استعادة الفلوجة ستكون بمشاركة كافة الفصائل والآلوية من الجيش، وجهاز مكافحة الاٍرهاب والشرطة والحشد الشعبي والحشد العشائري.
وتعتبر الفلوجة أولى المدن العراقية التي سيطر عليها «الدولة الإسلامية» أوائل 2014، قبل اجتياحه لمناطق واسعة من شمال وغرب البلاد في صيف العام نفسه.
وتبعد هذه المدينة مسافة تبلغ نحو 50 كلم غرب بغداد، ويقول مسؤولون عراقيون إن مسلحي «الدولة الإسلامية» ينطلقون منها لشن هجمات بسيارات ملغومة وانتحاريين داخل العاصمة.
وحاولت القوات العراقية عدة مرات مهاجمة «الدولة الإسلامية» داخل المدينة، لكنها واجهت مقاومة شرسة من مقاتلي التنظيم، وحاليا تحاصرها وتقصفها بين الحين والآخر بالمدفعية والطائرات، غير أن المدنيين يشكون من سقوط ضحايا بينهم.