قال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، أمس الجمعة، إن بلاده ليس أمامها إلا خيار الرد على منظومة درع الدفاع الصاروخية الأمريكية في أوروبا، وحذر بوجه خاص كلاً من رومانيا وبولندا، مؤكدا أنهما قد تجدا نفسيهما في مرمى هجمات روسيا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك في «أثينا» مع رئيس الوزراء اليوناني «أليكسيس تسيبراس». بحسب وكالة رويترز للأنباء.

ويجري تركيب بعض أجزاء من الدرع الصاروخية الأمريكية في بولندا، والبعض الآخر في رومانيا. ويقول «بوتين» إن الدرع تهديد مباشر لأمن روسيا.

وأضاف «بوتين»، «إذا لم يعرف الناس ببساطة في الأمس في تلك المناطق في رومانيا ماذا يعني أن تكون معرضاً للهجوم فاليوم سنكون مضطرين لاتخاذ إجراءات معينة لضمان أمننا .. نفس الشيء ينطبق على بولندا».

لكنه أصرّ على أن روسيا ليست البادئة، وأنها تردّ وحسب على تحركات واشنطن. وقال «لن نتخذ أي إجراءات لحين مشاهدة صواريخ في المناطق المجاورة لنا».

وكان الرئيس البولندى «أندريه دودا»، أكد في 17 من مايو/أيار الجاري خلال مراسم وضع حجر الأساس لبناء قاعدة للدرع الصاروخية الأمريكية فى بولندا، أن مرحلة جديدة بدأت حاليا لتعزيز أمن بلاده.

وقال «دودا» إن «نظام الدرع الصاروخية سيحمى قدرات الصواريخ، التى تحلق لمسافة أبعد من غرب أوروبا.. فى هذا اليوم ندخل مرحلة جديدة لتعزيز أمن العالم الحر، وأمن بولندا»، وأكد أن الهدف الأساسى لتلك القاعدة هو الأمن، وأن القاعدة ليست موجهة ضد أى أحد.

وفي وقت سابق، أكد نائب وزير الدفاع الأمريكى «روبرت وورك»، أن بناء القاعدة فى قرية «ريدزيكوفو» البولندية سيتم الانتهاء منه فى عام 2018، وستكون جنبا إلى جنب مع القاعدة فى «ديفيسيلو» الرومانية جزءًا من «الدرع الصاروخى الأوروبي».

وأضاف أن «القاعدة ستكون مماثلة لتلك الموجودة فى رومانيا، واصفا وضع حجر الأساس بأنه بداية العمل فى إقامة المرحلة النهائية الثالثة فى الدرع الأوروبى لمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ، وأن القاعدة البولندية ستعمل لحماية القسم الشمالى والأوسط من أراضى حلف الناتو».

يُذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية إقامة القاعدة فى بولندا فى عام 2008 وأصبحت سارية المفعول بعد 3 سنوات، وكان فى البداية يخطط لنشر صواريخ اعتراضية بعيدة المدى فى القاعدة يمكن توجيهها بواسطة رادارات من تشيكيا، ولكن فى عام 2010 تغيرت الخطة، حيث سيجرى فى بولندا نشر صواريخ اعتراضية متوسطة المدى من طراز «إس ام - 3». وسيعمل فى القاعدة حوالى 200 شخص من المدنيين والعسكريين، وسينصب فى القاعدة رادار ومنصة إطلاق، وتقدر كلفة الموقع بـ300 مليون دولار.