بدأت القوات العراقية، اليوم الإثنين، عملية لاقتحام مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، غربي البلاد، من ثلاث نقاط فيما يشكل بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تشكل معقلا لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، حسبما أعلن قادة عسكريون.

وصرح «صباح النعمان»، المتحدث باسم «جهاز مكافحة الإرهاب»، التابع لوزارة الدفاع العراقية: «لقد بدأنا عملياتنا لدخول الفلوجة في وقت مبكر من هذا الصباح»، حسب ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس» للأنباء.

في السياق ذاته، نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن «راجع بركات»، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، قوله إن «القوات الأمنية المشتركة وتضم جهاز مكافحة الإرهاب  وشرطة الأنبار والجيش،  بدأت صباح اليوم، اقتحام مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور».

«بركات» أوضح أن «العملية بدأت بإسناد جوي من طيران التحالف الدولي والقوات الجوية العراقية»، مشيرًا إلى أن الطيران استهدف مواقع لـ«الدولة الإسلامية» بالمحاور الثلاثة للعمليات، وأن الاستهداف أسفر عن تدمير وقتل جميع عناصر التنظيم في المواقع المستهدفة، دون أن يحدد عدداً محددا.

وتابع المسؤول الأمني أن المحور الأول للاقتحام انطلق من منطقة النعيمية جنوب الفلوجة، أما المحور الثاني فهو عبر جسر الموظفين على المدخل الشرقي للمدينة، والمحور الثالث عبر جسر السجر شمالها.

وأشار إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يعمل (حتى الساعة 6.35 تغ) على صد عملية الاقتحام عبر السيارات المفخخة التي تستهدف القوات الأمنية وكذلك الانتحارين وقذائف الهاون والقناصين والعبوات الناسفة والألغام.

وكان الجيش العراقي بدأ عملية استعادة الفلوجة في 23 مايو/أيار مدعوما بجماعات شيعية تدعمها إيران وذلك بتشديده في البداية حصاره حول المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد وهو يحاول الآن شن هجوم مباشر .

وكانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية غير الحكومية أعربت في وقت سابق عن قلقها حيال مصير المدنيين العالقين في المعارك؛ حيث لا يزال نحو 50 ألفا من السكان داخل الفلوجة يفتقرون إلى الغذاء والأدوية والمياه .

وقال المجلس النروجي للاجئين أنه منذ 21 أيار/مايو، تمكن نحو ثلاثة آلاف شخص من مغادرة ضواحي المدينة «متعبين وخائفين وجائعين»، لكن آلافا آخرين لا يزالون عالقين «من دون مساعدة أو حماية»، مبديا خشيته من نزوح عدد أكبر مع تصاعد المعارك.