اتهم السفير الأمريكي في العراق وتركيا سابقا «جيمس جيفري» الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بصناعة إيران الجديدة، وذلك عبر الاتفاق معها على برنامجها النووي الذي يهدد أمريكا ودول المنطقة، مؤكدا ضرورة اعتذار وشرح «أوباما» للقيادة السعودية خلال زيارته، اليوم الأربعاء، وجهة نظره عما نشرت عنه مجلة «أتلانتك»، في إشارة إلى التصريحات التي اعتبرها «جيفري» أثارت استياء عدد من حلفاء واشنطن.
ووفقا لصحيفة «الحياة»، قال «جيفري» إن الحل الأمثل في تدارك اختلاف وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارة «أوباما»، هو أن يشرح الأخير ما كان يقصده من تصريحات، خصوصا مطالبته بتقاسم النفوذ بين السعودية وإيران في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف: «ماذا كان يقصد الرئيس أوباما بأنه يجب على المملكة العربية السعودية مشاركة القوى في منطقة الشرق الأوسط مع إيران، كيف يأتي ذلك على رغم وجود اتفاقات بين أمريكا ودول الخليج بدعمهم والدفاع عنهم ضد أي عدوان، فيما يرى مراقبون أن إيران تسعى إلى إطاحة النظام الإقليمي».
وأكد «جيفري» أن على الرئيس «أوباما» تقديم تعهد قوي خلال لقائه القيادة السعودية في الرياض ورؤساء دول الخليج بالعمل معهم في منظومة دفاعية قوية لمحاربة الإرهاب وخصوصا «الدولة الإسلامية»، إضافة إلى تعزيز العمل المشترك في الأزمة السورية بتسليح المعارضة المعتدلة بأنواع جديدة من الأسلحة، وذلك في حال عدم التزام النظام السوري ومن يقف معه من إيران وروسيا ببنود الحل السياسي في جنيف 2012.
واعتبر «جيفري» أن الاتفاق النووي الإيراني لا يشكل أزمة فعلية لدول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، بل يؤثر على أمريكا التي بموقفها من ذلك تسهم في تشكيل إيران الجديدة.
وأوضح أن المخرج المناسب لموقف الولايات المتحدة الأمريكية هو العودة إلى السياسة التي انتهجتها إبان رئاسة الرئيس «جورج بوش» الأب والرئيس «كلينتون»، إذ كانت متوافقة بين واشنطن ورغبة شركائها الحلفاء في الشرق الأوسط بما في ذلك المملكة العربية السعودية ودول «مجلس التعاون الخليجي»، معبرا عن أمله في أن يدعم ذلك ويقوي من المواقف المشتركة بين البلدين، ويعزز الدور الأمريكي القوي.
يشار إلى أن البيت الأبيض، أعلن قبل نحو أسبوع، التوصل لاتفاق مع دول «مجلس التعاون الخليجي»، بشأن التصدي للإرهاب، وتسهيل نقل القدرات الدفاعية الهامة لدول المجلس، وتعزيز دفاعاتها الباليستية.
وكان «أوباما»، قد أشاد أمس بدول «مجلس التعاون الخليجي»، وعلى رأسها السعودية، لدورها في التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية»، مشيرا إلى أن التحالف وضع التنظيم في وضع دفاعي بتقليص الأراضي التي يسيطر عليها وضرب كبار قيادييه.
وأفاد بيان للبيت الأبيض أن «أوباما» سوف يعقد قمة مع قادة دول «مجلس التعاون الخليجي»، يستضيفها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، لبحث التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول المجلس.
وأشار إلى أن هذه القمة ستتناول سبل تقوية التعاون بين واشنطن ودول الخليج في مجال الأمن؛ حيث سيناقش «أوباما» وقادة الدول الست خطوات إضافية رامية إلى تشديد الضغط على تنظيم «الدولة الإسلامية»، وكذلك تسوية النزاعات الإقليمية، وتخفيف حدة التوتر الإقليمي والطائفي.