فارون من ⁧‫الفلوجة: المدينة تحولت لسجن كبير بلا طعام أو ماء أو دواء

الخميس 2 يونيو 2016 07:06 ص

أصبح حلم الآلاف من المدنيين في الفلوجة مغادرة المدينة مع اشتداد المعارك بين القوات العراقية وتنظيم «الدولة الإسلامية، حيث يسعى الجيش العراقي ومعه قوات الحشد الشعبي الشيعي لاستعادة المدينة التي يسيطر عليها التنظيم.

وتعرب «سعاد» وزوجها «علي»، المصاب بإعاقة جسدية (بعد فرارهما)، عن قلقها على مصير أزيد من 50 ألف مدني تركتهم في السجن الكبير يتجرعون الأمرين على يد التنظيم من جهة، والقوات العراقية التي تقوم بقصف عشوائي يسقط فيه مدنيون من جهة أخرى.

وتقول إن أطفالها ضحكوا حين رأوا الأرز لأول مرة منذ خمسة أشهر في أحد المخيمات التي تبعد 30 كيلومترا عن الفلوجة.

ويتحدث «عبد الله» وهو أحد الفارين من الفلوجة عن ظروف صعبة يعشيها عشرات الآلاف من المدنيين، فبين مشاعر الخوف والتهديد اليومي لـ الدولة الإسلامية وعدم توفر الطعام المطلوب أو الأدوية تزداد معاناة سكان المدينة.

ويقول «عبد الله» لـ«صوت أمريكا» إن كل من تحدث إليهم بعد فراره من الفلوجة "يعيشون فقط على التمر والماء. ليست هناك أدوية. ليس هناك وقود وكهرباء، والوضع صعب للغاية».

وحذرت المفوضية السامية للاجئين من أن مئات الأبرياء من العائلات المحاصرة في وسط الفلوجة يستخدمها التنظيم دروعا بشرية، ووصفت الوضع بأنه كارثة إنسانية.

وتقول «أم أحمد» في اتصال من داخل المدينة مع المجلس النرويجي للجوء «العائلات تستغيث، نريد فقط أن نغادر المدينة، أريد فقط أن أغادرها».

ويؤكد أحد سكان الفلوجة ويدعى «أحمد» للمجلس ذاته «منذ سبعة أشهر لم نحصل على سكر أو أرز. هناك عائلة تغذي ابنها بحليب الماعز، لأن حليب الأطفال لم يعد متوفرا».

ويصف «جابر محمد» أحد الفارين من الفلوجة المدينة بأنها «سجن كبير. لا يريدون أحدا أن يغادر. لقد عشنا فيها كالحيوانات بسبب المعاملة التي يواجه بها مسلحو التنظيم المدنيين.

واستطاعت حوالي 530 عائلة أن تفر من الفلوجة (الجميْلة وضواحي المدينة)، لكن عائلة واحدة فقط تمكنت من الفرار من وسط المدينة، حيث يستعر القتال، منذ الاثنين الماضي.

حالات انتحار

وأفاد تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية نقلا عن نازحين من المدينة إن النساء يقتلن أطفالهن، مشيرين إلى حالات انتحار في أوساط المحاصرين.

وتحدثت إحدى النساء إلى الأمم المتحدة عن حالات أحرق فيها أشخاص أنفسهم، ونساء أغرقن أطفالهن.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم لم يستطيعوا التأكد من صحة التقارير، لكنهم واعون لوجود ضغوط نفسية على السكان.

وقال «كريستوف ويلك» الباحث في شؤون العراق في منظمة هيومن رايتس ووتش إنه سمع عن حالات انتحار للمرة الأولى في شهر مارس/ آذار الماضي، حين سمع عن نساء ألقين أنفسهم مع أطفالهن في نهر الفرات.

وأضاف أن المنظمة حصلت على لقطات فيديو يظهر فيها انتشال ثلاثة أشخاص من النهر، هم امرأة وطفلان.

وقال مواطن نزح عن المدينة يدعى عمر العيساوي إن مسلحي تنظيم الدولة بدأوا بدعوة الناس عبر سماعات المساجد للانضمام إلى صفوفهم لقتال الشيعة، وطرقوا أبواب السكان بحثا عن كل من يقدر على حمل السلاح للانضمام إلى صفوفهم، حتى لو كان مراهقا. وأكد ضابط عراقي على خط المواجهة أقوال العيساوي.

وفي وقت سابق الأربعاء، قالت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (اليونيسيف) إن ما لا يقل عن 20 ألف طفل ما زالوا محاصرين داخل مدينة الفلوجة، وإنهم يواجهون خطر التجنيد القسري والانفصال عن أسرهم، وسط تحذيرات أممية من المخاطر على المدنيين المحاصرين في المدينة واستخدامهم دروعا بشرية.

في هذه الأثناء، حذرت «الأمم المتحدة»، من تداعيات الوضع المأساوي والمثير لما يقرب من 50 ألفا من المدنيين المحاصرين في مدينة الفلوجة.

وبدأت القوات المسلحة العراقية في 23 مايو/أيار الماضي بدعم من الحشد الشعبي الذي يتكون من ميليشيات شيعية مسلحة وضربات جوية من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية عسكرية لاستعادة الفلوجة.

وتقوم قوات الأمن العراقية العاملة في الفلوجة بفصل الرجال والصبية الذين تزيد أعمارهم على 12 عاما عن أسرهم، من أجل التحقيق في صلاتهم المحتملة بتنظيم «الدولة الإسلامية».

وتقع الفلوجة على بعد نحو 50 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، وتسكنها غالبية سنية، وتعد أحد أبرز معاقل «الدولة الإسلامية» في العراق، منذ أوائل عام 2014.

وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة، ثم التوجه شمالا نحو الموصل، لشن الحملة العسكرية الأوسع لطرد «الدولة الإسلامية» من الموصل، معقل التنظيم الرئيسي في العراق، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري.

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق الفلوجة «الدولة الإسلامية»

«يونيسيف»: 20 ألف طفل محاصرون في الفلوجة يواجهون خطر التجنيد القسري

«المالكي» يلتقي «قاسم سليماني» على أطراف الفلوجة

«العبادي» يطلق شارة بدء معركة الفلوجة.. والميلشيات الشيعية تعلنها انتقاما لـ«نمر النمر»

برلمانية عراقية: وثقنا وفاة 200 شخص جوعا في الفلوجة

كان الباشا واثقا من النصر في الفلوجة!

«الجبوري» يكشف عن «انتهاكات» ارتكبتها القوات الأمنية ضد مدنيين بالفلوجة

«العفو الدولية»: الفارون من الفلوجة بين إرهاب «الدولة الإسلامية» وانتقام «الحشد الشعبي»

«السبهان»: إرهابيو إيران بالفلوجة يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية

مصادر: ضغوط إيرانية أجبرت «العبادي» على التراجع عن قرار إقالة «الساعدي»

معركة الفلوجة والالتباس السافر

«الداخلية» السعودية تحقق بحملة تبرعات للفلوجة أطلقتها «فور شباب»