قالت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف)، اليوم الأربعاء، إن ما لا يقل عن 20 ألف طفل ما زالوا محاصرين داخل مدينة الفلوجة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» قرب بغداد، وإنهم يواجهون خطر التجنيد القسري والانفصال عن أسرهم، وسط تحذيرات أممية من المخاطر على المدنيين المحاصرين في المدينة واستخدامهم دروعا بشرية.
وقال ممثل «اليونيسيف» في العراق «بيتر هوكينز» في بيان: «نشعر بالقلق إزاء حماية الأطفال في مواجهة العنف الشديد»، مضيفا: «يواجه الأطفال خطر التجنيد القسري في القتال داخل المدينة المحاصرة والانفصال عن أسرهم إذا تمكنت من المغادرة».
في هذه الأثناء، حذرت «الأمم المتحدة»، من تداعيات الوضع المأساوي والمثير لما يقرب من 50 ألفا من المدنيين المحاصرين في مدينة الفلوجة العراقية.
وجددت «ليز غراندي» نائب ممثل «الأمم المتحدة» في العراق نداءات المنظمة الدولية إلى جميع أطراف النزاع للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة للمدنيين وضمان حمايتهم، وفقا للقانون الإنساني الدولي.
وقالت «غراندي» في مؤتمر صحفي عقدته عبر الفيديو كونفراس مع الصحفيين المعتمدين بـ«الأمم المتحدة» في نيويورك، أمس الثلاثاء، إن الوضع في الفلوجة حاليا بات شديد الإثارة والمأساوية خاصة مع وجود نقص هائل ومتزايد في المواد الغذائية، داعية جميع أطراف النزاع إلى ضرورة السماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المدنيين المحاصرين وضمان حمياتهم بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأضافت: «هناك ما يقرب من 50 ألفا من المدنيين العالقين في الفلوجة حيث تسعي القوات العراقية لاستعادتها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، وقد تمكن نحو 5 آلاف شخص منهم ممن يقيمون بضواحي المدينة وليس قلبها من الفرار».
وتابعت: «روى العديد من هؤلاء الفارين قصصا مروعة حول هروبهم من المدينة، واضطرارهم إلى السير لساعات طويلة بدون أحذية، خشية افتضاح أمرهم في حين قتل العديد منهم على يد أفراد من تنظيم الدولة الإسلامية، خلال رحلة الهروب».
واستطردت: «صحيح أن الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتأكد من صحة تلك الروايات».
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن إمكانية أن تشهد مدينة الفلوجة مذابح متوقعة ضد سكانها حال دخول القوات العراقية إليها قالت «غرانيد»: «نحن نتفهم تلك المخاوف، ولذلك ندعو جميع أطراف الصراع في العراق، لضرورة التقيد بالقانون الإنساني الدولي، وضمان حماية السكان المدنيين في الفلوجة».
وبدأت القوات المسلحة العراقية في 23 مايو/أيار الماضي بدعم من «الحشد الشعبي الذي يتكون من ميليشيات شيعية مسلحة وضربات جوية من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية عسكرية لاستعادة الفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد.
وتقوم قوات الأمن العراقية العاملة في الفلوجة بفصل الرجال والصبية الذين تزيد أعمارهم على 12 عاما عن أسرهم، من أجل التحقيق في صلاتهم المحتملة بتنظيم «الدولة الإسلامية».
وبدأت القوات المشتركة العراقية، أول أمس الاثنين، باقتحام مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور، بإسناد من سلاحها الجوي وطيران «التحالف الدولي».
وتقع الفلوجة على بعد نحو 50 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، وتسكنها غالبية سنية، وتعد أحد أبرز معاقل «الدولة الإسلامية» في العراق، منذ أوائل عام 2014.
وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة ومن ثم التوجه شمالا نحو الموصل لشن الحملة العسكرية الأوسع ضد «الدولة الإسلامية» منها، قبل نهاية العام الجاري.