أكد مصدر أمني رفيع أن قوات مكافحة الإرهاب العراقية وصلت إلى مشارف مدينة الفلوجة للمرة الأولى منذ بدء عملية تحرير المدينة من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وصرح قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق «عبدالوهاب الساعدي» بأن قطاعات عسكرية كبيرة من جهاز مكافحة الإرهاب وأفواج طوارئ شرطة الأنبار ومقاتلي العشائر في الحشد وصلوا إلى معسكر طارق ومعسكر المزرعة جنوب شرق مدينة الفلوجة.
وأضاف «الساعدي» أن القوات سوف تقوم باقتحام المدينة خلال الساعات القليلة القادمة لتحريرها من «الدولة الإسلامية».
من جهته، أكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب «صباح النعمان» لوكالة «فرانس برس» وصول القطاعات إلى مشارف الفلوجة دون تحديد موعد الهجوم.
وقال «النعمان»: «تحركت قوات الجهاز إلى الفلوجة وستشترك في عملية تطهير قضاء من الداخل، العملية الآن أصبحت حرب شوارع خصوصا بعد أن طوقت المدينة، وسنباشر اقتحام المدينة وقواتنا متخصصة في حرب الشوارع».
هذا، وما تزال القوات العراقية المسنودة بفصائل «الحشد الشعبي» ومقاتلين من عشائر الأنبار تفرض طوقا حول الفلوجة، لقطع الإمدادات عن التنظيم.
وكانت عدة مصادر أمنية أعلنت، اليوم السبت، استمرار القوات الحكومية بتشكيلاتها المختلفة بالتحرك إلى مدينة الفلوجة، لحسم معركة تحريرها من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر عليها منذ عامين.
وقالت خلية الإعلام الحربي إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الداخلية بدأت بالتحرك إلى مدينة الفلوجة، لحسم معركة تحريرها من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضافت أن القوات الأمنية تمكنت من تحرير قرية، شمالي الفلوجة من سيطرة التنظيم، مؤكدة أن القوات تتقدم باتجاه ناحية الصقلاوية، شمالي المدينة.
من جهته، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق «رائد شاكر جودت»، تطهير قرية المختار شمالي الفلوجة من «الدولة الإسلامية»، مشيرا إلى مواصلة تقدم قواته لتحرير ناحية الصقلاوية.
وكشف القيادي في «الحشد الشعبي»، «عدي الخدران» أن القوات عثرت على نفق كبير حفره تنظيم «الدولة الإسلامية» قرب الفلوجة، مؤكدا أن التنظيم اعتمد بكثافة على استراتيجية الأنفاق لتقليل خسائره البشرية وحماية خطوطه الأمامية.
وقال «الخدران» إن قوة من «فيلق بدر» عثرت، أمس الجمعة، في محيط معمل الحراريات قرب الفلوجة على نفق لـ«الدولة الإسلامية» هو الأكبر من نوعه، مبينا أن النفق يمتد، وفق المعلومات المتوفرة، لمسافات طويلة ويربط أحياء ومناطق متفرقة فيما بينها.
وحصلت قوات مكافحة الإرهاب الخاصة على أفضل تدريب وخضعت لاختبارات في المعارك السابقة.
وتعمل قوات الجيش والشرطة و«الحشد الشعبي» على تطويق المدينة وقطع الإمدادات عنها.
وتخضع الفلوجة، التي تعد مع الموصل أبرز معاقل الجهاديين في العراق، لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ يناير/كانون الثاني 2014.
وتنفذ القوات العراقية هجمات متلاحقة بدعم من «التحالف الدولي» لطرد عناصر التنظيم من شمال وغرب البلاد.
يذكر أن القوات العراقية بدأت، الاثنين الماضي، هجوما واسع النطاق بدعم محلي وخارجي لاستعادة مدينة الفلوجة.
وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة، ومن ثم التوجه شمالا نحو الموصل لشن حملة عسكرية أوسع لطرد التنظيم قبل نهاية العام الجاري، حسب بيانات حكومية.