فارون من الفلوجة: الجدران مفخخة ولا طعام أو شراب أو دواء

الجمعة 27 مايو 2016 07:05 ص

أعلنت الأمم المتحدة الخميس، أن نحو 800 شخص فقط تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة غربي العراق منذ بدء العملية العسكرية الكبرى لاستعادة السيطرة عليها، بينما يعاني السكان العالقون فيها من ظروف معيشية صعبة.

وقالت «ليز غراند» منسقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق في بيان نشرته وكالات الأنباء، إن الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المدينة أفادوا بأن الظروف المعيشة داخل المدينة رهيبة.

وأوضحت أن «الغذاء محدود ويخضع إلى سيطرة مشددة، والدواء نفذ، والكثير من الأسر تعتمد على مصادر مياه ملوثة وغير آمنة لعدم توفر خيار آخر».

وتابع البيان «نتلقى تقارير مؤلمة عن المدنيين العالقين داخل الفلوجة، وهم يرغبون في الفرار إلى بر الأمان، لكن ذلك غير ممكن».

وأوضحت الأمم المتحدة أن نحو 800 شخص تمكنوا من الفرار من داخل الفلوجة منذ 22 مايو/ أيار الجاري، غالبيتهم من سكان المناطق النائية.

وأضافت أن «بعض الأسر قضت ساعات طويلة من السير في ظروف مروعة للوصول إلى بر الأمان، بينما سكان مركز المدينة يعانون مخاطر أكبر كونهم غير قادرين على الفرار».

ولم تتمكن الأمم المتحدة وباقي منظمات الإغاثة الأخرى من إيصال مساعدات بسبب عدم توفر منافذ منذ بدء العملية.

وجرى التباحث في قضية إنشاء ممرات إنسانية مع السلطات العراقية لكن دون أن يتحقق أي شيء.

وذكرت مصادر عراقية أن تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على الفلوجة فرض حظر تجول لمنع السكان من مغادرة منازلهم. 

وأفاد سكان عالقون داخل الفلوجة، أن عدد العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي جهزها التنظيم داخل وخارج المدينة قد يجعل القتال محفوفاً بالمخاطر.

من جهة أخرى، قالت منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليوم الأول من انطلاق العملية العسكرية، إن عشرات الآلاف من عناصر قوات الأمن قطعوا طرق الإمداد عند محاصرتهم للمدينة، وبالتالي منع المدنيين من المغادرة.

وحذرت منظمات حقوقية مختلفة الحكومة العراقية من اللجوء إلى أساليب التجويع من أجل هزيمة التنظيم في الفلوجة التي بقي فيها نحو 50 ألف مدني بحسب تقدير الأمم المتحدة.

وقال مسؤول عسكري عراقي، الخميس إن قوات من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر، يواصلون تقدمهم نحو المدينة مقابل تقدم آخر نحو جزيرة الخالدية بذات المحافظة، في إطار العملية العسكرية.

وقال اللواء «إسماعيل المحلاوي، قائد عمليات الأنبار، التابعة للجيش العراقي، إن «القوات العراقية وأبناء العشائر وبإسناد من طيران التحالف الدولي، والقوة الجوية ومروحيات الجيش، تمكنوا من قتل العشرات (لم يذكر رقماً محدداً) من عناصر داعش، وتدمير 18 مركبة مفخخة للتنظيم، وخمسة أنفاق تابعة له، في محورين: الأول جنوب الفلوجة، والثاني في جزيرة الخالدية ( 23 كم شرق الرمادي، مركز محافظة الأنبار)».

ودعت الأمم المتحدة الحكومة العراقية إلى تقديم ضمانات بشأن سلامة المدنيين في الفلوجة.

فيما وصل رئيس الحكومة العراقية «حيدر العبادي»، ورئيس البرلمان «سليم الجبوري»، الخميس، إلى مقر قيادة عمليات تحرير مدينة الفلوجة، للإشراف على عملية إجلاء المدنيين المحاصرين داخل المدينة، وتأمين خروجهم.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان له، إن «رؤساء الوزراء، والبرلمان، والوقف السني (المؤسسة الشرعية لأهل السنة) عبد اللطيف الهميم، ووزير التخطيط سلمان الجميلي، وصلوا إلى مقر عمليات تحرير الفلوجة، مشيرا إلى أن الهدف من الزيارة هو الاطلاع على عمليات تحرير المدينة، إضافة إلى تأمين خروج الأسر الآمنة».

من جهته، قال «سعدون الشعلان»، قائم مقام مدينة الفلوجة، إن العديد من الأسر النازحة تيسر لها الفرار من ضواحي المدينة، باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأمنية، مضيفاً: لكن هنا عوائل حتى الآن لم تتمكن من الفرار، رغم وجود المنافذ الآمنة.

وأوضح أن الحكومة الاتحادية والإدارة المحلية في الأنبار، هيأتا مخيمات في مدينة (عامرية الفلوجة)، تتسع لأكثر من ألفي عائلة من المحتمل نزوحهم من الأنبار.

قتلى من الجيش العراقي والمدنيين

في السياق ذاته، ذكرت مصادر أمنية بمحافظة الأنبار أن أكثر من 20 من قوات النخبة في الجيش العراقي قتلوا في هجوم بسبع سيارات مفخخة في منطقة السجر شمال الفلوجة، في وقت قُتل عدد من المدنيين في استهداف الجيش مناطق مدنية في المدينة، وفقا لما نقلته فضائية الجزيرة.

وأكدت المصادر أن تنظيم «الدولة الإسلامية» هاجم قوات الجيش العراقي بسبع سيارات مفخخة في منطقة السجر، مما أدى إلى مقتل 20 من قوات النخبة في الجيش.

من جهتها، قالت مصادر في الشرطة العراقية وأخرى عشائرية إن 8 من الجيش والحشد العشائري قتلوا الخميس وأصيب 16 في هجوم شنه التنظيم من محورين، استهدف وحدات الجيش والحشد التي زحفت باتجاه مناطق جنوب الفلوجة.

كما قالت مصادر أمنية بقيادة عمليات الأنبار إن 8 من أفراد الجيش العراقي قتلوا وأصيب 11 آخرون بجروح بسلسلة تفجيرات استهدفت رتلا عسكريا في مدينة حديثة غربي محافظة الأنبار.

وأضافت المصادر أن عبوات كانت مزروعة على جانب الطريق انفجرت بشكل متسلسل في قرية السكرانة التابعة لمدينة حديثة، والتي توجد فيها قطاعات من الجيش العراقي.

وتتلقى الفلوجة منذ الإثنين الماضي ضربات صاروخية ومدفعية موجعة، شملت أحياءها بشكل عشوائي دون تحديد، وتعاني من نحو عام حصارين؛ أحدهما داخلي من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يمنع السكان من مغادرة المدينة، وحصاراً خارجياً تفرضه القوات العسكرية العراقية والمليشيات، تمنع خلاله دخول أي مواد غذائية أو علاجية.

وأدى الحصار إلى وقوع وفيات؛ جراء نقص الغذاء والدواء، فيما عمد التنظيم إلى إعدام عدد من السكان، بسبب محاولتهم الهرب من المدينة.

وتحذر أطراف عراقية، ومن بينها «هيئة علماء المسلمين في العراق» من أن مشاركة الميلشيات الشيعية في معركة الفلوجة، ذات الغالبية السنية، ليست لقتال «الدولة الإسلامية» وإنما انتقاما من سكان المدينة، ومحاولة لتغيير هويتها السنية.

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق الفلوجة الدولة الإسلامية

«المالكي» يلتقي «قاسم سليماني» على أطراف الفلوجة

«السيستاني» يدعو إلى حماية المدنيين خلال معركة الفلوجة

«العبادي» يطلق شارة بدء معركة الفلوجة.. والميلشيات الشيعية تعلنها انتقاما لـ«نمر النمر»

«الفلوجة تقتل جوعا».. فهل من مجيب؟

«استعادة الفلوجة» .. صيد ثمين شرط ألا تصبح «معركة استنزاف»

الموت القادم إلى الفلوجة

شماعة «داعش».. وإبادة السنة!

التحدي المحلي لـ«تحرير الفلوجة»

«التحالف الدولي»: ليس هناك خطة لدخول مقاتلي «الحشد الشعبي» إلى الفلوجة

بحريني مدان في قضايا «إرهاب» يقاتل مع «الحشد الشعبي» بالفلوجة

قوات مكافحة الإرهاب العراقية على مشارف الفلوجة استعدادا لاقتحامها

الفلوجة بين القصف الأمريكي والقصف الطائفي

الفلوجة .. مدن المقاومة لا تباد

محاربة «داعش» وتوظيفه في تسويات سوريا والعراق